لماذا التقت نائبة مدير عام 'الاونروا'..
اللجان الشعبية والاحياء في صيدا وليس عين الحلوة؟
.jpg)
الجمعة، 12 كانون الثاني، 2018
أكدت مصادر فلسطينية لـ صدى البلد"،
ان الاجتماع الذي جمع نائبة المدير العام لوكالة "الأونروا" في لبنان غوين
لويس، مع ممثلي "اللجان الشعبية الفلسطينية" و"لجان الاحياء" في
مركز جمعية "نبع" في صيدا كان عاصفا، رغم انه جرى تغيير مكان انعقاده الذي
كان مقررا في مركز "نبع" داخل في الحلوة تحت عنوان منع اي احتكاك او اشكال
أمني.
الاجتماع الأممي – الفلسطيني، الذي عقد
من أجل الاستماع الى شكاوي المتضررين الذين لم يحصلوا على المساعدة المالية المقطوعة
التي اصطلح عليها عرفا "ملحق التعويضات" والتي صرفتها "الاونروا"
من خلال تمويل المجلس الأوروبي للمساعدات الانسانية والحماية المدنية، سادته اجواء
من الغضب والخلافات التي وصلت الى حد تحميل مسوؤل "الاونروا" في منطقة صيدا
مسؤولية ما جرى بعدم اعتماد الشفافية ومعايير واضحة في عملية الدفع، بينما دافع عن
نفسه مرارا بـ "القاء اللوم على بعض لجان الاحياء".
وأبلغت مصادر فلسطينية "صدى البلد"،
ان المسؤولة الاممية لويس كان من المقرر أن تزور عين الحلوة وتلتقي اللجان الشعبية
والاحياء في مركز "نبع" داخل المخيم.. وليس في مدينة صيدا، ولكن الخشية من
الاعتراضات الشعبية دفعت "الاونروا" في منطقة صيدا، الى تغيير المكان تحت
مبرر الدواعي الأمنية والخشية من حصول أي احتكاكات أو اشكالات، مما يشير الى وجود خلل
في طريقة دفع المساعدات المالية النروجية محل الاعتراض والتي أكدت مصادر في "اللجان
الشعبية الفلسطينية" انها اتفقت مع مدير "الاونروا" في لبنان كلاوديو
كوردوني سابقا، بالتعويض على كل متضرر ماديا ونفسيا ومعنويا من خلال نزوحه القسري عن
منزله نتيجة الاشتباكات في نيسان وآب 2017، بينما حددت "الاونروا" معيار
المنزل المدمر كليا وغير صالح للسكن وهو ما خالف بوضوح البعض ممن قبض المساعدات المالية
مؤخرا.
وبين المعيارين، نوهت "اللجان الشعبية
الفلسطينية" بحكمة لويس خلافا لآخرين، وتفهمها لحاجة الناس بعد "تصحيح"
ما وصل اليها من تقارير "مغلوطة"، بأن التوزيع كان شفافا بنسبة عالية وهو
ما دحضته وقائع الاعتراض بالاجتماع ذاته أولا، وما نشر عبر الصحف و"مواقع التواصل
الاجتماعي" والضجة الكبرى التي أثيرت حوله ثانيا، مشيرة الى "انها ستسعى
الى معالجة الموضوع على قاعدة العدل دون ان توضح الخطة، وربما يكون اعادة دراسة بعض
الحالات المستحقة والتي لم تأخذ حقها من هذه المساعدات المالية كواحدة من هذه الخيارات".
وتحت عنوان "الجميع معني بالتعويض"،
علقت "المباردة الشعبية الفلسطينية" داعية لويس الى وضع كافة المتضررين بالمعايير
المعتمدة لصرف هذه المساهمات المالية المقطوعة النروجية وللسعي الجدي وراء حقوقهم كاملة،
فنحن نؤمن ان الاولوية في التقديمات هي للمنازل المدمرة والمتضررة في الاحداث الاخيرة
والتي لا زالت غير صالحة للسكن.
القدس بوصلتنا
عمليا، أطلق ناشطون فلسطينيون في مخيم عين
الحلوة حملة إعلامية تحت عنوان "القدس بوصلتنا.. مخيم عين الحلوة"، للتأكيد
على الرؤية الوطنية التي يتبناها الفلسطينيون في لبنان لا سيما أهالي المخيم.
واعتبر الناشطون، أن الفلسطينيين في لبنان
ملتصقين مع القدس وفلسطين ويجهزون أنفسهم ليوم العودة والتحرير، وأن كل الجهود تصب
في هذا المسار، معتبرين أن أي بوصلة أخرى لا تتجه إلى فلسطين والقدس هي في الطريق الخاطئ.
بينما أكد القائمون على الحملة أنه لا يوجد
احتضان لأي سلوك خارج عن الإطار الوطني الفلسطيني الشعبي والفصائلي، مؤكدين أن كل الجهود
موجهة نحو القدس البوصلة الحقيقية للفلسطينيين وللأحرار من أمتنا العربية والإسلامية.
الارادة الفلسطينية
سياسيا، دان سفير دولة فلسطين في لبنان
أشرف دبور التلويح بالقرارات العقابية من قبل الولايات المتحدة الاميركية ضد الدول
التي ستقف الى جانب الحق الفلسطيني، معتبراً ان هكذا تهديدات لم تستطع النيل من قول
كلمة الحق من قبل الدول الحرة من ان تقول كلمة الحق الى جانب الشعب الفلسطيني والذي
سيبقى يناضل حتى نيل حقوقه المشروعة.
