القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

فلسطيـن بيـن العـروبـة والإسـلام السيـاسـي

فلسطيـن بيـن العـروبـة والإسـلام السيـاسـي
 

الأربعاء، 20 شباط، 2013

في ظل ما يشهده العالم العربي من تغيّرات في أنظمة الحكم التي أعقبت الانتفاضات الشعبية خلال العامين 2011و2012، وسيطرة الحركات الإسلامية على السلطة، لا سيما في تونس ومصر، هناك جدل فكري واسع يدور في أوساط المثقفين العرب، قوميين ويساريين وإسلاميين، في شأن قراءة هذه التغيرات السياسية، وربطها بالقضية الفلسطينية والصراع العربي ـ الإسرائيلي. في هذا السياق، استضافت «ندوة العمل الوطني» أمس الأول في «مركز توفيق طبارة» رئيس تحرير «السفير» الزميل طلال سلمان، والمنسق العام لـ«المؤتمر القومي- الإسلامي» منير شفيق للحديث عن «فلسطين والعروبة والإسلام السياسي»، في حضور الرئيس الأسبق للحكومة سليم الحص.

وبعد تقديم من نهى الحسن، استعاد سلمان محطات تاريخية مفصلية في الصراع العربي ـ الإسرائيلي، لافتاً إلى أنه «لم يكن ثمة تناقض أو روح مخاصمة وعدائية بين العروبة والإسلام السياسي. أما اليوم، فإن الإسلام السياسي قد صالح أو هادن القوى الأجنبية، التي غالباً ما يطلق عليها تسمية الإمبريالية». وتوقف سلمان عند الحرب الأخيرة على غزة منتقداً بسخرية «نجاح المساعي الحميدة التي بذلتها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، لوقف الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة التي توجتها بالنجاح في القاهرة حيث رعى حكمها الإخواني الهدنة الجديدة بين حماس والعدو الإسرائيلي».

ورأى سلمان في إطار نقده مواقف «الإخوان المسلمين» وسياساتهم أن «الإسلام السياسي، وكما تنذر بشائر وصوله إلى السلطة في أكثر من قطر عربي، يتبدى تقسيمي النزعة»، مشيراً إلى أنه يهدّد بإعادة تقسيم هذه المجتمعات على أساس ديني.

وختم سلمان مداخلته «عبثاً نبحث عن العدو الإسرائيلي في أدبيات الإخوان والسلفيين، سواء من صاروا في سدة السلطة أم من الذين يناضلون من أجل الوصول إليها. علينا أن نقولها صريحة: إن المشروع الإخواني ـ السلفي يستهدف العروبة كعدو أول وأخير».

من جهته، ركّز شفيق في مداخلته على مكانة القضية الفلسطينية ومستقبلها على ضوء الثورات. واعتبر أن سقوط رأسَي النظام في تونس ومصر أدى إلى انتهاء ما كان يسمى بمحور «الاعتدال العربي»، وأكدّ أن «هذا التغيير زاد من خلخلة ميزان القوى في غير مصلحة أميركا والكيان الصهيوني».

ورأى أن حرب الأخيرة في قطاع غزة أثبتت أن هناك تغييراً في ميزان القوى بين المقاومة والكيان الصهيوني، معتبراً «انها المرة الأولى التي تشّن فيها المقاومة الحرب على إسرائيل، ولا تكتفي فقط بالدفاع عن نفسها».

من ناحية أخرى، أشار شفيق إلى أنه «صَحبَ هذا المتغيّر انقسامٌ في صفوف القوى التي أسهمت في إسقاط النظام وانتصار الثورة. وقد لعب الانخراط السريع في عملية إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية دوراً في تعميق الانقسام داخل صفوف الشعب الذي صنع الثورة». انعكست الانقسامات بين القوى المدنية المعارضة والأحزاب الإسلامية التي وصلت إلى الحكم في كل من تونس ومصر، جدلاً واختلافاً في وجهات النظر السياسية والفكرية في ندوة «فلسطين والعروبة والإسلام السياسي».

المصدر: كارول كرباج - السفير