قادة
ومواطنون لـ"القدس للأنباء":لن نسكت عن الأبعاد الخطيرة لتقليصات
"الأونروا"
الثلاثاء،
26 كانون الثاني، 2016
التحركات
والاعتصامات والإضرابات تتواصل في المخيمات الفلسطينية وأمام مكاتب "وكالة
غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين - الأونروا"، احتجاجاً ورفضاً للقرارات
الجائرة المتعلقة بتخفيض الدعم في مجالات عدة أبرزها الاستشفاء والتعليم.
وأكد
عدد من مسؤولي الفصائل واللجان الشعبية والنازحين والمواطنين لـ "وكالة القدس
للأنباء"، أن تحركهم سيستمر وبشكل حضاري سلمي، حتى تستجيب "الأونروا"
لمطالبهم وقطع الطريق على المس بقضية اللاجئين.
وقال
القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أبو وسام منور لـ "وكالة القدس
للأنباء":" الاعتصام السلمي والحضاري بالحجم الكبير يمثل حضارة الشعب
الفلسطيني،مرحلة نضالية جديدة في المطالبة بالحقوق من المؤسسة التي اغتصبت حقه
برعاية الولايات المتحدة الأمريكية والمنظومة الغربية".
وأضاف منور:" الشعب الفلسطيني يقف وقفة
تعبرعن المعاناة والمأساة التي يتعرض لها بشكل دائم في مخيمات اللجوء في لبنان،
الهدف منها استعادة الحقوق الأساس التي هي بأجزاء كبيرة مسلوبة من أبناء اللاجئيين
الفلسطينيين في لبنان، اليوم عندما تأخذ الأونروا هذه القرارات الظالمة والمجحفة
المتعلقة بملف الطبابة على وجه الخصوص والتعليم، فإننا أمام مرحلة تصعيد وصولاً
إلى مرحلة إنهاء هذه الخدمات، لذلك الخطر الحقيقي اليوم ليس فقط على الخدمات وليس
فقط على بعض متطلبات الشعب الفلسطيني والتي هي متطلبات ضرورية، إلا أن الخوف حقيقة
هو على قضية اللاجئين التي هي الأساس ولب المشكلة في الصراع مع العدو الصهيوني".
واعتبر
أمين سر فصائل منظمة التحرير في بيروت، العميد سمير أبو عفش لـ "وكالة القدس
للأنباء"، " الاعتصام يعتبر رمزياً وهو مرحلة من مراحل تصعيد التحرك
بوجه قرارات "الأونروا" التي تنفذ بتدرج وبشكل ممنهج تخفيض خدماتها،
وكأن لديها برنامج لتقليص خدماتها، حيث بدأت بتقليص خدمتها التعليمية وأتبعتها
بتقليص خدماتها الصحية، ويوم الإثنين بدأت بتقليص الخدمات الغذائية بتسكيرها لأكبر
مستودع أغذية الخاص بالـ"شؤون" تابع لها في منطقة فردان ببيروت، ولذلك
نحن لن نقف مكتوفي الأيدي وسنستمر بتحركاتنا وبشكل حضاري حتى تثمر هذه التحركات عن
نتيجة مرضية لشعبنا الفلسطيني".
ورأى
أمين سر لجنة المهجرين الفلسطينيين القادمين من سوريا إلى لبنان، قاسم عباسي لـ
"وكالة القدس للأنباء": "أن الشعب الفلسطيني موحد في مواجهة قرارت
الأونروا في الأقاليم الخمس، ونحن نقف ضد السياسة التقليصية التي تأتي ضمن سياق
مخطط كبير يستهدف القضية الفلسطينية، وترمي إلى تهجير اللاجئين الفلسطينيين وتركيعهم
وتهجيرهم والقضاء على حقهم بالعودة إلى وطنهم، وإذا استمرت القرارات على نفس
الطريقة سوف تصل إلى مرحلة إقتلاع مخيماتنا وتهجيرنا عبر قوارب الموت، ولكننا نؤكد
كشعب فلسطيني بكافة أطيافه أننا سنواجه هذه القرارات من أجل إحقاق حقوقنا حتى
العودة إلى فلسطين".
وتحدثت
شقيقة الطفل عمر خضير الذي أحرق نفسه احتجاجاً على تقليص خدمات الاستشفاء، فاطمة
خضير من مخيم برج الشمالي لـ "وكالة القدس للأنباء" عن معاناتهم مع
الأونروا في معالجة أخيها عمر وقالت: "أخي عمر مريض بالتلاسيميا ويحتاج إلى
أربع تحويلات كل شهر، والسبب الذي دفع أخي للإقدام على حرق نفسه هو رفض الأونروا
إعطاءه تحويلاً للعلاج بالمستشفى فقط لأنه لم يستطع دفع خمسة وعشرين آلف ليرة كرسم
تحويل، حتى أنهم قاموا بإحتجاز هويته لعجزه على دفع المبلغ".
وأضافت:"
وعدتنا المسؤولة في الأونروا بإعطاءنا التحويل ونحن صدقناها ولكن لم تف بوعودها،
وأخي الآن يقبع في مستشفى نبيه بري الحكومي بالنبطية، بالبداية رفضت المستشفى
استقباله حتى تأمين مبلغ خمسة وعشرين مليون وبالغصب حتى تكفلتها الأونروا، أخي خسر
جسمه وصحته بسبب هذه السياسة القاتلة، وإن شاء الله الأونروا ما تقطعنا بنصف
الطريق فنحن أيتام ليس لدينا معيل، ولا نستطيع دفع ثمن تكاليف العلاج وماذا نفعل
بحالنا فالأونروا وجدت لخدمتنا، فإذا لم تتحمل مسؤوليتها اتجاهنا فليعيدونا إلى
وطننا فلسطين".
وأجمعت
كل أصوات المواطنين من أبناء شعبنا الذين التقيناهم، على نفس المطالب المحقة،
داعية إلى رفض الصمت ازاء اجراءات " الأونروا" الظالمة، منددة بالمواقف
الدولية غير المبالية ازاء ما يجري، مؤكدة أن ما يحصل ليس له تفسير سوى التضييقعلى
الشعب الفلسطيني لأنهاكه وشطب قضيته.