القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

لهذه الأسباب مخيّم عين الحلوة لن يكون نهر بارد جديد

لهذه الأسباب مخيّم عين الحلوة لن يكون نهر بارد جديد


الإثنين، 19 كانون الثاني، 2015

هل يلقى «مخيم عين الحلوة» مصير «مخيم البارد» اسئلة طرحت ومازالت منذ احتضان هذا المخيم العناصر الارهابية التكفيرية، لكن مصادر فلسطينية تؤكد ان الوضع في مخيم «عين الحلوة» يختلف عن «البارد» بجوانب كثيرة منها الكثافة السكانية حيث ان الاخير كان يقطنه حوالى 30 الف نسمة قبل احداث 2007، في حين يبلغ عدد سكان الاول حوالى 80 الف موزعين على مساحة 2 كلم الامر الذي يجعل عملية دخوله مكلفة، اضافة الى ذلك فان نوعية القوى والفصائل المنتشرة في «الحلوة» تختلف عن «البارد» الذي كان يسيطر عليه عناصر «فتح الاسلام»في ظل انعدام اي تواجد لحركة «فتح» التي تعتبر نفسها حركة ديمقراطية وديمقراطية تنادي بعدم ربط الدين بالسياسة .

مع غياب مؤسس حركة «فتح» الرئيس ياسر عرفات عام 2004 بدأت الخلافات تخترق جسم «حركة التحرير الوطني الفلسطيني» (فتح) وسطع نجم الحركة المتشددة «حماس» التي خفت نجمها مع بدء الثورة السورية وخروج رئيسها خالد مشعل من سوريا اثر تأييدهم للثورة.

اليوم تكثر الاحاديث والتحليلات والمعلومات عن مصير «مخيم عين الحلوة» مشابه لـ «البارد» لكن المصادر الفلسطينية نفسها تؤكد ان ليس هناك من «بارد» جديد وذلك يعود الى تنوع القوى على ارض هذا المخيم الذي يجعل التوازن القائم بمثابة صمام امان، والدليل على ذلك ان اي اشكال او عملية اغتيال او اطلاق نار تتم معالجتها ولفلفتها بالسرعة القصوى.

وتضيف هذه المصادر ان المخيم لن يتجرع كأس «البارد» على الرغم من لجوء بقايا عناصر «فتح الاسلام» وبعض عناصر الشيخ الاسير وتوزع مجموعات اخرى في 3 مناطق رئيسية يقودها، الاولى اسامة الشهاب في «حي الصفصاف» في حين يتركز عناصر بلال بدر في حي «الطيري» اما المجموعة الثالثة التي يقودها هيثم الشعبي الذي استقبل فضل شاكر عند هروبه من عبرا في «حي الطوارىء»، ولكن كل هذه المجموعات وفق هذه المصادر، مكبلة الحركة في ظل سيطرة «فتح» على نصف المخيم الذي تتشارك السيطرة فيه وخاصة في «الشارع التحتاني» مع «عصبة الانصار» ومجموعة اللواء منير المقدح و«الحركة الاسلامية المجاهدة» بقيادة جمال الخطاب وجماعة محمود عيسى «اللينو» الذي يملك قوة لا يستهان بها مؤلفة من حوالى 200 عنصر مقاتل وهذا الاخير يشكل تهديداً مباشراً للقوى السلفية التكفيرية، لا سيما وانه اثناء قيادته «الكفاح المسلح الفلسطيني» اضفى الهدوء على المخيم بالتنسيق مع اجهزة الامن اللبنانية، لهذا السبب هو مستهدف من القوى التكفيرية وخاصة من قبل جماعة الشهابي وقد تعرض لعدة محاولات اغتيال.

ولفتت المصادر نفسها الى ان زيارة «اللينو» الى مصر والتي التقى فيها سمير مشهراوي اليد اليمنى للعضو السابق للجنة المركزية لحركة «فتح» العقيد محمد دحلان، تم التداول فيها شؤون المخيم لاسيما بعد اضاءة شعلتين في المخيم في ذكرى انطلاقة حركة «فتح» منذ اسبوعين.

وبالعودة الى وضع المخيم تؤكد هذه المصادر ان لا خوف على المخيم وان ما يشاع عن تحركات للاسلاميين وتحضيراتهم لتكثيف العمليات الانتحارية والسيارات المفخخة، مبالغ فيه، لافتة الى ان شادي المولوي واسامة منصور مجرد فقاقيع صابون وان جميع الاسلاميين يريدون «الحج خلاص»، ويبقى المخيم ملاذهم الاخير.

وشددت هذه المصادر على ان حركة «فتح» غير قادرة على انهاء هذه الظاهرة لعدم وجود قرار وكذلك الامر بالنسبة للدولة اللبنانية التي تتجنب الخوض في «نهر بارد» جديد كون المخيم كبير الامر الذي يجعل دخوله مكلف وبالتالي لا تستطيع تحمل هذا الامر وهنا يطرح السؤال الى اي مدى تستطيع «فتح» والجماعات التي تدور في فلكها ضبط الوضع في المخيم؟

المصدر: كلادس صعب - الديار