مؤتمر «الإسلاميون.. نظام الحكم وفلسطين بعد الثورات»
«الجماعة»: لا تعارض بين القيم الإسلامية والدولة المدنية
الخميس، 13 أيلول، 2012
نظمت "مؤسسة الفكر الاسلامي المعاصر" و"مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات" و"مركز دراسات فلسطين والعالم"، مؤتمراً بعنوان "الاسلاميون: نظام الحكم وفلسطين بعد الثورات العربية"، في قرية الساحة التراثية - طريق المطار.
بدأت أعمال الجلسات، وستستمر طيلة نهار اليوم وغدا، بمشاركة شخصيات إسلامية وفكرية في عدد من الدول، وممثلين للأحزاب الوطنية والسياسية، من أبرزهم: أسامة حمدان وعلي بركة عن حركة حماس، ابو عماد الرفاعي عن "الجهاد الاسلامي"، عضو مكتب المجلس السياسي لـ"حزب الله" حسن حدرج، النائب السابق زهير العبيدي، الناطق الإعلامي باسم "جماعة الإخوان المسلمين" في مصر محمود الغزلان، المفكر الدكتور عبدالله الأشعل، معن بشور، ممثل السفارة الإيرانية علي آياتي، الشيخ أحمد الكحلاوي رئيس "دعم المقاومة" في تونس، أحمد أبو الحسن المستشار الإعلامي في السفارة المصرية، محمد تقي سبحاني مدير مركز الحضارة للفكر الإسلامي، إبراهيم الصالح عن منتدى طرابلس الثقافي.
وقال عريف المؤتمر طارق رشيد: "إن هذا المؤتمر يساعد على بلورة نظرة أكثر وضوحا حول موقع القضية الفلسطينية من الثورات العربية. وألقى كلمة المؤسسات الداعية للمؤتمر نجيب نور الدين الذي قال انه "بقدر ما كانت صحوة الشعوب العربية حلما يراود الأحرار في هذه الأمة، كانت كابوسا يقض مضاجع الحكام المستبدين في هذا العالم". ورأى "أن المارد قد استيقظ وشكل رافعة غير مسبوقة للقوى الإسلامية في الدول التي حصل فيها التغيير. وسأل: "أين فلسطين من خطاب الثورات العربية واستراتيجيتها؟ وهل ما زال لها الأولوية في برامجها وتحركها؟
وألقى منير شفيق كلمة المشاركين، وقال: "التحديات التي راحت تواجه الشعب وقواه الحية، ولا سيما الحكومات الجديدة بقيادة الإخوان المسلمين، والائتلافية نسبيا، لا حصر لها. وقد أخذ يبرز على السطح منها التحديات الاقتصادية المتعلقة بالبطالة والفقر، ناهيك بوعود التنمية والنهوض وتحقيق العدالة الاجتماعية. علما أن التحدي الاقتصادي من حيث الأهمية والأولوية يأتي في المرتبة الثالثة بعد الصراع حول بناء نظام حكم جديد وترسيخ دولة مدنية، كما بعد تحديات الخارج وإشكاليات تجاوز التجزية العربية ومواجهة الكيان الصهيوني".
وتوقع "أن تؤدي التطورات إلى اندلاع الصراع مع العدو الصهيوني وإلى تبني القضية الفلسطينية والمقاومة ودعم الشعب الفلسطيني".
وكانت مداخلة رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان عزام الأيوبي تلاها رئيس المكتب الاعلامي للجماعة وائل نجم، وقال: "بدأت تباشير التغيير المنشود تلوح بالأفق، وبدأت رموز الأنظمة القمعية بالتهاوي الواحد تلو الآخر، وبدأت الشعوب المتعطشة للحرية رحلة إعادة بناء أنظمتها وسط تحديات كثيرة، منها ما يتعلق بعدم استسلام بقايا الأنظمة البائدة ومحاولاتها المستميتة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء"، مشيراً الى "أن الثورات العربية دفعت بالحركات الإسلامية تحديدا إلى مقدم القوى السياسية المرشحة للحكم، وهي أي الحركات الإسلامية - لطالما صُوّرت للناس على أنها رمز الانغلاق والتسلط وعدم الاعتراف بالآخر، وهو الوصف الذي كان دائما الحجة التي تتذرع بها الأنظمة البائدة لاستبدادها وتسلطها". أضاف: "لا تعارض بين القيم والمفاهيم الإسلامية وبين الديمقراطية والحرية والتعددية والدولة المدنية، خاصة إذا ما حررنا المصطلحات ونظرنا إلى المضامين، من دون أن يعني هذا الكلام تخليا عن مصطلحاتنا الإسلامية التي نراها أكثر دقة في التعبير عن المضامين" موضحا ان "التنوع والتعددية ليست خيارا بل هي إرادة الله".
وقال،: "وضعنا كحركة إسلامية أربع قواعد أساسية للعيش المشترك وهي:
1 - احترام الآخر والاعتراف به والتعامل معه: وهذا بالنسبة للمسلمين مسألة شرعيّة، تشمل الاختلاف الديني والسياسي، بحسب التقسيم المعاصر.
2 - الأخلاق: وهي في نظر الإسلام قيم مطلقة يتعامل بها الإنسان مع الموافق والمخالف، لا تتأثّر باختلاف الدين، ولا بأيّ اعتبار آخر.
3 - العدالة: وهي أهمّ القيم الإنسانية على الإطلاق.
4 - التعاون: لا معنى للعيش المشترك إذا لم يتعاون فيه الناس لتحقيق المصالح المشتركة.
المصدر: المستقبل