اجتماع متوتر بين وكالة
الغوث و«اللجان الشعبية» في صيدا
فلسطينيو سوريا يستغربون
صمت «الأونروا» تجاه حاجاتهم

السبت، 18 آب، 2012
طغى وضع النازحين الفلسطينيين
من سوريا إلى مخيمات منطقة صيدا على ما عداه من أحداث أمس. وعقد اجتماع بين «الأونروا»
واللجان الشعبية في مكتب مدير المنطقة، لبحث أوضاع النازحين حضره عن «الأونروا» كل
من مدير منطقة صيدا محمود السيد، ومدير مخيم عين الحلوة فادي الصالح، ومسؤولة الشؤون
الاجتماعية لـ«الأونروا» عبير علاء الدين، وعن اللجان الشعبية كل من أمين سر منطقة
صيدا أبو هاني موعد، ومسؤول الشؤون الاجتماعية في مخيمات صيدا فؤاد عثمان، وأمين سر
اللجنة الشعبية لمخيم المية ومية غالب الدنان، وأمين سر مدينة صيدا محمود رنو وأحمد
حزوري مسؤول الشؤون الاجتماعية في إقليم الخروب.
وأكد فؤاد عثمان أن «اللقاء
كان متوتراً جداً منذ بدايته بسبب عجز «الأونروا» وفشلها في القيام بواجبها تجاه النازحين
الفلسطينيين». وقال: «منذ بدء حركة النازحين من سوريا إلى لبنان لم تقدم الأونروا الحد
الأدنى من الخدمات. ولم تقم بواجبها تجاههم على الرغم من أنها المسؤولة عن إغاثة اللاجئين
الفلسطينيين». وحذر عثمان «الأونروا» من الإقدام على خطوات تصعــيدية شعبية احتجاجية
اذا لم تقم بواجـــبها. أما مدير منطقة صيدا في «الأونروا» محمود السيد فأكد «أن عملنا
ما زال تنسيقيا بين اللجان الشعبية والمؤسسات الأهلية ولم يتعدَّ ذلك». وقال «نعم الأونروا
هي المسؤولة عن الشعب الفلسطيني في كل مكان، لذا طلبنا من الدول المانحة مساعدات معينة
لتقديمها للنازحين، آملين أن تقدم لنا هذه المساعدات في وقت قريب لكن لا شيء فعلياً
من من أجل مساعدة النازحين». وقد سلم الوفد مدير «الأونروا» في صيدا مذكرة صادرة عن
اللجان الشعبية موجهة إلى المدير العام للوكالة في لبنان سيلفاتوري لومباردو، جاء فيها
«نستغرب صمت الأونروا، تجاه النازحين الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان، والتي ما زالت
تعمل على إحصاء النازحين الفلسطينيين، من دون العمل على تكليف نفسها عناية البحث عن
تأمين الأموال اللازمة للنازحين الفلسطينيين من قبل الدول المانحة والاتحاد الأوروبي».
إلى ذلك، يتوزع النازحون
على مخيّمات الرشيدية، والبص، والجليل، وعين الحلوة، ومنطقة صيدا والميّة وميّة، وإقليم
الخروب، وشاتيلا، نهر البارد والبدّاوي، إضافة إلى بعض التجمّعات. وقد شهدت المخيّمات
تزايداً سريعاً بعدد العائلات النازحة التي لجأت الى منازل الأقارب أو استضافتهم عائلات
فلسطينيّة في المخيّمات. ويؤكد م. خ. (27 سنة) أنه «آخر من نزح من الحجر الأسود. إنّ
الناس العالقين على الحدود من الجهة السورية هم ضعف العائلات التي وصلت إلى لبنان،
وخصوصاً بالنسبة إلى الذين يحاولون الدخول عبر حدود عكّار» . والنازحون لم يحضروا معهم
سوى ما تيسّر حمله من ملابس وحوائج، حيث تشير أ. ط.، وهي والدة لخمسة أطفال «لقد هربنا
عندما تدمّر منزل جيراننا. انتقلنا إلى خان الشيخ لبضعة أيّام إلا تدهور الوضع الأمني
دفعنا إلى الهرب إلى لبنان. الآن نحن بأمان. ولكنّني ما زلت قلقة على زوجي في سوريا
وعلى احتياجات أولادي، إذ هربنا من دون إحضار أيّ شيء معنا. لا شيء أبداً». وتؤكد هبة
حمزة أمينة سر «جمعية نبع» أنه لرصد احتياجات النازحين كان لا بدّ من القيام بتنفيذ
خطوات ميدانية تلحظ جوانب احتياجاتهم، حيث تبيّن لنا أن العائلات النازحة تعاني من
نقص بالمواد الغذائية ومن متطلّبات الحياة. ولم تستطع العائلات المضيفة تقديم الكثير
بسبب تشابه الوضع الاقتصادي والاجتماعي ما بين العائلات المستضيفة والعائلات المستضافة.
وذلك ما دفع نبع، وبدعم من السفارة النروجية، إلى توزيع قسائم لشراء ثياب، قيمة كل
منها ستون دولاراً للعائلة الواحدة. وتشير حمزة إلى توزيع حصص مواد تنظيف لمنازل العائلات
المستضيفة علّها تخفف عليهم ضغط استضافتهم للعائلات النازحة وخاصة في ظل الضائقة المالية
في البلد. وقد لاقت تلك الفكـــرة استحساناً كبيراً لدى العائلات المستـــضيفة، بحيث
إن دائماً المساعدات تستــهدف فقط العائلة النازحة دون الأخذ بعــين الاعتبار العائلات
المستضيفة. وقد استطاعت «جمعية نبع»، وخلال وقت قصير الوصــول بخدمــاتها الطــارئة
إلى 790 عائلة.
المصدر: محمد صالح - السفير