القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الثلاثاء 14 تشرين الأول 2025

لاجئون فلسطينيون في لبنان: آمال وتساؤلات بعد الاعتراف الدولي بفلسطين


الأربعاء، 24 أيلول، 2025

أثار إعلان عدد من الدول الغربية الاعتراف بدولة فلسطين ردود فعل متباينة بين اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان، حيث تتأرجح مشاعرهم بين الأمل الحذر والشك العميق في جدوى هذه الخطوة على واقعهم اليومي وحقهم التاريخي في العودة. هذه الاعترافات، التي يعتبرها البعض خطوة سياسية هامة، تبدو للآخرين مجرد رمزية لا تغير من حياتهم شيئاً.

من الشمال إلى الجنوب: مشاعر متباينة

في مخيمات الشمال، مثل البداوي ونهر البارد، حيث تفرض إجراءات أمنية مشددة، يبدو أن التركيز الأكبر ينصب على تحسين الظروف المعيشية الأساسية. فالعديد من اللاجئين هناك يواجهون تحديات كبيرة في الحياة اليومية، من نقص الخدمات الصحية والتعليمية إلى القيود على حرية التنقل. ويرى هؤلاء أن أي خطوة دولية يجب أن تترجم إلى حقوق ملموسة، وليس مجرد اعترافات دبلوماسية.

أما في مخيمات البقاع، مثل الجلِيل، حيث يعيش الفلسطينيون ظروفاً صعبة، فإن الأمل يبقى حياً لدى الأجيال الشابة. ورغم أنهم لم يعيشوا النكبة، إلا أنهم ورثوا حلم العودة عن أجدادهم. بالنسبة لهم، يمثل الاعتراف الدولي بارقة أمل جديدة بأن قضيتهم لا تزال حية على الأجندة الدولية، وقد تكون بداية لضمان حقهم في العودة إلى وطنهم.

وفي مخيمات الجنوب، مثل عين الحلوة والرشيدية، حيث يواجه اللاجئون تحديات أمنية واقتصادية، يعبر الكثيرون عن خيبة أملهم من عدم ترجمة أي اعترافات سابقة إلى حلول جذرية. ويرون أن الظروف المعيشية الصعبة، مثل عدم القدرة على تملك العقارات أو العمل في مهن معينة، هي قضايا أكثر إلحاحاً من الاعترافات الدبلوماسية. ومع ذلك، يرى البعض أن الاعتراف بفلسطين يمكن أن يعزز موقفهم القانوني في المستقبل، ويمنحهم قوة أكبر للمطالبة بحقوقهم الكاملة.

تأثير الاعتراف على حق العودة

يظل حق العودة هو القضية المحورية التي تلامس مشاعر جميع اللاجئين. وبالرغم من أن الاعتراف بفلسطين كدولة قد يعزز موقف الفلسطينيين في المفاوضات المستقبلية، إلا أنه لا يغير من حقيقة أن مئات الآلاف من اللاجئين يعيشون في الشتات دون أي ضمانات قانونية أو دولية لعودتهم.

ويظل السؤال الأبرز في أذهان اللاجئين في جميع أنحاء لبنان: هل ستتحول هذه الاعترافات إلى خطوات عملية تضمن حقوقهم الأساسية وحقهم في العودة إلى وطنهم، أم ستبقى مجرد اعترافات رمزية لا تغير من واقعهم شيئاً؟