«قوارب الموت»
تؤرق عين الحلوة

الأربعاء، 18
آذار، 2015
منذ الإعلان عن
غرق إحدى العبارات عند السواحل الإيطالية قبل نحو أسبوع، والتي كانت تقل مهاجرين غير
شرعيين من ليبيا الى ايطاليا ومن بين الضحايا فلسطينيون، يستمر الحديث عن احتمال ارتفاع
عدد المفقودين من ثمانية إلى 15، وتطغى على مخيم عين الحلوة بلبلة بانتظار وصول معلومات
موثقة عن أعداد الضحايا.
وفي حين يتردد من
خلف الكواليس احتمال وجود مهاجرين لبنانيين من بين الغرقى أو المفقودين، تتابع الأجهزة
الأمنية اللبنانية الموضوع، إذ استدعت «شعبة المعلومات» في صيدا ثلاث نسوة من اصحاب
مكاتب السفر في المدينة (لبنانيتان وفلسطينية) الى التحقيق، بعد ورود اسمائهن بأمور
مرتبطة بغرق العبارة التي كانت تقل فلسطينيين وعدداً من اللبنانيين من ليبيا.
وفيما يستمر التحقيق
معهن، يجري البحث عن سوداني كان يتخذ دور الوسيط في العملية، مع الإشارة إلى أن المهاجرين
يغادرون لبنان ويصلون الى السودان بطريقة شرعية، ومن هناك يدخلون ليبيا عبر الصحراء
ومنها الى ايطاليا عبر البحر بواسطة المراكب والعبارات، بطريقة غير شرعية.
وتعتبر مصادر «اللجان
الشعبية» أن «ما حصل يُصنّف في اطار مخاطـر الهجـرة، وبشكل أدقّ تهجيـرالفلسطينيين
بهـدف تفريـغ المجتمع الفلسطيني من مخزونه الشعبي والأهلي، للنيل من ثوابت اللاجئين
بحق العـودة وتقرير المصير، خصوصاً أن كلفة التسفير للشخص الواحد تتراوح ما بين خمسة
آلاف وسبعة آلاف دولار للسماسرة. أما النتائج فهي غير مضمونة، في أوقات كثيرة يكون
يكون مصير الفلسطيني الغرق في قاع البحار».
وتكشف المصادر عن
وجود «بعض الدراسات التي تفيد بأن عـدد الفلسطينيين في لبنان في السبعينيات (إحصاءات
غير رسمية) كان نحو 550 ألف نسمة، وتراجـع بفعل الهجرة والبطالة وفقدان الأمل وانعدام
الامن إلى أربعمئة ألف ومن ثم إلى ثلاثمئة ألف في التسعينيات، والحبل على الجرار».
وتنتقد المصادر
المواقف الفلسطينية بعد غرق العبارة، معتبرة أنها «لـم ترقَ إلى مستوى الحـدث ومخاطره
على وجود القضية الفلسطينية برمّتها وعلى اللاجئين»، مشيرة إلى أن «اللجان الشعبية
تطالب بتوحيد الموقف الفلسطيني وتحريك ملـفّ مـزاولـة الفلسطينيين حق العمل في لبنان،
باعتبارها من العوامل التي تساند اللاجئين الفلسطينيين بتمسّكهم بحق العودة، ودعوة
الجامعة العربية ودول الخليج والسعودية بشكل خاص لتوفيـر فـرص العمـل للفلسطينيين،
لاسيما وأنها تعـج بالعمالة الأجنبية».
وتعبيراً عن الحزن
والتضامن، نظم «منتدى الإعلاميين الفلسطينيين في لبنان» وقفة عفوية عند شاطئ المسبح
الشعبي في صيدا، بعنوان «لا نريد أن تتحول أجسادنا الى طعوم للأسماك»، بمشاركة سياسيين
وناشطين فلسطينيين اعتصموا للتعبير عن مطالبتهم بضرورة وقف الهجرة من المخيمات، وألقوا
وروداً في البحر تعبيراً عن التضامن مع شهداء «قوارب الموت».
وعقدت القيادة السياسية
لفصائل «منظمة التحرير الفلسطينية» في لبنان اجتماعاً في سفارة دولة فلسطين في بيروت،
لمناقشة ظاهرة «قوارب الموت»، وأصدرت بياناً لفت الى الأسباب التي تدفع بالمهاجرين
الى تلك المغامرة، من بينها الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة، وحالة البؤس والفــقر
والحرمان والبطالة التي تلفّ حياتهم، وانسـداد الأفق أمامهم.
وقال البيان إن
«الظلم دفع اللاجئين إلى ركوب الأمواج العاتية، مخاطرين بأرواحهم بحثاً عن أمل جديد
في بلاد الاغتراب، لتحقيق أحلامهم في رحلة جنونية محفوفة بالمخاطر، باتت أشبه برحلة
الى الموت الحتمي في أعماق البحار»، شاجباً «شبكات وسماسرة الهجرة، هؤلاء المجرمين
تجار البشر، الذين يستغلّون حاجة الناس ويأسهم من الوضع القائم لدفعهم إلى هجرة غير
شرعية محفوفة بالمجازفات والمخاطر».
المصدر: السفير