لا مخيمات للنازحين الفلسطينيين.. ومساعي لاعادتهم سريعا
الثلاثاء، 25 كانون الأول، 2012
كشفت مصادر فلسطينية لـ "صدى البلد"، ان فكرة اقامة مخيمات لايواء النازحين الفلسطينيين من سوريا الى لبنان غير مطروحة على الاطلاق حتى داخل المخيمات الفلسطينية في اشارة تطمين الى الجانب اللبناني بان هذا النزوح مؤقت وان العودة ستتم سريعا ريثما تهدأالاوضاع الامنية، في وقت تواصل فيه الحراك السياسي.. الفلسطيني اللبناني لاستيعاب التداعيات السلبية وـتأمين المساعدات الانسانية.
وشهدت الساعات الماضية حركة اتصالات ولقاءات كثيفة ابرزها زيارة قام بها سفير دولة فلسطين في لبنان اشرف دبور الى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان حيث ابلغه الموقف الفلسطيني الرسمي القائم على عودة النازحين الى سوريا فور تكون الظروف الامنية مؤاتية، معتبرا ان اتفاق الفصائل الفلسطينية في مخيم اليرموك وتطبيقه اوقف استمرار مغادرته ومهد الطريق لعودة النازحين.
كما زار السفير دبور المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في مكتبه يرافقه وفد من الفصائل الفلسطينية مؤلف من حركة فتح، حركة حماس، القيادة العامة، الجهاد الاسلامي وفتح الإنتفاضة، اضافة الى قائد قوات الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب وجرى بحث بعض المشاكل التي يعاني منها النازحون الفلسطينيون الى لبنان.
بالمقابل، عقد في السراي الحكومي لقاء لبناني فلسطيني موسع اعلن في ختامه وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور عن اتفاق مع الفصائل الفلسطينية يقوم على اختيار الوقت المناسب وتحين الفرص لاطلاق حركة عودة عكسية من لبنان الى سوريا ومخيم اليرموك، قائلا "عقد اتفاق في مخيم اليرموك وحصل بعض العودة من قبل بعض العائلات وعاد الوضع الامني للتوتر وهناك توتر بمحيط المخيم ونحين الفرص لعودة امنة للفلسطينيين الى مخيم اليرموك لحماية الفلسطينيين والاستقرار اللبناني".
وقال هناك سفارات واكثر من جهة دولية ابدت رغبتها بالتجاوب مع الحكومة اللبنانية وننتظر المبالغ الكاملة لمعرفة ما هو المبلغ الذي سيتم التبرع فيه للبنان، موضحا ان "الاموال بالخطة التي تم اقتراحها لن تذهب الى الدولة اللبنانية مباشرة بل الى اليونيسف وبعض المنظمات الدولية وستقر الية معينة في مجلس الوزراء والحجم الاكبر الذي نحتاجه هو في وزارة الصحة وحتى اللحظة ليس من هناك تقديمات واضحة بالنسبة لهذا الامر"، مشددا ان "موضوع النزوح هو التحدي الاكبر والاخطر الذي تواجهه الدولة اللبنانية في هذه المرحلة"، معتبرا ان "الفلسطيني في لبنان يعيش بالجحيم بالنسبة لما يعيش فيه في سوريا وليس لديه كل المعوقات الموجودة امامه في لبنان ويحث له التملك".
بينما أكد السفير دبور أن استضافة الفلسطينيين النازحين من سوريا في المخيمات اللبنانية هي استضافة مؤقتة، مشيرا الى انه هو قرار جماعي فلسطيني على مستوى الفصائل كافة وان الفلسطينيين الذين يطمئنون ان المناطق التي يعيش فيها في سوريا آمنة يعودون بسرعة وهذا ما يمكن الاطلاع عليه من سجلات الامن العام
وأكد رئيس لجنة الحوار الفلسطيني البناني خلدون الشريف أننا "لن نألو جهدا لكي نوفر كل الظروف الملائمة لتأمين التمويل الدولي لدعم مؤسسات الاونروا لتقوم بواجبها ونسعى بتوجيه من رئيس الوزراء نجيب ميقاتي"، مشددا اننا "نقوم بواجبنا كاملا والدولة لم تقصر في استقبال النازحين وعدد الذين نزحوا من مخيم اليرموك لا يلامس الـ 300 نازح والاعداد ليست بالضخامة التي تصور للبعض".
كما بينما أكد ممثل حركة حماس في لبنان علي بركة ان "الفصائل الفلسطينية تعمل على اعادة النازحين ما ان تتوفر الظروف الامنة لهم في مخيم اليرموك وفي المخيمات الاخرى، مشيرا الى ان هناك اتصالات مع القيادات والمبعوث الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي.
