في عين الحلوة: يلونون حياتهم.. على أمل العودة
الثلاثاء، 17 تموز، 2012
يقلب ابناء مخيم عين الحلوة حياتهم اليومية رأسا على عقب، يحولون اليأس الى أمل، يلفظون الروتين وصدى الضجيج المتدحرج الذي حولهم الى لاجئين قسرا منذ 64 عاما ومازالوا ينتظرون العودة بفارغ الصبر وكأن السنوات التي خلت ما هي الا لحظات، من جيل الى آخر يتوارثون حب فلسطين وعشق الارض، يسمون كل مفاصل حياتهم بأسماء مثيلاتها في فلسطين، حتى ترتيب الاحياء حين قطنوا عين الحلوة جاء تماما كما في فلسطين، ناهيك عن الشوارع والمراكز والمؤسسات، انهم يزرعون البقاء في وجه النسيان، ويرون الامل بالتضحيات، يحاربون مقولة غولدمائير "الكبار يموتون والصغار ينسون"، نعم.. يموت الكبار ولكنهم يوصون بالعودة وبعضهم نقل رفاته الى بلدته في فلسطين كي تستريح الى الابد، ويكبر الصغار ويسيرون على درب الاباء والاجداد مناضلين في مسيرة الثورة التي لم تنتهي.
وقد حضرت فلسطين حبا وتدريبا في جيل العودة، بـ "الجهاد والمقاومة طريقنا لاستعادة حقوقنا والدفاع عن مقدساتنا"، شعار رفعه كشافو بيت المقدس حيث كان عين الحلوة كان على موعد مع حدث مميز معهم، لم يعتد ابناؤه على رؤيته منذ سنوات طويلة وتمثل بإجراء مناورة كشفية عبارة عن النزول على الحبال (نلى الرابيل)، نظمته جمعية كشافة بيت المقدس ـ مفوضية صيدا بمشاركة عشرين من اعضاء الكشافة الذين نزلوا عن علو 25 مترا من مبنى المركز بيت المقدس في المخيم حيث تجمع حشد من ابناء المخيم وسط اعجاب واندهاش من المنظر، ترافقا مع صدى الاناشيد الجهادية واطلاق المفرقعات الدخانية الملونة وتصفيق حاد، انهم يلونون حياتهم بالأمل والعزيمة على العودة.
المصدر: البلد | محمد دهشة