لكل بلدة فلسطينية قطبتها..
يعتبر اللاجئون الفلسطينيون أن المحافظة على زيهم الشعبي واجب وطني

الثلاثاء، 17 أيلول، 2013
بالرغم من غيابهم الطويل
عن بلدهم وعن قراهم لم ينس الفلسطينيون في بلاد اللجوء، تراثهم، لا بل أحيوه وحفظوه،
وهو يكاد يكون صلة الوصل الوحيدة مع أهلهم ومع تاريخهم.
في عين الحلوة يتبدى «مشغل
التراث الفلسطيني» واحة فرح ضمن المخيم، فهو يهتم بالتراث الشعبي الفلسطيني بخصائصه
كلها، فلكل بلدة فلسطينية «قطبتها»، مثلما تقول المسؤولة في المشغل جميلة الأشقر.
وتستفيد من المركز خمس
وعشرون سيدة، من اللواتي يعانين من حالات اجتماعية صعبة ولا يجدن من يعيلهنّ. وهنّ
يعملن في التطريز الذي يعد أحد أبرز الفنون التراثية الفلسطينية، وكل قطبة منها تحكي
قصة من مدينة فلسطينية.
تقول إحدى النساء العاملات
في المركز: «تراثنا الفلسطيني الخاص بنا وبشعبنا يشتريه العدو الصهيوني بأغلى الأثمان،
لتلبسه مضيفة الطيران الإسرائيلية وتتباهى به، وتتبجح كذباً: هذا تراث إسرائيل. ونحن
نتحدى أي امرأة إسرائيلية أن تعرف كيف تغرز هذه الغرز الفلسطينية بصبر».
تحوك لبنى منصور، وهي مقيمة
في عين الحلوة، العباءة الفلسطينية بتراثها القديم. تقول: «نوجه من خلال التراث الفلسطيني
رسالة حضارية وثقافية تتكامل مع نضالنا الوطني من أجل تحقيق هدفنا بتحرير وطننا والمحافظة
عليه، فأينما وُجد الزي الفلسطيني وجدت القضية الفلسطينية».
وتشير مسؤولة معرض التراث
الفلسطيني علياء إلى أن «الاهتمام بالتراث الفلسطيني وبالمعرض كان فاعلا قبل الاجتياح
الإسرائيلي للبنان، لكنه تراجع كثيراً بعد الاجتياح وتدمير مركزنا».
تضيف: «بعد انسحاب العدو
الصهيوني من لبنان بدأنا الإعداد لإعادة بناء المركز، والعمل على مشروع التطريز على
الثوب والشرشف والحقيبة وغيرها، وذلك من أجل إقامة معرض تراثي فلسطيني، وأقمنا أول
معرض بعد الاجتياح في مخيم عين الحلوة، وكان ناجحاً وبمردود جيد، وانطلقنا منه للإعداد
لمشروع متكامل».
وتوضح أنّ «أهم ما في هذا
المعرض، إضافة إلى قضية الحفاظ على التراث وترسيخه في عقول الشباب، هو ان اللواتي يعملن
في المركز هن نساء أرامل أو مطلقات أو نساء لا معيل لهنّ، والعمل يؤمن لأسرهن مردوداً
يقي هذه الأسر العوز».
تقول علياء: «إن التراث
الفلسطيني هو هويتنا وحريتنا، ولن نسمح لأحد بأن يشوهه أو ينسبه إلى نفسه».
المصدر: انتصار الدنان - السفير