وحذر أمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي ابو العردات من تفاقم مشكلة النزوح الفلسطيني من سوريا الى لبنان وعدم الاستعداد لمواجهتها خصوصاً وان الفلسطينيين القادمين أو النازحين من منازلهم غير محصورين فقط في مخيم اليرموك وإنما في مناطق كثيرة أخرى في سوريا تشهد أحداث وتوترات أمنية، مطالباً هيئات المجتمع الدولي خصوصاً الأنروا ووكالة غوث اللاجئين (UNHCR) ضرورة القيام بواجبهم، وتخصيص الإمكانات وتأمين الضرورات لإيواء ومساعدة النازحين فلسطينيين وسوريين.
ابو العردات بحث مع الدكتور عبد الرحمن البزري في منزله في صيدا المستجدات الأخيرة خصوصاً لناحية الأزمة التي يعيشها أهالي مخيم اليرموك وارتدادات هذه الأزمة على الساحة اللبنانية، حيث وضع الوفد الفلسطيني البزري في أجواء الاتفاق الذي جرى بين الفصائل في مخيم اليرموك والذي يهدف الى تسهيل عودة الأهالي الى المخيم وتجنيبه المزيد من الاحداث والاشتباكات وأجواء لقاءاته مع عددٍ من القوى السياسية.
واعتبر البزري أن فلسطين هي أرض الميلاد ومهد السيد المسيح عليه السلام، وتابع البزري معبراً عن ارتياحه لأجواء الاتفاق بين مختلف الفصائل في مخيم اليرموك والذي يهدف الى تسهيل عودة الأهالي الى المخيم واطمئنانه الى الأنباء الواردة عن عودة قسم كبير منهم الى منازلهم، مضيفاً ان نجاح الاتفاق حول مخيم اليرموك سيؤدي الى رفع المحنة والتخفيف من المعاناة عن سكان المخيم من الفلسطينيين والسوريين، وسيخفف الضغط على الساحة اللبنانية.
وأسف البزري لتصريحات البعض والتي صنفها في خانة المواقف الشاذة والعنصرية والتي تهدف الى عدم قيام لبنان بواجبه في استقبال النازحين السوريين والفلسطينيين القادمين من سوريا، محمّلاً الحكومة مسؤولية التقاعس في قراءة خطورة ما يحدث وعدم القيام بواجبها والإقرار بدورها في معالجة مشكلة القادمين من سوريا سوريين أوفلسطينيين مما أدى الى محاولة البعض على الساحة اللبنانية استغلال هذا الملف الإنساني بامتياز لأسبابٍ سياسية وتحريضية، كما أدى ذلك الى تلكؤ وتغاضي الأمم المتحدة ومنظماتها المعنية عن القيام بواجبهم ومحاولة رفع المسؤولية عنهم وإلقائها على عاتق المجتمع الأهلي اللبناني بعيداً عن أي دورٍ مسؤول للحكومة اللبنانية أولهيئات الأمم المتحدة المعنية.
رفض التنظيم الشعبي الناصري التعامل مع ملف النازحين من سوريا بمنطق عنصري أو بمنطق المقاولة السياسية، داعيا الى عدم استثمار معاناة النازحين لمآرب فئوية وندعو للتعامل مع هذا الملف من منطلق المسؤولية الأخلاقية والإنسانية والقومية حيال شعب شقيق تشهد بلاده أزمة حادة.
وابدى مجلس الامن الفرعي الذي انعقد في سراي صيدا الحكومي برئاسة محافظ الجنوب نقولا ابو ضاهر اهتماما بموضوع النازحين السوريين والفلسطينيين ومعالجة هذا الوضع المستجد لا سيما لجهة ايجاد الحلول العملية لرفع هذه المعاناة بالوسائل الممكنة، متمنين بدروهم استقرار الاوضاع في سوريا واحلال السلام في المنطقة ككل، منوهين بدور الجمعيات والمؤسسات الخيرية كافة التي تقدم المساعدات على مختلف انواعها لهؤلاء النازحين، داعين بالمقابل البلديات ضمن نطاق محافظة الجنوب الى تكثيف جهودها لجهة متابعة العمل على اعداد جداول احصائية لعدد النازحين تطبيقا لتوجيهات وزير الداخلية والبلديات، وقي ذات الوقت طلب المجلس من البلديات تكثيف دوريات الشرطة البلدية بالتعاون والتنسيق مع القوى الامنية حفاظا على أمن وسلامة هؤلاء النازحين وعدم حصول اي تجاوزت امنية او خلافها قد تعكر صفو الهدوء وتأمين الانسجام والتعاون بينهم وبين اللبنانيين المضيفين دون حصول اية تجاوزات ممكنة.
وقرر مجلس الامن تكثيف الدوريات المشتركة بين الجيش وقوى الامن الداخلي وسائر الاجهزة الامنية لا سيما ليلة راس السنة ومنع اطلاق الاسهم النارية على اختلاف انواعها كذلك الرصاص حفاظا على سلامة وراحة المواطنين وانسجاما مع تعميم وزير الداخلية والبلديات بحيث يتم التعبير عن بهجة الاعياد بوسائل حضارية لا تسبب بأذية المواطنين.
المصدر: البلد