120 عائلة من اليرموك والنيرب إلى البارد والبداوي..
فلسطينيو سوريا يتخوفون من تحولهم إلى نازحين في لبنان
الثلاثاء، 07 آب، 2012
لم ترتق قضية العائلات الفلسطينية السورية الهاربة إلى لبنان إلى مستوى النزوح الفعلي بكل تداعياته السلبية بعد. وهي بالرغم من بعدها الإنساني، لا تزال تندرج بالنسبة للوافدين إلى مخيمي البداوي والبارد في إطار الزيارة القسرية المؤقتة للأهل والأقارب، لحين استقرار الأوضاع الأمنية في المناطق التي تقع فيها مخيماتهم. 120 عائلة فلسطينية، هو الرقم الإجمالي لعدد العائلات التي وفدت على مدى الأسبوع الماضي إلى المخيمين، وتقيم عند أقارب لها. ومنها من بادر إلى استئجار منزل تحسباً للأسوأ، خصوصا بالنسبة للآتين من مخيم النيرب في حلب، حيث لا تزال الأمور في تلك المحافظة غير واضحة المعالم.
إلى الآن لا ترى القيادات الفلسطينية حاجة إلى دقّ ناقوس الخطر، وإن كانت لا تخفي قلقها من انعكاسات تزايد عدد الوافدين أو إطالة فترة إقامتهم، انطلاقاً من الواقع الاقتصادي والظروف المعيشية الصعبة لمستضيفهم في المخيمات. أما الفصائل التي واكبت عملية توافد العائلات، فقد حرصت منذ اللحظة الأولى على إيجاد المخارج القانونية لإقامة تلك العائلات، خصوصاً أن التصاريح المعطاة لها لا تسمح لهم بالإقامة في لبنان لأكثر من أسبوع، حيث عملت على استصدار استثناء من الجهات المعنية اللبنانية يجيز لها البقاء لمدة ثلاثة أشهر.
في مخيم البداوي، حيث تنهمك «حركة فتح» في تحضير المساعدات الغذائية لتقديمها للعائلات الوافدة إلى المخيم، والبالغ عددها 70 عائلة، يؤكد أمين سرها في الشمال أبو جهاد فياض أن «غالبية العائلات الوافدة تقيم عند أقارب لها، وهي اضطرت للمغادرة بسبب التطورات الأمنية الجارية في سوريا وتحديدا بعد تعرض مخيم اليرموك للقصف». يضيف: «الوضع لا يزال مقدورا عليه، ولا أزمة كبيرة على الأرض، خصوصاً أن هذه العائلات تنتظر استقرار الأوضاع للعودة السريعة، وبالنسبة لنا كفصائل عملنا على تسوية أوضاعهم القانونية، حيث أجرينا سلسلة اتصالات ولقاءات مع المسؤولين اللبنانيين، أفضت إلى إيجاد مخرج قانوني لهم بالبقاء لمدة ثلاثة أشهر، من خلال تجديد التصاريح المعطاة لهم من الأمن العام في سرايا المنية».
بدوره أكد عضو اللجنة المركزية لـ«الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» أركان بدر أن «قضية العائلات الفلسطينية في الشمال هي إنسانية ولكنها ليست أزمة حتى اليوم، خصوصا أن هذه العائلات تقيم عند أقارب لها ولفترة مؤقتة، ونحن نراقب الوضع ونعمل بالتنسيق مع الفصائل واللجنة الشعبية والأونروا، على دراسة كل الاحتمالات». ولفت إلى «ضرورة تضافر جهود المعنيين في منظمة التحرير ووكالة الأونروا، والمفوضية العليا للاجئين، من أجل وضع الخطط المستقبلية إذا استمر توافد العائلات»، مشيراً إلى وجود «اقتراح يجري دراسته من أجل تأمين مدرسة للوافدين إذا ازداد عددهم أو طالت فترة إقامتهم». وأوضح أن «الاقتراح الذي تتم دراسته يتعلق بإحدى مدارس البراكسات، التي باتت اليوم فارغة من الطلاب بعد إنشاء الأونروا مجمعها التربوي، وإذا تم استخدامها فإن ذلك لن يؤثر على العام الدراسي».
في المقابل، أكد مصدر في «الأونروا» أن «الوكالة لم تبادر إلى الاستقصاء عن وجود العائلات الوافدة، ولم تقدّم حتى الآن أي مساعدات، لكنها معنية مباشرة بتقديم العلاج والدواء لكل شخص من هؤلاء الوافدين». وتؤكد بعض العائلات الفلسطينية ـ السورية انها بصدد العودة إلى مخيماتها بعد استقرار الأوضاع هناك. ويقول أبو محمد عنيزي المقيم عند قريب له في مخيم البارد: «لقد نزحت من مخيم اليرموك مع عائلتي المؤلفة من خمسة أفراد بعد التوترات الأمنية التي حصلت هناك، ونحن لم نكن يوماً نفكر بالخروج من المخيم، ولكن الخوف دفعنا للخروج، ونأمل العودة السريعة». يضيف: «نحن نقيم استثنائيا، ولا نعتبر أنفسنا نازحين، بل زائرين. ونتمنى أن نبقى كذلك ولا تسوء الأوضاع أكثر في سوريا». ويلفت أبو حسن عابورة من مخيم اليرموك ويقيم في مخيم البداوي إلى أن «الوضع الأمني دفعنا للخروج، ولكننا ما كنا لنفكر بذلك لو لم يكن عندنا أقارب في لبنان، وفضلنا أن نعطي أنفسنا فرصة استراحة، وأن نستفيد منها في زيارة الأهل في شهر رمضان». ويضيف: «هناك خوف من أن تطول الأزمة ومن استهدافات مجددة لمخيمنا، وهذا الأمر قد يدفع بالعائلات إلى البقاء في لبنان وبآخرين الى النزوح الفعلي».
المصدر: عمر ابراهيم - السفير