
الخميس، 05 تشرين الأول، 2023
أجمع مراقبين،
في أحاديث صحفية على أن الأطفال الفلسطينيين في المخيمات والتجمعات الفلسطينية بلبنان
هم الأكثر عرضةً للمعاناة والحرمان والفقر، ويتعرضون للقهر والتجهيل والتخويف والقلق
على نحو دائم.
وأكد مسؤول ملف
وكالة "الأونروا" في حركة "الجهاد الإسلامي" في لبنان جهاد محمد،
على أن "الطفل الفلسطيني في لبنان يعيش واقعاً معيشياً صعباً للغاية، في ظل ظروف
معيشية واجتماعية ونفسية تتسم بالفقر والحرمان، بسبب معاناة عائلاتهم من ضيق الحالة
المادية، نتيجة ارتفاع نسب البطالة والفقر بين صفوفهم، نتيجة القوانين المفروضة عليهم،
وبسبب تقليصات خدمات وكالة (أونروا) لمجتمع اللاجئين بشكل متواصل نتيجة أزماتها المالية".
وأضاف محمد أن
"كل ما يعانيه اللاجئ الفلسطيني بلبنان هو جزء من مشاريع ومخططات متفق عليها من
قبل أعدائه".
ولفت إلى أن
"افتقار المخيمات إلى الخدمات الأساسية مثل المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي
والكهرباء والاكتظاظ وضيق المساحات الخضراء والأماكن العامة للّعب فيها؛ أدى إلى نشوء
الطفل الفلسطيني في بيئة غير سليمة، أثرت في نفسيته، وتركت أثراً بالغاً في تكوينه".
أطفال مخيم
"عين الحلوة" نموذجاً
وقال القيادي في
"الجهاد الإسلامي"، إن "أطفال "مخيم عين الحلوة، في مدينة صيدا
(جنوب لبنان)، وبعد الأحداث والمعارك الدامية التي شهدها المخيم مؤخراً، يعيشون تحت
حالة من عدم الأمان وعدم الاستقرار، مما يعرض حياتهم للخطر، ويؤثر في حالتهم النفسية
والعاطفية... ويعجزون عن الاستمتاع بطفولتهم بشكل طبيعي أسوة بباقي أطفال العالم الذين
ينعمون بحياة هادئة يتأمن فيها كل مقومات الحياة الإنسانية اللائقة".
ولفت محمد إلى
أن "المعارك التي شهدها المخيم أدت إلى تأجيل العام الدراسي الجديد وتعطيل الدروس،
الأمر الذي أثّر في تعليم الأطفال، وفاقم من التحديات التعليمية التي يواجهونها بالفعل".
وطالب وكالة
"الأونروا"، بـ "العمل على نحو سريع من أجل إعادة الحياة إلى طبيعتها
في مدارسها في المخيم، من خلال الإسراع في عملية ترميمها وتجهيزها لضمان التحاق الطلاب
بصفوفهم بمدة قريبة جداً".
ودعا المجتمع الدولي
والمنظمات الإنسانية، إلى "العمل بجدية لتحسين ظروف المعيشة وتوفير الحماية اللازمة
للأطفال الفلسطينيين في مخيم عين الحلوة وبقية المخيمات".
كما طالب الدولة
اللبنانية بـ "النظر إلى المخيمات الفلسطينية من الناحية الإنسانية بعيداً عن
النظرة الأمنية، عبر إقرار الحقوق المدنية والاجتماعية لهم، وضمان العيش الكريم إلى
حين عودتهم لفلسطين".
من جهته، أكد الناشط
وليد محمد، على أن "فئة الأطفال هم الحلقة الأضعف في أيّ تطورات على واقع معيشة
اللاجئين الفلسطينيين في لبنان".
وأضاف محمد أن
التداعيات هي نتيجة الظروف العامة التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان... إلى
جانب القلق الأمني الذي يسيطر على المخيمات... والاشتباكات التي تحصل بين أطراف متعددة
داخل العديد من المخيمات".
من جانبه، أكد
الباحث الحقوقي، حسن السيدة، على أن "الأطفال الفلسطينيين في لبنان يعيشون ظروفا
صعبة للغاية، حيث يفتقدون الوصول للفرص التي يتمتع بها أطفال آخرون، وبدلاً من اللعب
في المتنزهات والملاعب، هم يلعبون في الأزقّة الضيقة المظلمة في المخيمات، حيث تختلط
أسلاك الكهرباء وأنابيب المياه".
وأشار السيدة،
إلى أن "الواقع المعيشي الصعب الذي تمر به المخيمات والتجمعات الفلسطينية بلبنان
عموماً، ومخيم عين الحلوة خصوصاً، أدى إلى ارتفاع نسب الشعور بالظلم وغياب الشعور بالأمان،
إلى جانب الميل إلى العنف والرغبة في الهجرة إلى خارج لبنان".
وحذر من أن
"الأداء الدراسي سيتراجع بنسبة عالية لدى الأطفال الفلسطينيين في مخيم عين الحلوة،
جراء الأوضاع الأمنية التي شهدها مؤخراً".
ويبلغ عدد اللاجئين
الفلسطينيين في لبنان، المسجلين لدى وكالة "الأونروا" حوالي 450 ألفا، يعيش
معظمهم في 12 مخيما رسميا.