وشدد السفير دبور على ان الارادة الفلسطينية
تواجه الادارة الامريكية وشعبنا سيقاوم ويقف في مواجهة تصفية القضية الفلسطينية، وقرار
الرئيس الاميركي ترامب سيسقط بفعل صمود وبسالة ابناء شعبنا وتصديهم البطولي ولن يستطيع
كائن من كان ان يملي على شعبنا الفلسطيني اي قرار، "ففلسطين والقدس ليستا للبيع."
وأعرب السفير دبور خلال استقباله وفد من
الجمعيات والروابط الاهلية اللبنانية في بيروت، الذي قام بزيارة تضامنية مع القدس الى
سفارة دولة فلسطين في لبنان بحضور امين سر حركة "فتح" في بيروت سمير ابو
عفش.. عن تقديره وشكره باسم الرئيس محمود عباس والشعب الفلسطيني للشعب اللبناني الشقيق
الذي احتضن القضية الفلسطينية ودافع عنها في احلك الظروف، مستذكرا "العلاقة الاخوية
الصادقة التي كانت تجمع الرئيس الشهيد ياسر عرفات بالشعب اللبناني وبخاصة ابناء مدينة
بيروت العروبة التي دافعت عن الثورة الفلسطينية في كافة المراحل".
الملف الفلسطيني
وشدد المسؤول السياسي لحركة حماس"
في لبنان الدكتور أحمد عبد الهادي "أبو ياسر" على ضرورة مقاربة الملف الفلسطيني
في لبنان بكافة جوانبه، وأن لا يقتصر على الجانب الأمني فقط، مؤكداً على عمق العلاقة
بين الشعبيين اللبناني والفلسطيني وضرورة تعزيز العلاقة بين الجانبين بما يخدم القضية
الفلسطينية.
وشكر عبد الهادي خلال زيارته على رأس وفد
من قيادة حركة "حماس" في لبنان، قيادة حزب الله في الجنوب برئاسة مسؤول منطقة
الجنوب السيد أحمد صفي الدين، بحضور مسؤول ملف المخيمات خليل حسين، ومعاونهما أبو وائل
زلزلي وقيادة حركة "أمل" في الجنوب برئاسة المسؤول التنظيمي للحركة علي إسماعيل،
بحضور المسؤول الإعلامي ومسؤول ملف المخيمات في الحركة صدر داوود.. موقف قيادتي
"حزب الله" وحركة "أمل" المتقدم تجاه القضية الفلسطينية بشكل عام
وقضية القدس بشكل خاص، داعياً إلى المزيد من الفعاليات التضامنية مع القدس والعمل على
كشف التداعيات الخطيرة لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.
وأكد عبد الهادي، على أن مدينة القدس ستبقى
عاصمة فلسطين، وانّ قرار ترمب لن يغير التاريخ والجغرافيا، مضيفاً أن هذا القرار يأتي
في سياق صفقة القرن التي تقضي بتصفية القضية الفلسطينية، محييا عملية نابلس البطولية
التي تعتبر أكبر رد عملي على قرار ترمب، مشدداً على ضرورة المضي قدماً في خيار الوحدة
الوطنية والانتفاضة وضرورة العمل على تفعيل الانتفاضة وتطويرها بكل السبل المتاحة.
من جهته، شدد مسؤول "الحزب" صفي
الدين على أنه لا وجود في قاموسنا لدولة اسمها "إسرائيل" حتى تكون القدس
عاصمة لها، مضيفاً أنّ طريق المقاومة هو الطريق الأقصر لتحرير القدس وفلسطين، ولدينا
يقين بحتمية تحرير القدس من دنس الاحتلال، مشدداً على أن حزب الله سيبقى دائما إلى
جانب الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الغاصب.
بدوره، أكد مسؤول "الحركة" إسماعيل
أنّ ما يربط الشعبين الفلسطيني واللبناني هو قضية المصير المشترك في مواجهة المشروع
الصهيوني الغاصب لارض فلسطين، مضيفاً أنّ مواجهة المشروع الصهيوني لا يكون إلا بالوحدة
الفلسطنية لأنها السلاح الأمضى في مواجهة كافة المشاريع وخاصةً مشروع تهويد القدس.
درس المشاركة
أكد ممثل "حركة الجهاد الإسلامي"
في لبنان إحسان عطايا، إن قيادة حركة "الجهاد" تدرس المشاركة في اجتماع المجلس
المركزي الفلسطيني بعد أن تلقت دعوة إليه، وأن القرار سيتخذ بما يخدم الوحدة الوطنية
وقضية شعبنا"، مضيفا "لن تكون عقبة في وجه التوافق الفلسطيني والوحدة الوطنية،
فالحركة تاريخياً من دعاة وحدة الصف المقاوم، والتقريب بين كل الأطراف، وحل الخلافات
الداخلية بما يخدم مشروع المقاومة ونهجها".
وقال عطايا، أن الكلمة الآن للانتفاضة،
والمعركة أصبحت فوق الطاولة ولم تعد تحتها، وهي بين مشروعين: المشروع المقاوم، والمشروع
الصهيو – أمريكي، ولم يعد هناك مساحة رمادية، والحديث عن المفاوضات مع الكيان الصهيوني،
أصبح مجرد مضيعة للوقت وللقضية"، مشيرا إلى أن استهداف العدو لقادة الحركة لن
يثنيها عن مقاومة العدو، وتصعيد الانتفاضة.
المصدر : البلد | محمد دهشة