«الأونروا» تعدّ لوائح بالنازحين لتأمين العون لهم
فلسطينيو سوريا: مئتا عائلة في مخيمات صور من
دون إغاثة

الجمعة، 24 آب، 2012
ترتفع أعداد النازحين السوريين إلى منطقة صور
ومخيماتها يوماً بعد يوم. وقد التحقوا، بمعظمهم، بأبنائهم وأقاربهم من العمال، الذين
كانوا في المنطقة قبل اندلاع الأحداث في سوريا. وتغيب عنهم المساعدات أو الإغاثة على
جميع المستويات. ويتوزع النازحون، الذين لم يحدد عددهم بشكل دقيق، برغم الحديث عن وجود
الآلاف منهم، على أطراف مدينة صور، وبلدات وقرى المنطقة. ويقيمون في منازل مستأجرة
وغرف بساتين الحمضيات، وحتى في بعض الخيم، التي تم نصبها بالقرب من مشاريع زراعية وسواها.
وفي جديد اللاجئين، قدوم مئات العائلات الفلسطينية،
التي كانت تقيم في مخيم اليرموك ومنطقة السيدة زينب، والحجر الأسود، إلى مخيمات اللاجئين
الفلسطينيين في الرشيدية والبرج الشمالي والبص، والتجمعات المحيطة بها. وقد باتت تلك
الأسر، التي وصل عددها إلى نحو مئتي عائلة، تشكل عبئاً إضافياً على أبناء المخيمات،
لا سيما أن الوافدين في غالبيتهم يسكنون مع أقاربهم في بيوت صغيرة، بالكاد كانت تتسع
لسكانها، في ظل غياب توفير الخدمات للقاطنين الجدد. وتقوم الأجهزة الأمنية المعنية،
وبلديات المنطقة بإحصاء النازحين السوريين، والطلب منهم الإبلاغ عن أماكن سكنهم وعملهم.
ذلك بينما تقوم وكالة "الأونروا"، ومنظمات دولية أخرى، بإعداد لوائح بالنازحين
من فلسطينيي سوريا داخل المخيمات، بهدف تأمين العون لهم.
ويؤكد أبو أيمن، وهو أحد اللاجئين السورين في
جوار مدينة صور، أن "العائلات السورية، التي كان يقيم الكثير منها في المنطقة
قبل الأحداث، وارتفع عددها بشكل كبير بعد اندلاع الأحداث في سوريا، لم تتلق أي عون
أو مساعدة من أحد". ويضيف إن النازحين "يتدبرون أمورهم بأنفسهم، فيستأجرون
منازل بأسعار مرتفعة، أو يقيمون في بيوت زراعية"، مشيراً إلى "تراجع فرص
العمل في المنطقة في مجال الزراعة والبناء، الأمر الذي ينعكس سلباً على تلبية الاحتياجات
المعيشية للاجئين السوريين، الذين جاؤوا من مناطق إدلب وحلب ودير الزور". ويضيف
إن "عدداً من الجمعيات الأوروبية، يزور بعض الأماكن، التي يوجد فيها نازحون. ويعدّون
لوائح بأسمائهم، لكن حتى اليوم لم يقدم لنا شيء، يخفف من معاناتنا".
وفي ما يتعلق بالنازحين الفلسطينيين من مخيمات
سوريا إلى مدينة صور ومخيماتها، تشير مصادر في وكالة "الأونروا" إلى أن
"آخر إحصاء أجري في المخيمات والتجمعات الفلسطينية، أشار إلى وجود 130 عائلة وافقت
على إجراء المسح". وأضافت المصادر أن "الأونروا، تنسق مع اللجان الشعبية
والأهلية الفلسطينية في المخيمات، ومع الصليب الأحمر الدولي، وعدد من الجمعيات، مثل،
أرض البشر، ونبع، والهلال الأحمر القطري، الذي يغطي الفاتورة الاستشفائية للنازحين
في مستشفيات تم التعاقد معها". ذلك بينما تؤمن "الأونروا" خدمات طبية
في عياداتها في المخيمات، وتأمين الصفوف الدراسية في مدارسها، على أمل تقديم أنواع
أخرى من الدعم بالتعاون مع المؤسسات والمنظمات الدولية، وفق المصادر.
وتلفت المصادر إلى "التحضير لإنشاء لجان
لمتابعة أوضاع اللاجئين في المخيمات، بعدما تم تشكيل لجنة مركزية مؤخراً في السفارة
الفلسطينية في بيروت لتلك الغاية".
وأوضح كل من مسؤول "اللجان الأهلية الفلسطينية
في مخيمات صور" محمد الشولي، ومسؤول "اللجان الشعبية" غازي كيلاني أن
"ما يقدم للاجئين الفلسطينيين النازحين من المخيمات السورية، مساعدات لا ترقى
إلى المستوى الذي يحتاجونه. فأهالي المخيمات يعانون أصلاً من ظروف اقتصادية ومعيشية
وسكنية صعبة". وأكدا أن "المطلوب توفير الدعم للعائلات، التي يزداد عددها
يوماً بعد يوم"، مشيرين إلى أن المساعدات المقدمة، تأتي عبر مبادرات فردية.
من ناحيته، مدير البرامج في "جمعية نبع"
رائد عطايا، أكد أن "عدد العائلات النازحة إلى مخيمات لبنان يقارب السبعمئة، من
بينها نحو مئتي عائلة موجودة في مخيمات صور". وقال: "تتابع الجمعية قضية
النازحين، بالتنسيق مع المؤسسات المعنية واللجان في المخيمات". وعن المساعدات
التي وفرتها الجمعية، أوضح عطايا أنه "تم توزيع قسائم (بونات) ألبسة على العائلات،
قيمة كل منها ستون دولاراً أميركياً، إضافة إلى بعض أدوات التنظيف".
المصدر: السفير