القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

«كي لا تموت الإنسانية فينا» من يسعف المسعف صالح موعد؟؟

«كي لا تموت الإنسانية فينا» من يسعف المسعف صالح موعد؟؟


السبت، 05 تشرين الأول، 2013

فايز أبوعيد – لاجئ نت

انه ابن مخيم اليرموك عرف عنه دماثة أخلاقه وخجله الذي لا يوصف يحب مساعدة الآخرين ويمد يد المساعدة لهم، انه الممرض صالح موعد الذي ضمد وداوى جراح الكثيرين من أبناء مخيم اليرموك، لم يتوان عن مد يد العون والمساعدة لكل محتاج أو مريض كان ليله نهار ونهاره ليل يلبي الواجب الإنساني، عرف عن صالح ابن صفورية حبه لفلسطين وإيمانه بأن العودة إلى ترابها آتية لا محالة، لذلك شارك بمسيرة العودة الأولى والثانية عام 2011 وقام بمداواة وإنقاذ أرواح العديد من أبناء شعبه، وعندما بدأت القذائف تنهال على مخيم اليرموك جراء الصراع الدائر في سورية كان له الدور الرائد والمتميز في إسعاف ومداواة الكثير من الجرحى الذين سقطوا في تلك الفترة، ولأنه ابن المخيم ولأنه يؤمن بأن واجبه الوطني والأخلاقي والإنساني والديني يحتم عليه البقاء متأهباً لمساعدة أهله وأخوانه فقد شاء القدر أن يصاب بشظايا قذيفة هاون أثناء محاولته إنقاذ إحدى قريباته وأطفالها من قذيفة سقطت على منزلهم، نقل صالح على الفور إلى أحدى المشافي في دمشق وتم اجراء عملية جراحية له لتثبيت فقرات العمود الفقري، وبقي تحت العناية المشددة لمدة أربع وعشرين ساعة، لكن إصابته كانت خطيرة أدت إلى أن يصاب بشلل نصفي.

رحلة عذاب وألم

صالح ملاك الرحمة الذي كان يعمل مساعدًا لطبيب جراح، في مستشفى الباسل بمخيم اليرموك، ويداوي ويسعف المصابين ويعطيهم الأمل بغد أفضل، بات الآن طريح الفراش ولكنه رغم ذلك يملك قوة إرادة وإيمان بأن الله لن ينساه، وسيشفى في نهاية المطاف، لم يستسلم صالح لليأس رغم أن أمواجه تقاذفته مرات عديدة بسبب وضعه الصحي والتكلفة المادية الباهظة الثمن لرحلة علاجه التي بدأت منذ يوم إصابته يوم 13/12/2013، حيث تم إسعافه لمشفى الباسل في المخيم ولكن القذائف التي سقطت على المشفى حالت دون أن يدخل صالح إليها، ومن ثم نقل إلى مشفى فايز حلاوة وبعدها نقل إلى مشفى المجتهد في دمشق ومن ثم مشفى أمية التي مكث فيها 18 يوماً أجريت له فيها عملية تثبيت فقرات للعمود الفقري، ومن ثم حطت سفن علاجه في أحدى المشافي ببيروت حيث كان الأمل بالله هو شاطئ الأمان الوحيد الذي رست عليه سفن صالح.

الأمل يولد من جديد

كان خبر حصوله على دعوة علاجية في أوكرانيا، وبعد ذلك خبر تأمين قبول علاجه في مستشفى بألمانيا، هو بمثابة الأمل الذي بعث روح الحياة فيه من جديد، فسارع ذويه لتقديم كافة الأوراق الثبوتية بناء على طلب السفارة الألمانية وقاموا بدفع نصف تكاليف العلاج للمشفى الذي سيعالجه في ألمانيا، ولكن أحلام صالح تكسرت على عتبة رفض القنصل الألماني إدخاله للسفارة، ومقابلته وإعطائه تأشيرة سفر للعلاج في ألمانيا، مبرراً ذلك بعدم ضمان خروج صالح من ألمانيا بعد تلقيه العلاج وهي حجج واهية لا تمت للإنسانية بصلة، كل ذلك جعل بركان الغضب يشتعل بداخل صالح ويؤثر على حالته النفسية والصحية، ولكن ذاك لم يدم طويلاً لأن صالح يعلم علم اليقين بأن الله معه فتجدد الأمل وأطلق بعض الناشطين حملة على كافة مواقع التواصل الاجتماعي تضامنية مع صالح الإنسان ملاك الرحمة الذي كان البلسم الذي يخفف من آلام الآخرين بعنوان "دعوة لإنقاذ إنسان، كي لا تموت الإنسانية فينا" وذلك من أجل الضغط على السفارة الألمانية والسماح لصالح العلاج في أحد مستشفياتها.

وأخيراً يمكن القول بأن حالة صالح تسوقنا إلى أسئلة عديدة تنكأ الجرح وتظهر مدى تقصير منظمة التحرير وقادة الفصائل الفلسطينية بحق أبناء شعبهم، ويعري فيها الأونروا وكافة منظمات الأمم المتحدة وحقوق الإنسان، صالح الذي يحتفظ ببعض من تراب وحصى صفورية وحيفا ويافا في علبة خاصة كانت قد أرسلت له من بعض أقاربه وأصدقائه من فلسطين بات لا يعول نهائياً على هؤلاء المنظرين باسم القضية الفلسطينية وخاصة منهم الفصائل ومنظمة التحرير ولكنه أصر أن يوجه لهم رسالة علها تحرك الإحساس فيهم للشعور بآلام الحالات الكثيرة المشابهة لحالته من اللاجئين الفلسطينيين السوريين الذين أصيبوا نتيجة الصراع في سورية، ولم يجدوا من يمد لهم يد العون والمساعدة والاهتمام بهم لذلك تجدهم يموتون ببطء ويقتلون باليوم ألف مرة، فأين أنتم يا أصحاب الضمائر الحية؟؟!!.