«كـي لا ننسـى صـبرا وشــاتيـلا»: نكبــة البــارد مســتمرة

السبت، 22 أيلول، 2012
حل الوفد الدولي التابع
لجمعية «كي لا ننسى صبرا وشاتيلا» أمس ضيفا على مخيم نهر البارد في زيارة حملت طابعا
تفقديا لأوضاع المخيم واللاجئين فيه، والذين شرحوا للوفد معاناتهم وظروف معيشتهم في
ظل استمرار نزوح آلاف العائلات عن منازلها في المخيم القديم.
لم يفاجأ الوفد بحجم الدمار
الذي شاهده في بعض أحياء المخيم، ولا لظروف حياة سكانه الذين ما زال قسم منهم يقطن
في مخازن وفي البيوت المؤقتة. لكن الزوار أعربوا عن أملهم انتهاء أزمة البارد بعد مشاهدتهم
المباني التي تم تشييدها في المخيم القديم وتفقدهم العائلات التي عادت وأقامت فيها.
لكن بعض المشاركين في الوفد
ممن كانوا زاروا البارد قبل المواجهات العسكرية مع تنظيم «فتح الإسلام» في العام
2007، واعتادوا على السير في أزقته الضيقة، عبروا عن أسفهم للتحول الذي طرأ بعد إعادة
إعمار المخيم، والذي ألغى الطابع العمراني لمخيمات اللجوء، والنسيج الاجتماعي الذي
كان قائما.
استهل الوفد زيارته بلقاء
في «بيت أطفال الصمود»، حيث كان في استقباله مدير «مركز الصمود في لبنان» قاسم عينا،
وكان شرح مفصل لطبيعة عمل المركز بعد العودة إلى المخيم، وعرض للمساعدات والخدمات التي
يقدمها للاجئين الفلسطينيين.
وطالب عينا «الوفد بنقل
مشاهداتهم إلى دولهم والعمل لتأمين مزيد من الدعم للشعب الفلسطيني، ودعم حقه في العيش
الكريم في دول الشتات وفي العودة إلى وطنه وإقامة دولته وعاصمتها القدس».
بعد ذلك عقد اجتماع مع
مسؤول ملف إعمار البارد مروان عبد العال، فقدم شرحا لنكبة البارد ونتائجها وعملية إعادة
الإعمار فيه والعقبات التي واجهت العملية والعراقيل التي ما زالت قيد المعالجة والمتابعة.
وقال عبد العال: «نحن نحب
نهر البارد، لكننا نحب فلسطين أكثر، والشعب الفلسطيني بالرغم من واقعه الأليم سيبقى
متمسكا بأرضه وبقضيته المركزية».
وخاطب عبد العال الوفد
بالقول: «الآن أنتم في مخيم البارد الذي يختلف عن الذي زرتموه في الماضي، لقد كانت
هناك محاولة لتحويل الفلسطيني في المخيم إلى متسول ينتظر المساعدات، ولم يكن الفلسطيني
أولوية في السياسة الداخلية للدولة اللبنانية، لكن ما حدث في 15 حزيران بفضل سواعد
الشباب الذين هبوا وانتفضوا لكرامتهم والذين كان شعارهم واحداً: الكرامة خط أحمر، هذا
الجهد والدم الذي نزف في شوارع المخيم هو الذي أنجز ما تم إنجازه». ونوّه بتنفيذ الوعود
التي قطعتها الحكومة.
وجال الوفد في المخيم الجديد
والأحياء المحيطة به والتي ما زالت مدمرة، ووصل إلى المخيم القديم، حيث كانت زيارات
بعض العائلات داخل منازلها.
وفي الختام غادر الوفد
بالطريقة التي استقبل فيها من قبل أبناء المخيم الذين حرصوا على التقاط الصور مع أعضائه
بعدما ألبسوهم الكوفية الفلسطينية ودوّن البعض منهم عليها اسمه واسم المدينة أو القرية
التي يتحدر منها من فلسطين المحتلة.
المصدر: عمر ابراهيم - السفير