القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

قضية الشتات الفلسطيني في ازمة ..المطالبة بالهجرة والغاء الانروا؟

قضية الشتات الفلسطيني في ازمة ..المطالبة بالهجرة والغاء الانروا؟


الخميس، 17 آب، 2017

كأنه كان ينقص المخيمات الفلسطينية في لبنان ملفا جديدا اسمه "الهجرة والغاء وكالة الانروا"..وبالتالي الاقرار بالغاء حق العودة وشطب مسيرة شعب نضالية عمرها من عمر نكبة فلسطين منذ العام 1948.

ملفات عدة تتزاحم على الساحة الفلسطينية في لبنان منذ سنوات , تتراوح بين الهموم الامنية والاشكالات الداخلية الدائمة الحضور , والمطلوبين بقضايا ارهابية وامنية , المنتمين الى خلايا متشددة , وصولا الى الهموم المعيشية والتربوية والانسانية والاستشفائية , ناهيك بالازمات المتعلقة بالبطالة وحقوق العمل والتملك وغيرها.. عدا عن ملف التعويض عن اضرار الاشتباكات السابقة التي ما زالت في مهب الريح ...كل ذلك في ظل انشغال قيادات هذا الشعب الفلسطيني في لبنان وفي الوطن السليب فلسطين بانقساماتها الداخلية.

الهجرة - الغاء الانروا.

خلال الايام القليلة الماضية طغى على الوضع الفلسطيني في لبنان ملفا جديدا من نوع اخر , بعد ان ارتفع منسوب الحديث عن الهجرة الجماعية من المخيمات الفلسطينية وصولا الى المطالبة بالغاء وكالة الانروا... لا بل اكثر من ذلك اقيمت الاعتصامات ورفعت اللافتات في عدد من المخيمات تطالب علنا بالهجرة وفي وضح النهار..

مصادر فلسطينية لفتت الى "ان هذا الموضوع اصبح الحديث اليومي التفاعلي للفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي , لابل اكثر من ذلك فان الامر الخطير هنا يكمن في ان كل ما كان يخشى من طرحه علانية في السابق لتاسيس واستحداث مؤسسات بموازاة الانروا وغيرها من مشاريع ؟.. تحوّل اليوم الى مبادرة تطرح بجراة ووضوح وعلانية, وصولا الى حد تنازل الفلسطيني "كلاجىء" عن حقه في الانروا مقابل حصوله على الاقامة في بلد اجنبي ؟؟. اضافة الى الاعلان عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن تقديم طلبات لمنظمة حقوق الانسان والاتحاد الاوروبي في بروكسل للمطالبة باستبدال الانروا باقامة في دولة اجنبية"..

وتشدد المصادر على "ان هذا الامر يحصل ويوزع وينشر عبر اثير المخيمات وفي مناطق تواجد الشتات الفلسطيني في لبنان.. ورغم ذلك بقيت رود فعل الفصائل والقوى السياسية وقياداتها دون الحد الادنى المطلوب, واقتصرت على تصريحات وتلميحات وبيانات من هنا وهناك لم تكن بمستوى الحدث... بالرغم من خطورة الطرح المتعلق بشطب حق العودة الذي يمهد حكما وتلقائيا الى الغاء القرار الاممي رقم 194 , مع العلم بان الغاء وكالة الانروا يعني الغاء "الشاهد الاممي" على نكبة فلسطين... وصولا الى الغاء المخيمات كامكنة وتجمعات سكنية مؤقتة لاقامة الفلسطينيين" .

المصادر حذرت "من خطورة هذا الطرح , محملة القيادات الفلسطينية بمجملها المسؤولية كاملة عما وصل اليه الوضع بالشباب الفلسطيني نتيجة تباعد القيادة عن هموم القاعدة.. وصولا الى عدم ثقة القاعدة بالسياسيات التي تنتهجها القيادة.. ولانها "اي تلك القيادات" انشغلت وتلهّت دائما بانقساماتها وخلافاتها وازماتها دون النظر الى الشعب الفلسطني المقيم في هذه المخيمات , وتامين الحد الادنى المطلوب للعيش بامان واطمئنان مع عائلته داخل الاسوار المغلقة , وعدم الدفاع عن مطالبه ومطالباته بشكل جدي ودؤوب بالعمل ووضع حد للبطاله وحق التملك وسائر الحقوق الانسانية"؟.

ونبهت المصادر "من التمادي في طرح هذه المطالب بهذا الشكل الجريء نظرا لما قد يسببه من مخاطر كبيرة على القضية الفلسطينية برمتها وعلى كل تلك المراحل النضالية والكفاحية من اجل حق العودة ..ولان هذه الدعوات سوف تتسبب بضياع الوطن من جديد ولكن هذه المرة بايدي ابنائه, ومن مخيمات الشتات تحديدا, وتقدم للعدو الاسرائيلي على طبق من فضة ما عجز عن اخذه طوال الحروب التي شنها منذ النكبة".

