الأربعاء، 18 آذار، 2020
ضمن سلسلة الإجراءات الاحترازية والوقائية التي
اتخذتها السلطات اللبنانية للحد من انتشار فيروس "كورونا" المستجد، مع بلوغ
عدد الإصابات إلى 120 حالة، عمدت المؤسسات والمحال التجارية والمقاهي في مخيم
"الجليل" للاجئين الفلسطينيين شرقي لبنان، كما بقية المخيمات، إلى إقفال
أبوابها، تحسبًا من انتشار الفيروس، بالإضافة إلى القيام بحملات تعقيم شملت كافة أرجاء
المخيم.
مراسل "قدس برس" جال بالمخيم، والتقى
إمام مسجده الشيخ محمد طلوزي، الذي أشاد بتكاتف وتآلف أبناء المخيم خلال هذه المحنة،
وعلى الوعي الذي أبدوه نظير التعليمات الخاصة للوقاية من فيروس "كورونا".
وقال طلوزي خلال حديثه مع "قدس برس"،
إن "الفصائل الفلسطينية، والجمعيات والمسجد واللجان الأهلية تقوم جميعها بأدوارها
بهدف حماية وتوعية أبناء المخيم حول مخاطر فيروس كورونا وكيفية تجنبه، الذي لاقى تجاوبا
كبيرا لدى الأهالي".
وبشأن اغلاق المسجد وانعكاسه على الأهالي، قال طلوزي:
"صحيح أننا أغلقنا المسجد، حرصًا على عدم انتقال الفيروس، إلا أننا نتواصل مع
الأهالي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ونقوم ببث الارشادات التوعوية والدروس الدينية
والنصائح لكيفية استغلال الوضع بما يحقق لهم النفع".
كما القتى مراسل "قدس برس"، مسؤول الملف
الصحي في اللجان الشعبية في مخيم "الجليل"، وليد عيسى، الذي أكد على التزام
أبناء المخيم بالتعليمات الصحية وحرصهم على تنفيذها.
وأشار في هذا الصدد إلى التعاون مع بلدية بعلبك،
في تنفيذ حملة تعقيم وتنظيف لكافة المنازل والأحياء والمؤسسات والمحال التجارية والأندية
والمساجد بالإضافة إلى عدد من المحال في الجوار اللبناني.
وناشد مسؤول الملف الصحي بالمخيم المعنيين
"لتأمين الاحتياجات الضرورية من أجهزة طبية ومواد تعقيم، ضمن الاستعدادات لمواجهة
الفيروس".
وشارك في الحملة التي تستمر يومين، جمعية الدفاع
المدني الفلسطيني، وجمعية "الشفاء"، و"التيار الإصلاحي"، وقسم
الصحة البيئية في الـ "أونروا"، بالإضافة إلى اللجان الشعبية مع متطوعين
في المخيم.
وكانت بلدية بعلبك قد أصدرت قرارًا يقضي بـ
"الإقفال المؤقت منذ الاثنين، وحتى إشعار آخر، للمقاهي والمطاعم والمحال التجارية
والنوادي الرياضية والمراكز الثقافية والترفيهية، ضمن الإجراءات الاحترازية والوقائية
التي اتخذتها السلطات اللبنانية لمجابهة فيروس "كورونا".
واستثنى القرار الصيدليات والمحال الغذائية والأفران
ومحطات الوقود "مع اعتماد التعقيم في هذه المؤسسات وبشكل دائم، انطلاقًا من المصلحة
العامة للحد من انتشار فيروس كورونا".
ووفق آخر الاحصائيات الصادرة عن وزارة الصحة اللبنانية،
فقد بلغت عدد الإصابات بالفيروس، منذ الاعلان عن اكتشافه، إلى 120 حالة.
وفي 11 آذار/مارس الجاري، صنفت منظمة الصحة العالمية
كورونا "جائحة"، وهو مصطلح علمي أكثر شدة واتساعا من "الوباء العالمي"،
ويرمز إلى الانتشار الدولي للفيروس، وعدم انحصاره في دولة واحدة.
وحتى أمس الثلاثاء، أصاب كورونا قرابة 183 ألفا
في 162 دولة وإقليما، توفى منهم أكثر من 7 آلاف، أغلبهم في الصين وإيطاليا وإيران وإسبانيا
وكوريا الجنوبية وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة.
وأجبر انتشار الفيروس على نطاق عالمي دولا عديدة
على إغلاق حدودها، وتعليق الرحلات الجوية، وإلغاء فعاليات عديدة، ومنع التجمعات، بما
فيها الصلوات الجماعية.
المصدر: قدس برس