القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

لاجئو "شاتيلا" لـ "القدس للأنباء": الخزانات المتصدعة تهددنا بكارثة

لاجئو "شاتيلا" لـ "القدس للأنباء": الخزانات المتصدعة تهددنا بكارثة

الثلاثاء، 26 كانون الثاني، 2016

"يمه خود التنكة وروح عبي مي من الحنفية اللي على أول المخيم ".

الولد يجيب أمه: "يمه المي مقطوعة ما فيه مي ".. الأم:"طيب انتظر حنطور المعلم رضا ليجي وتعبي مي منه ".

هكذا كان أهالي مخيم شاتيلا يدبرون أمورهم المائية منذ أربعين عاماً، هذا القديم ما زال على قدمه في المخيم، مع فارق منظر خزانات المياه.. اثنان منها متصدعان وثالث شاهق يحضنه "مفتاح العودة" تحول إلى سبيل للمياه، حيث يملأ منه الأطفال غالوناتهم، ما يذكرنا بحنفية مدارس "الأونروا".

الخزانات تهدد محيطها السكني، لكن أحداً لم يعر ذلك اهتماماً رغم شكاوى وتذمر الأهالي.

الكل يسأل ما الحل، من ينقذ المواطنين من هذا الخطر، فلا ترميم للخزانات، ولا هدم لها، ولا استخدام؟

"وكالة القدس للأنباء" وتجاوباً مع مخاوف الناس واسئلتهم، تفقدت الخزانات، وحاورت الأهالي و"اللجان الشعبية".

خزانان يشكلان خطراً محدقاً

فاعتبر مسؤول حركة "فتح – الإنتفاضة" في مخيم شاتيلا، أبو علاء أحمد لـ "وكالة القدس للأنباء"بصفته مواطناً من أبناء المخيم " الخزانان المتصدعان يشكلان خطراً محدقاً على حياة الناس وخاصة الخزان الموجود أمام مدخل جامع شاتيلا، قد تحصل كارثة تتسبب بمقتل عدد كبيًر من المصلين في حال إنهياره عند خروج المصلين من الجامع، لذلك أطالب بإلعمل على إصلاحهما وترميمهما وإعادة تشغيلهما ولكن بالمياه الحلوة، لأن المياه المالحة هي التي أدت إلى تصدعهما".

وحمل من اتهمها بـ "جهة مستفيدة" أنها ساهمت بإفشال مشروع الترميم بالتنسيق مع أصحاب محلات بيع المياه المالحة لكي يستمر المواطن بدفع الإشتراك الشهري لأصحاب الآبار الجوفية لضخها إلى منازلهم.

ورأى المواطن أحمد أيوب، أن "الخزان الجديد مشروع فاشل بإمتياز، لأنني على دراية كاملة بتفاصيله، أولاً: جرى إمداد الكوشيات تحت الأرض ما يصعب على المواطنين وصلها بمنازلهم، ثانياً: عند تسليم المشروع للجنة الشعبية والتي هي بدورها ملأت الخزان بالمياه الحلوة على سبيل التجربة لم تطالب المشرفين على المشروع معالجة النش وتسرب مياه الخزان، وأخيراً لو كانت اللجنة الشعبية جادة في إيصال المياه الحلوة إلى منازل المواطنين لألغت كل آبار المياه الجوفية لدى تجار المياه، وأبقت على الآبار التي تغذي هذا الخزان وقامت بإمددات صحية بشكل يسمح بإيصال المياه الحلوة إلى كافة البيوت بالمخيم".

الدعوة للترميم وإعادة التشغيل

وأوضح المواطن حسن أبو تركي، أن" خطورة وجود الخزنات المتصدعة بسبب المياه المالحة التي فتت الحديد والإسمنت في شوارع المخيم الضيقة تكمن في مكانها وفي عدم الإستفادة من وجودها، فإما أن تقوم الأونروا بترميمها وإعادة تشغيلها من جديد ولكن بالمياه الحلوة، وإما بإزالتها وبإعادة بنائها على أطراف المخيم، لأن سكان المخيم قد سئموا من المياه المالحة التي تؤثر على وضعهم الصحي وعلى معيشتهم، لأن المياه المالحة تتلف قساطل المياه الممددة داخلياً في المنزل ونضطر لشراء خلاط مياه كل بضعة أشهر، كما تتلف الثياب وتضر بصحة الجسم خلال الإستحمام، لذلك على اللجان الشعبية العمل فوراً بإعادة صيانة الخزان الجديد ومد كوشيات وإيصالها إلى بيوت المواطنين".

وقال المواطن أبو أحمد شحادة، أن " خزاني المياه المتصدعان هم بالأصل صغيرا الحجم ولا يؤمنا المياه الحلوة إن وجدت لربع سكان المخيم، فعدد سكان المخيم بازدياد وقد يصل إلى الخمسة والعشرين ألفاً، وعلى الأونروا إزالتهما وبناء خزانين جديدين بحجم خزان المشروع الجديد، بشرط ضمان إيصال المياه الحلوة إلى كافة منازل المواطنين في المخيم، ونكون بذلك أبعدنا خطر إنهيار الخزنين المتصدعين القديمي العهد، وأبعدنا شبح الأمراض التي تنتجه مياه المخيم المالحة".

وقال أمين سر اللجان الشعبية بمنظمة التحرير في مخيم شاتيلا، زياد حمو لـ "وكالة القدس للأنباء"، أن "مشروع المياه الحلوة الذي أنجز مؤخراً وبدعم من مؤسسة التنمية السويسرية مثمر ومنتج لشعبنا في المخيم إذا وجه بشكل جيد، وفيما يتعلق بموضوع النش وتسرب المياه، فقد تمت معالجته واليوم ندرس آلية إعادة تمديد الكوشيات بشكل يتناسب ومطلب الأهالي في إيصال المياه الحلوة لمنازلهم، أما الخزنان المتصدعان فهما خارج الخدمة وممكن الأستغناء عنهما وتعويضهما بالخزان الجديد، أو إزالتهما وبنائهما بمنطقة أكثر أمناً ولا تشكل خطراً على حياة المواطنين".

وأضاف حمو:" المشكلة تكمن في عدة قضايا كالكهرباء والمياه والبنى التحتية والأمن التي هي مطلب محق لشعبنا في المخيم،فهناك خلاف في وجهات النظر لدى بعض الأخوة من ممثلي الفصائل الفلسطينية داخل المخيم،فالبعض يريد حل كل القضايا سلة واحدة والبعض الآخر يبدي أولوية للشق الأمني، ولذلك نرى إشكالية في معالجة بعض المشاكل العالقة".

وختم حمو: "نرجو من الأخوة ممثلي الفصائل التعاون معنا لنجد رؤية مشتركة تفضينا إلى حل كل مشاكل المخيم سلة واحدة، وخاصة مسألة المياه الحلوة لكي يكون لدينا إكتفاء ذاتي داخل المخيم، وكما أطالب بلدية الغبيري بإمداد قساطل المياه الحلوة إلى دخل المخيم ومعاقبة من يتعدى على هذه الخطوط خارج المخيم لأنها لديها السلطة الكاملة خارج المخيم".

المصدر: القدس للأنباء