السبت، 31 آذار، 2012

القدس الجرح النازف من القلوب حتى البحر، السماء الأولى التي تتربع عليها أحلامنا، أول الأرض وآخرها، الطريق الأوحد بين السماء والصلاة.

تحت شعار "المسيرة العالمية إلى القدس"، وضمن فعاليات إحياء يوم الأرض الذي انطلقت فعالياته في 60 دولة عربية وعالمية شارك الآلاف من الفلسطينيين والمتضامنين مع القضية الفلسطينية في قلعة الشقيف في بلدة أرنون الجنوبية بحضور ممثلين عن الفصائل الفلسطينية والأحزاب الدينية والقوى الوطنية اللبنانية ووفود آسيوية وأوروبية ومشاركة أربعة حاخامات يهود من حركة "ناتوري كارتا" المعارضة للصهيونية.

على قلعة الشقيف المطلة على الأراضي المحتلة إرتفعت الأعلام الفلسطينية واللبنانية وأعلام دول الوفود الأجنبية وأعلام حزب الله كما رفعت لافتات من وحي المناسبة، وأحيطت أطراف الباحة بالأسلاك الشائكة.

وبدأت فعاليات المناسبة، بتأدية صلاة الجمعة بإمامة الشيخ محمد موعد، ثم النشيدين اللبناني والفلسطيني، ومن بعدها وصلت الوفود الأجنبية حيث كان هناك ترحيب كبير بهم.

وألقيت كلمات في المناسبة شددت على أن فلسطين سوف تبقى قضية الأمة الأولى وستبقى البوصلة التي على أساسها تُبنى المواقف والسياسات.

الشيخ قاووق: المعادلات تغيرت وعلى العدو أن يخضع لهذا التغيير

نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أكد في كلمة له أن "المعادلات قد تغيرت وعلى العدو ن يخضع لهذا التغيير، ففي العام 1982 وقف هنا مناحيم بيغين وشارون معلنين هذه القلعة عنوانا لهزيمة لبنان لكننا اليوم نقف هنا أمام القلعة الشاهدة على دحر الإحتلال عام 2000".

وأشار سماحته إلى أنه "بين أعوام 1976 و 2012 إختلفت المعادلة فصواريخ المقاومة الفلسطينية باتت ترعب الكيان الغاصب"، وشدد على ان" ربيع الأمة لا يكتمل طالما أن ربيع فلسطين لم يزهر مع العلم أن الشعب الفلسطيني لا يعول على القمم العربية بل على سواعد المجاهدين في غزة ورام الله ومارون الراس وبنت جبيل"، مؤكدا ان "حزب الله" سيبقى في خندق المدافع عن فلسطين شاء من شاء وأبى من أبى لأننا رغم الضغوط والتهديدات سنبقى نشكل مع المقاومة الفلسطينية المعادلة الأصعب والأقوى في المنطقة".

أبو العردات: المقاومة في الداخل الفلسطيني سوف تتصاعد بالتزامن مع الحراك الدولي

من جهته أمين سر منظمة حركة فتح في لبنان فتحي أبو العردات إستذكر تاريخ المقاومة الفلسطيني- اللبناني المشترك في قلعة الشقيف مؤكدا ان "المقاومة في الداخل الفلسطيني سوف تتصاعد بالتزامن مع الحراك الدولي لإقرار حقوقنا كشعب فلسطيني رغم أنف العدو"، وشدد على أن"القدس ستبقى عاصمة الدولة الفلسطينية، فهي عاصمتنا الأبدية والعاصمة الروحية للمسلمين والمسيحيين"، واعتبر أبو العردات أنه لا إستقرار من دون إحقاق حق الشعب الفلسطيني وقيام الدولة وعودة اللاجئين.

بركة: أحذر الصهاينة من تهويد القدس لأن ذلك سيطلق ثورات مسلحة لن تنتهي

وثم تحدث علي بركة باسم حركة حماس مؤكدا أن"الشعب الفلسطيني لم يعد وحيدا لأن قضيته باتت عالمية"، وقال "لهذا أحذر الصهاينة من تهويد القدس لأن ذلك سيطلق ثورات مسلحة لن تنتهي لن تتوقف عند أي حدود". ودعا الى "الإسراع في إنهاء حال الإنقسام داخليا وإعادة بناء هياكل منظمة التحرير كي نحدد إستراتجية فلسطينية موحدة تحقق العودة لكل أبناء شعبنا"، مؤكدا "التمسك بخيار المقاومة المسلحة سبيلا لتحرير فلسطين كل فلسطين".

العينة: القضية الفلسطينية المنسية من جدول أعمال القمة العربية في بغداد لم تعد تريد من العرب أنصاف حلول

بدوره ألقى مسوؤل العلاقات السياسية في حركة الجهاد الإسلامي شكيب العينة كلمة اعتبر فيها أن "القضية الفلسطينية المنسية من جدول أعمال القمة العربية في بغداد لم تعد تريد من العرب أنصاف حلول فإما معنا أو مع العدوان فكفانا تآمرا وتخاذلا".

