القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

قلعة الشقيف استضافت الحدَث وسط «برودة» في المشاركة... و وفود آسيوية وافريقية بينها 3 حاخامات

قلعة الشقيف استضافت الحدَث وسط «برودة» في المشاركة... و وفود آسيوية وافريقية بينها 3 حاخامات
«خط أحمر» لبناني منع وصول فلسطينيي «يوم الأرض» إلى «الخط الأزرق»
 

السبت، 31 آذار، 2012

... في «يوم الأرض» كان «حلم العودة» الى فلسطين «المسلوبة» بعيداً حوالي خمسة كيلومترات، هي المسافة التي فصلت بين قلعة الشقيف (النبطية) وبين حدود «الوطن السجين» التي حال القرار السياسي اللبناني والذي ترجمه الجيش على الارض دون ان «يلامسها» آلاف الفلسطينيين الذين أحيوا الذكرى «عن بُعد».

... غَصة، وإحباط. شعوران رافقا ذكرى «يوم الأرض» التي تفيّأت رسْم السلطات اللبنانية و«حزب الله» خطاً أحمر يمنع اصطباغ «الخط الازرق» الحدودي مع اسرائيل «بالأحمر» انسجاماً مع مقتضيات شعار «لا صوت يعلو فوق صوت الاستقرار»، وموجبات الحؤول دون تعرُّض «شبكة الامان» التي تظلل الوضع اللبناني لأي أضرار او اهتزازات بـ «رصاص طائش» ذات طابع داخلي او اقليمي.

الغصة كانت في القلوب التي «غادرت» المخيمات الفلسطينية و«عيْنها» على «الأرض المخطوفة» التي صارت ذكرى تطفى «شمعتها» كل سنة منذ 64 عاماً. اما «الإحباط»، فلأن «الحظر» اللبناني فُرض على بلوغ «المحتفلين» السياج الحدودي مع اسرائيل او تجاوُزهم نهر الليطاني اي دخولهم منطقة عمل «اليونيفيل»، وذلك بعدما قرّرت بيروت عدم السماح بتكرار مشهد مارون الراس في 15 مايو 2011 في الذكرى 63 لـ «النكبة» حين سقط 10 قتلى فلسطينيين وجُرح العشرات بنيران الجيش الاسرائيلي بعدما تجاوز بعض المتظاهرين السياج وخرقوا «الخط الازرق» فيما عمد آخرون الى رشق الحجارة على «العدو الواقف على مرمى حجر».

واذا كانت «موقعة» مارون الراس العام الماضي شكّلت جزءاً من «خيط الدم» الذي جمع بين «خطوط المواجهة» مع اسرائيل ولا سيما في سورية التي شهدت حينها اول تحريك لجبهة الجولان وُضع في اطار ترجمة «الرسالة» المباشرة التي كان وجّهها رموز في نظام الرئيس بشار الاسد بان عدم الاستقرار في «بلاد الشام» على خلفية الثورة سينسحب على المنطقة وتحديداً على اسرائيل، فان المناخ السياسي هذه السنة بدا مغايراً لجهة تقديم اولوية الاستقرار اللبناني وإبقائه بمنأى عن تداعيات الازمة السورية وبعيداً عن ايّ «لعب بالنار» يمكن ان يفتح ابواب «الرياح الساخنة» في توقيت غير محسوب.

وتحت هذا «السقف» تحرّك قسم من الفلسطينيين في صور وصيدا وبيروت وتوجهوا الى قلعة الشقيف عبر الباصات والحافلات التي عبرت صيدا - الزهراني النبطية وصولاً حتى أرنون فالقلعة وسط إجراءات أمنية مشدّدة للجيش والقوى الأمنية على طول الطريق الممتد الى القلعة.

كما حرص الجيش اللبناني على ان ينصب حاجزاً على الزهراني أخضع خلاله العابرين لتفتيش دقيق تخوّفاً من عملية نقل الأسلحة أو تهريب بعض المطلوبين ومن بينهم رئيس الشبكة الارهابية داخل الجيش المدعو أبو محمد توفيق طه في مخيم عين الحلوة.

وخلال الاحتفال الذي شاركت فيه وفود من أندونيسيا وجنوب افريقيا وباكستان والهند وايران وسط حضور لافت لثلاث حاخامات يهود مناصرين للشعب الفلسطيني، تمكن 15 فلسطينياً من النزول عبر الأودية المحيطة بقلعة الشقيف الى نهر الخردلي وحاول عدد آخر الإلتحاق بهم، إلا أن الجيش اللبناني دفع بتعزيزات إلى محيط القلعة حيث منعهم لان هذه الأودية مليئة بالقنابل العنقودية الإسرائيلية.

وبرزت «برودة» في نسبة المشاركة التي لم تتجاوز ثلاثة آلاف شخص وذلك نظراً الى عدم تأمين باصات كافية للنقل (قيل ان عددها الذي وفّرته القوى الفلسطينية وحزب الله لم يتجاوز 120 لكل لبنان)، الى جانب موقع الاحتفال في الشقيف البعيدة عن الحدود وذلك رغم رمزية القلعة التي تبعد حوالي كيلومتر عن أرنون وبناها الرومان ثم زاد الصليبيون أبنيتها، ورممها فخر الدين المعني الثاني. وقد تعرضت للتخريب من جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي قصفها عدة مرات قبل اجتياح العام 1982 قبل ان يستخدمها كمركز عسكري ما ادى الى تدمير معالم اساسية فيها تتولى دولة الكويت ترميمها.

وفيما كانت قلعة الشقيف تشهد الاحتفال بالذكرى الذي تخللته 7 كلمات لقوى فلسطينية وسط الرايات التي ارتفعت من وحي المناسبة وشددت على اهمية يوم الارض بالنسبة لحق العودة ورفض التوطين، كان الجيش الاسرائيلي الذي لجأ الى كهربة الشريط الشائك مقابل بوابة مارون الراس تخوفا من وصول الفلسطينيين اليها، ينفذ استنفاراً غير مرئي خلف الحدود اللبنانية لا سيما في النقاط المطلة على بوابة فاطمة وفي الغجر والعباسية ومزارع شبعا ومقابل عيترون ورميش.

اما الجيش اللبناني وقوة «اليونيفيل»فنفذوا بدورهم دوريات على طول «الخط الأرزق» وحرصت المؤسسة العسكرية اللبنانية على منع اي تظاهرة في منطقة جنوب الليطاني.

ويذكر انه نظرا لعدم توافر الباصات الكافية لنقل المشاركين الى قلعة الشقيف، أحيا الفلسطينيون في البقاع والشمال «يوم الأرض» باحتفال في مخيم البداوي عقب صلاة الجمعة.

المصدر: جريدة الرأي– ليندا عازار