صرخة...

في المقابل ارتفعت في المخيمات مؤخرا "اصوات" عدة لم تتحول بعد الى صرخة.. مطلقة تحذيرا بان هذه المطالب "الهجرة مقابل الغاء الانروا" بدات تحفر رويدا رويدا في المخيمات وتتسلل رضى وقبول الى عقول وقلوب الشباب والفتية وتدغدغ الامال بمستقبل واعد مع اقامة دائمة في بلد اخر ..يشعر فيه الفلسطيني بالامان الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والمواطنة كبقية البشر ... ..

رفض وتحذير

من جهته اكد أمير "الحركة الإسلامية المجاهدة" الشيخ جمال خطاب "أن دعوات المطالبة بالهجرة إلى بلاد الغرب وراءها أصحاب مشاريع سوداء يريدون إنهاء قضية فلسطين وتشتيت شبابها في بلاد الغرب, ليعيشوا في المعسكرات الجماعية، بانتظار أن تقدم لهم المساعدة الاجتماعية ، كالشحاذين". مشددا على أن "إلغاء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين - الأونروا هو مشروع أمريكي صهيوني، لأن وجودها يعني هناك قضية ثلاثة ملايين لاجئ فلسطيني يقيمون حول فلسطين وفي الشتات، ويطمحون في العودة إلى وطنهم.. وإذا ألغيت الأونروا وتم توزيع اللاجئين على بلاد الغرب وبعض الدول العربية، فهذا معناه أنه لا يحق لهؤلاء أن يطالبوا بأي حق لهم في فلسطين".

القيادة السياسية.

وكانت القيادة السياسية الفلسطينية في منطقة صيدا قد عقدت إجتماعا في عين الحلوة , ناقشت ما اطلقت عليه "الدعوات المشبوهة الى الهجرة والغاء الانروا". واصدرت بيانا" اعتبرت فيه "ان هذه الدعوات يطلقها اصحاب الفتن , المتربصين بأمن ووحدة شعبنا الفلسطيني متجاهلين الاجندات الخارجية التي تتسابق من اجل تسويق المشروع الاسرائيلي الداعي الى وقف الدعم المالي عن وكالة الانروا تمهيدا لإنهاء خدماتها ومقدمة لإنهاء وشطب حق العودة" . لذا فاننا نؤكد على "تمسك الشعب الفلسطيني بوكالة الانروا لانها الشاهد القانوني والسياسي الاممي على قضية وحق الللاجئين بعودتهم الى وطنهم فلسطين" .

ودعت "الدولة اللبنانية الى تشريع الحقوق الاجتماعية والمدنية للاجئين الفلسطينيين من خلال القوانين التي تضمن لهم العيش بكرامة، ولان اعطاء الحقوق المدنية والاجتماعية يعزز صمودهم بمواجهة كافة المشاريع التصفوية التي تستهدف قضيتهم"

وحول الدعوات الى "الهجرة", رأت "القيادة السياسية" ان " هذه الدعوات التي تطلق بين الحين والاخر تهدف الى تفريغ مخيماتنا من ابنائها، وهي معاول هدم بمجتمعنا ، لكننا نؤكد بان شعبنا الفلسطيني في مخيمات اللجوء والشتات متمسك بحقوقه وثوابته الوطنية وفي مقدمتها حق عودة اللاجئين الى وطنهم فلسطين".

وحذرت "القيادة السياسية" في بيانها "اصحاب هذه الدعوات المشبوهة بانها لن تسمح بالعبث بجوهر قضيتنا (قضية اللاجئين)، وإنها ستضرب بيد من حديد في حال تم الاستمرار بإطلاق هذه الدعوات وسوف يتم التعاطي بمسؤولية وحزم من أجل إسكات هذه الاصوات الخارجة عن الاجماع الوطني الفلسطيني ".

الانروا تنفي وترد..

الى ذلك أكد المدير العام "لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" (أونروا) في لبنان "كلاوديو كوردوني" أن "ألاونروا" تكرر التزامها الكامل بخدمة اللاجئين الفلسطينيين بموجب الولاية التي منحتها إياها الجمعية العامة للأمم المتحدة". وشدد كوردوني في بيان له على "أن "ألاونروا" تنفي جملة وتفصيلاَ المعلومات المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي في الساعات الأخيرة وتدعي أن "الأونروا"، بالتعاون مع منظمات أخرى تابعة للأمم المتحدة ومع الدول المانحة ، قررت القيام عبر مكاتبها بإحصاء اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان تسهيلًا لهجرتهم".

المصدر : محمد صالح - الاتجاه