لبنان: ندوة حولة إعادة بناء مؤسسات
منظمة التحرير الفلسطينية

الجمعة، 01 تشرين الثاني،
2013
عقد «المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات
والدراسات الاستراتيجية» (مسارات) و«مركز حقوق اللاجئين» (عائدون) أمس، ندوة في
فندق «كراون بلازا» في شارع الحمراء في بيروت، لمناقشة وثيقة بعنوان «حول إعادة
بناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية».
وقد صيغت هذه الوثيقة استناداً إلى مجموعة من
الأوراق المرجعية، التي كتبها عدد من الباحثين، ونوقشت في جلسات متتالية في عدد من
العواصم العربية بين العامين 2010 و2013. وتطمح هذه الوثيقة حين يكتمل صوغها
النهائي إلى أن تكون بديلاً من «اتفاقية الوفاق الوطني الفلسطيني»، التي وقعت في
القاهرة في أيار العام 2011 من دون أن يتمخض عنها أي نتائج عملية.
وترى الوثيقة أن عملية إعادة مؤسسات منظمة
التحرير بصفتها الكيان الجامع والموحد تستدعي النقاط التالية، أولاً الإسراع في
بناء إطار تنظيمي جامع يستند إلى عمليات «دمقرطة» مكونات الحركة الوطنية (السياسية
والقطاعية والنقابية والمحلية) على المستويات الوطنية والموقعية (على صعيد كل
تجمع)، بالإضافة إلى الحركات الاجتماعية؛ ثانياً، ينبغي أن يترافق ذلك مع صوغ
وثيقة مرجعية تحظى بأوسع درجة من الإجماع الوطني والشعبي؛ ثالثاً، الحركة الوطنية
الجديدة بحاجة إلى استراتيجيات مواجهة ونضال تشترك فيه أوسع الفئات الاجتماعية؛
ورابعاً، الحاجة إلى توسيع دور الثقافة كونها الأقدر على الحفاظ على الرواية
الفلسطينية التاريخية وتغذيتها من مختلف حقول الثقافة الشعبية والعالمية.
وقدم الندوة جابر سليمان من مجموعة «عائدون»،
وتكلم في البداية المحلل هاني المصري، فعرض الأهداف والغايات التي تقود نشاط
«مسارات»، والدوافع التي حفزت على صوغ هذه الوثيقة، ودور «مجموعة دعم وتطوير مسار
المصالحة» في عملية إنجازها. ويذكر أن «مجموعة دعم» هي «إطار وطني تعددي بمشاركة
مختلف ألوان الطيف السياسي والاجتماعي»، وقد تشكلت بعد ثلاث ورش عمل بمشاركة
ممثلين عن الفصائل الفلسطينية ومستقلين من داخل الأراضي المحتلة وخارجها، فضلاً عن
مركز «مسارات».
ثم تحدث كل من معين رباني (عمان)، والزميل خليل
شاهين (رام الله)، وكايد الغول (غزة)، وسهيل الناطور (لبنان). وقدم جميل هلال (رام
الله) موجزاً للوثيقة ونقاطها الأساسية. وعلى الفور فتح باب المناقشات التي شارك
فيها معظم من حضر هذه الندوة. واللافت أن جميع الفصائل الفلسطينية كانت حاضرة في
هذه الندوة بالمستوى السياسي الأول، ما عدا حركة فتح التي كان لها حضور منخفض،
الأمر الذي يمكن تفسيره بأن الحركة الفلسطينية الأم والأكبر والأكثر فاعلية غير
راضية تماماً عن مثل هذا النشاط.
ويمكن القول إن المشاركين في هذه الندوة اقتصروا
على ممثلي الفصائل وممثلي الجمعيات الأهلية العاملة في الوسط الفلسطيني، ولم يكن
ثمة أي حضور للناشطين الشبان ممن لا يندرجون في خانة الفصائل والجمعيات، ما يفقد
هذه الندوة، أو أي ندوة أخرى على غرارها، الصوت الثالث المستقل الذي يعبر عن تجارب
مختلفة، حتى لو كانت غير متبلورة، لأفراد ومجموعات ما فتئوا يحاولون أن يكون لهم
مواقف مغايرة وتجارب مختلفة في شأن مستقبل القضية الفلسطينية، ومستقبل الفلسطينيين
في الشتات.
المصدر: السفير