القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

لا حلول في عين الحلوة وفتّشوا عن "أبو هلال" "داعش" هنا وابرهيم يُحذّر والسكان ناقمون

لا حلول في عين الحلوة وفتّشوا عن "أبو هلال" "داعش" هنا وابرهيم يُحذّر والسكان ناقمون


الأربعاء، 06 نيسان، 2016

لم تنفع كل محاولات التهدئة التي تبذلها الفصائل الفلسطينية في طمأنة اللاجئين في مخيم عين الحلوة الذي تحولت أحياؤه براميل بارود، سرعان ما تشتعل وتمتد على طول مساحته المكتظة بالاهالي الذين ضاقوا ذرعا بممارسات واستفزازات متبادلة تترجم باشتباكات وإطلاق نار وسيطرة البندقية على الشارع. ويبقى اللافت أن كل ما تم الاتفاق عليه في شهر رمضان الفائت والدفع باللجنة الامنية العليا الى تسلم زمام الامور بالتنسيق مع الجهات الامنية الرسمية اللبنانية، بات مهددا بالفشل. وليس أبلغ على ذلك مما حصل في الايام الاخيرة من تفلت للسلاح وعدم التقيد بالتعهدات التي وضعتها الفصائل والقوى لمنع حصول هذه الاعمال. وبات من الواضح ان "عصبة الانصار الاسلامية" تشكل صمام أمان بين أفرقاء النزاع نظرا الى علاقتها مع حركة "فتح" و"الشباب المسلم"، إلا أن ثمة مجموعات من الاسلاميين المتشددين، وأبرز قادتهم هلال ابو هلال، يعملون بتوجيهات تصلهم من الخارج، ويتلقون أوامر من قياديين في "داعش". ولم يعد من المستغرب الحديث عن وجود متعاطفين مع هذا التنظيم ويعملون وفق أجندته.

وكان موضوع المخيم محطة لنقاش مستفيض بين المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم ووفد من الفصائل أمس. وتم التوقف عند ضرورة تثبيت الامن في عين الحلوة وتطويق العناصر غير المنضبطة من اسلاميين وعناصر "فتحاوية" لا تلتزم توجيهات قياداتها التي تبذل قصارى جهدها لضبط الامن في المخيم.

وفي غضون ذلك، ثمة عشرات الاسلاميين الذين ينشطون في المخيم، وسبق لجهات لبنانية ان حذرت منهم. وشارك البعض منهم في الحرب الدائرة في سوريا، ووصل الى القلمون والرقة، وكان مصير عدد منهم القتل في المعارك التي كانوا يخوضونها ضد الجيش السوري و"حزب الله". وعندما يسقط قائد او أمير من هؤلاء، سرعان ما يكلف شخص آخر، بسرعة قياسية، تولي متابعة الاهداف المرسومة لهم، ويعملون بشكل عنقودي منعا لاكتشاف رأس الهرم عندهم. ويستفيد هؤلاء من شبان مطلوبين للقضاء – وتجار مخدرات- ويعملون على استقطابهم بحجة تأمين حماية لهم وعدم تسليمهم الى الاجهزة الامنية اللبنانية. ويتلقون مساعدات مالية تصلهم من خارج المخيم تؤمن لهم نفقات عائلاتهم ومعيشتها.

والاشتباكات الاخيرة في المخيم، من غير المستبعد بحسب قياديين فلسطينيين تكرارها، بسبب عدم التوصل الى تثبيت حلول جذرية. وقد عمل ممثلو الفصائل في اجتماعهم امس في السفارة الفلسطينية في بيروت على تثبيت وقف النار وسحب المسلحين من الازقة وإعادة الثقة الى اللجنة الامنية التي انسحب منها "أنصار الله"، نتيجة موجات القتال التي لم تتوقف، وفي ظل عدم قدرتها على ضبط الأمور وتنفيذ الأهداف التي وضعتها، ومنع الحساسيات المتبادلة بين شبان في حيي البراكسات والصفصاف، ولا سيما ان صرخات الاهالي لم تعد تتوقف نتيجة أعمال التخريب التي أصابت منازلهم ومحالهم، وتعطيل المدارس وتهديد حياة أطفالهم ومنعهم من التوجه الى المدارس.

وثمة من يرى أن الأزمة أصبحت تحتاج الى تدخل جدي من القيادات في رام الله وغزة. وسمع الوفد الفلسطيني الذي التقى اللواء ابرهيم كلاما شدد فيه على ضبط الامن في عين الحلوة وعدم استفحال مسلسل الاحداث وتمددها. وطلب من الجهات الإسلامية المشاركة في الوفد ومن بينها "العصبة"، وإكثار الإطلالات الاعلامية لبث مناخ من الهدوء والتعاون وضبط كل من يسيء الى المخيم ويعمل على العبث بأمنه.

يبقى أن أخطر ما يعانيه المسؤولون عن الفصائل، هو أن ما يتفقون عليه في العلن وعلى الورق في اجتماعاتهم المتواصلة، لا يأخذ طريقه الى التطبيق، وسرعان ما يتحللون منه عندما يعودون الى مكاتبهم ومنازلهم!

المصدر: النهار