وقال"إن رسائل التهديد الصهيونية ليست سبب إبتعادنا عن الحدود مع فلسطين بل أردنا الذكرى هنا كي نذكره بما جرى معه في العام 2000 في لبنان فالمقاومة كما انتصرت في الحرب الأخيرة في غرة وفرضت شروطها فنحن نستعد لليوم الكبير مع أحرار العالم كي ندخل الى المسجد الأقصى ونزيل كيانكم الغاصب".

كجك: طريق فلسطين لا تمر باتجاه العواصم العربية بل عبر القدس

وبعدها شدد عضو المجلس السياسي في حركة أمل بسام كجك على ان الحركة "ماضية على درب الإمام الصدر الوفي للقضية الفلسطينية لو تخاذل المتخذلون"، معتبرا أن "طريق فلسطين لا تمر باتجاه العواصم العربية بل عبر القدس فالذين يصرفون الأموال الطائلة لإسقاط بعض الأنظمة العربية"، وقال "ليتهم يصرفون بعضها منعا لتهويد القدس ونصرة الشعب الفلسطييني".

ودعا" الشعب الفلسطيني الى "الوحدة لأنها الطريق الأسلم لمواجهة العدوانية الصهيونية".

الشيخ عطوي: ما سلبه العدو بالقوة لن يسترد بغيرها

بدوره تحدث الشيخ عبد الحكيم عطوي باسم الجماعة الإسلامية، وأكد على أن"ما سلبه العدو بالقوة لن يسترد بغيرها"، مشيرا الى أنهم "قبل الربيع العربي ظنوا أن الأمل انقطع لكننا اليوم في زمن إنتصار الشعوب لحريتها نرى يوم تحرير القدس بات قريبا قريبا".

الحاخام يوسرايل فايس: الحركة الصهيونية تشوه صورة اليهود

كما ألقيت كلمة باسم المتضامنين الأجانب باللغة الإنكليزية في ختام الإحتفال ألقاها الحاخام اليهودي يوسرايل فايس من( ناتوري كارتا) وأكد أنه ضد الصهيونية وضد الإحتلال والقمع ومع فلسطين حرّة، وقال "سوف نذهب سوية إلى القدس ونصلّي هناك، وأشار إلى أن الحركة الصهيونية تشوه صورة اليهود.

أحد المشاركين في الوفد الهندي توضأ في الفندق وتمنى أن يستشهد في الجنوب دفاعاً عن فلسطين

إلتقينا بالوفد الهندي المشارك حيث قال أحد المشارك ظهير أحمد صديقي"إن الوفد يضم 40 شخصا من الهند وهم من كل الأديان (مسلمون، هندوس، بوذيون) وطالب صديقي القادة العرب أن يهبوا لكي ينقذوا فلسطين ويضغطوا على العدو، وتمنى أن يعمل الشعب الفلسطيني على الوحدة، وبالإيمان سيهزمون العدو، وأضاف صديقي أنه عندما غادر الفندق من بيروت توضأ وتمنى أن يستشهد على أرض الجنوب دفاعا عن القضية الفلسطينية العادلة.

الوفد البحريني: المسيرة العالمية إلى القدس تعبّر أن زمان الإحتلال قد إنتهى

محمود ميرزا من البحرين قال لموقعنا "إن المسيرة العالمية إلى القدس تعبّر أن زمان الإحتلال قد إنتهى والدول والشعوب تواقة إلى إرساء العدل والحرية في الأرض"، وأضاف ميرزا أن"قطار إسترداد الحقوق المسلوبة قد إنطلق بلا "فرامل" والشعار الآن أصبح الشعوب تريد بعد أن كان الشعب يريد، الشعوب تريد تحرير فلسطين وإسقاط جميع الأنظمة العميلة، وتابع ميرزا أن شعوب الخليج قادرة بحال إنتخبت حكوماتها أن تستخدم سلاح النفط ووجود هذه الحكومات الغير منتخبة هو السبب في تأخر تحرير فلسطين ".

مشاركة كثيفة لوفود قدمت من دول آسيوية كالهند وماليزيا واندونيسيا، إضافة إلى مشاركة ناشطين عرب وإيرانيين وأتراك وغربيين أبرزهم حاخامات من منظمة "ناطوري كارتا" المعادية للصهيونية.

ورفعت الجماهير المشاركة العلم الفلسطيني ورددت شعارات الموت لإسرائيل والدعم للقضية الفلسطينية، كما رفعا لافتة كبيرة كتب عليها "المسيرة العالمية نحو القدس، شعوب العالم تريد تحرير القدس".

المصدر: الشرق الأوسط