محاولة انتحار نازح.. وعائلة
تعاني الظلم لانها لبنانية
.JPG)
الأربعاء، 23
كانون الثاني 2013
تفتح معاناة النازحين السوريين
والفلسطينيين من سوريا الى مخيمات لبنان كل يوم النافذة على حكاية ومأساة جديدة، عنوانها
واحد تردي اوضاعهم المالية والاقتصادية والنفسية مع عدم توفير الرعاية والاحتضان اللازم
لهم، رفض الدولة اللبنانية اقامة مخيمات جماعية لاعتبارات سياسية، تلكؤ.. المؤسسات
الدولية بتقديم المساعدات وعجز المؤسسات الاهلية اللبنانية والفلسطينية عن تلبية جميع
احتياجاتهم مع تزايد اعدادهم باضطراد.
بعد ايام قليلة على انتحار
النازح محمد ملسي الذي شنق نفسه في مخيم عين الحلوة، حاول النازح الفلسطيني من مخيم
اليرموك خالد أحمد محمود الانتحار بشرب كمية من الأدوية تخلصا من الظروف الصعبة التي
يعيشها، إضافة الى معاناته من وضع صحي متأزم وقد نقل محمود الى مستشفى "الاقصى"
داخل مخيم عين الحلوة في حالة غيوبة وادخل غرفة الطوارىء وخضع لعملية غسيل معدة وعلاج
سريع تكلل بالنجاح حيث تم انقاذه من الموت.
وحال عائلة محمد خليل نخال
ليس افضل كثيرا من محمود، فتلك العائلة لبنانية ومحمد من مواليد الغبيري عام 1975 سجل
المزرعة، هاجر إلى سوريا إبان الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 مع والدته السورية الأصل
وهو طفل رضيع لا يتجاوز الأشهر بعد استشهاد والده خلي، ولكنه مع تصاعد وتيرة الاحداث
الدامية في سورياعاد الى وطنه لبنان ليجد نفسه محروما من ابسط الحقوق.
ويروي محمد عشت سني عمري
في الحجر الأسود في دمشق، تعلمت وعملت فيها إلى أن تزوج تمن قريبتي وأنجبت منها 4 أطفال
(ابنتان وابنان)، اضطررت للنزوح إلى لبنان الوطن الأم بعدما قصف منزلي في الحجر الأسود.
وفي رحلة النزوح، تنقل
محمد إلى عدة أماكن قبل أن يكشف أمره أنه لبناني الأصل و"يطرد" من مدرسة
"سلفر ستار" في بلدة شحيم ـ اقليم الخروب بحجة أن وضعه يختلف عن بقية السوريين
النازحين، فتوجه الى صيدا وهو يسكن اليوم مع والدته وزوجته وأطفاله الأربعة في كراج
أو محل عبارة عن غرفة واحدة بالقرب من قلعة صيدا البرية في محلة البوابة الفوقا بعدما
حنّ عليه أحد المحسنين محمد حنينة .
ويقول محمد الذي يتحدث
بلكنة سورية أصيلة يعرض هويته وهوية أبنائه اللبنانية "اذا لم تشفع لي هذه البطاقات
فزوجتي سورية ومهجرة"، مضيفا "إن الشخص الوحيد الذي وقف إلى جانبي هو حنينة
وأمن لي هذا المأوى لأسكن فيه مع عائلتي بكرامة، بعدما تخلت عني كل الدنيا، ليصل إلى
نتيجة أنه "لا أحد لأحد".
تعازي ومساعدة
الى ذلك، قام وفد من حركة
"حماس" تقدمه المسؤول السياسي في منطقة صيدا ابو احمد فضل والمسؤول السياسي
في المخيم خالد اسماعيل والمسؤول الاعلامي خالد زعيتر بتقديم العزاء لأسرة الشاب محمود
كامل سليمان والذي قضى في سوريا اثناء قتاله إلى جانب الاسلاميين ضد النظام السوري.
كما قامت الهيئة الإسلامية
للرعاية بالتعاون مع الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية - الكويت بتأمين المتابعة الصحية
للرضع والصغار والكبار والشيوخ والنساء من النازحين السوريين لمختلف الأمراض والحالات
الطبية في مستوصفي الحسين والإمام علي الطبيين وعيادة العائلة من خلال اتحاد المؤسسات
الإغاثية في صيدا والجنوب.
يذكر أن عدد النازحين السوريين
في مدينة صيدا وجوارها ومخيماتها ناهز الـ 3294 عائلة حتى الآن ويقوم الإتحاد من خلال
تبرعات ومساعدات خارجية ومن أهل البلد بتأمين وحدات غذائية، وحدات أطفال، وحدات نظافة،
فرش وحرامات، دفايات، ألبسة، استشفاء وطبابة، برادات وغسالات وتقديمات نقدية لهم.
المصدر: البلد