القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

مخيمات الشمال: «الفصائل» تسعى لاحتواء ظاهرة «الجهاد في سوريا»

أمين سر «مجلس الأئمة» ينفي علاقته: «إنها مبادرات فردية»

مخيمات الشمال: «الفصائل» تسعى لاحتواء ظاهرة «الجهاد في سوريا»


السبت، 13 تشرين الأول، 2012

تحولت حالة الارتباك التي سادت مخيمي البداوي والبارد على خلفية ما تردد من معلومات عن خروج عدد من المسلحين المتشددين «للجهاد في سوريا» إلى حالة من الخوف على أمن واستقرار المخيمين وحسن العلاقة التي تربط مكوناته السياسية والاجتماعية ببعضها البعض.

دفع الوضع المستجد في المخيمين قياداته ومرجعياته ورجال الدين فيه إلى عقد سلسلة اجتماعات للتفتيش عن موقف مشترك حيال هذه المسألة الحساسة بتداعياتها، والحد من تأثيراتها الداخلية، خصوصا في ظل الهمس الدائر بين عائلات المقاتلين وبعض المعنيين عن مقتل بعضهم في سوريا وتوقيف آخرين من قبل الجيش السوري النظامي، وتحميلهم المسؤولية لبعض الجهات بالوقوف خلف هذا التحريض الذي دفعهم الى هذه الخطوة.

لم يكن أحد يرغب في استيراد الصراع الدائر في سوريا إلى أزقة المخيمين المتخمة بهموم أبنائها وشجونهم، برغم الانقسام في التوجهات حول تلك الأحداث انطلاقا من الموقف السياسي والعقائدي في مشهد مشابه لذلك الحاصل في الشارع اللبناني أيضا.

لكن بما ان المحظور الذي كان يخشاه البعض، قد وقع، برغم كل التحذيرات التي صدرت من خطورة الخطاب التحريضي على «الجهاد» ونبرة التخوين السياسي بين الافرقاء المختلفين، فإن التركيز بات منصبا اليوم في اتجاه سحب هذه القضية من الشارع وحصرها بين المسؤولين على اختلاف انتماءاتهم السياسية، وصولا الى الحد من انعكاساتها على الوضع الفلسطيني ومحيطه اللبناني.

يذكر أن مصادر أمنية أشارت الى أن بعض المجموعات اللبنانية تعاونت مع جهات في مخيم عين الحلوة لتأمين عبور هؤلاء المقاتلين بعد توفير الدعم المالي واللوجستي لهم وتسليحهم بـ«فتاوى شرعية».

وتشير مصادر مطلعة لـ«السفير» إلى ان عدد المقاتلين الذين خرجوا من المخيمين هم أكثر من سبعة أشخاص، ومعهم مقاتلون من مخيمات فلسطينية خارج منطقة الشمال، ومن مناطق لبنانية أخرى، لافتة النظر إلى ان عملية خروجهم تمت على ثلاث دفعات، باتجاه المناطق السورية التي تشهد مواجهات بين الجيش السوري والمسلحين المعارضين.

وتؤكد المصادر أن بعض المقاتلين توجهوا مباشرة إلى مدينة حلب، والبعض الآخر بقي في حمص ومحيطها وتحديدا في مدينة القصير، فيما ترددت معلومات غير مؤكدة عن مقتل بعضهم وإلقاء القبض على أحد المقاتلين!

وبناء عليه، تدقق «الفصائل الفلسطينية» في المعطيات المتوافرة، في قضية خروج المقاتلين، وانعكاسات هذا الأمر على أمن المخيمين، وأكدت مصادرها أن هذا الأمر هو فردي ولا يعبر عن توجه أبناء المخيمين، كاشفة عن اتصالات تمت مع العديدين لمعرفة حقيقة ما حصل وكيفية خروج المقاتلين والجهة التي حرضتهم أو سهلت لهم.

وفي الوقت الذي لم يصدر فيه أي بيان عن لقاء «الفصائل»، إلا ان مصادر متابعة للاجتماعات أكدت لـ«السفير» ان هذه القضية وضعت على نار حامية، وسيتم تحديد المسؤوليات إذا ثبت وجود جهة دعمت توجه خروج المقاتلين أو حرّضتهم، وشددت على موقفها الثابت لجهة النأي بنفسها عما يجري في سوريا من أحداث أمنية على غرار موقفها حيال الوضع في لبنان.

في هذا السياق، استنكر أمين سر «مجلس الأئمة والخطباء» في مخيم البارد الشيخ محمود ابو شقير الشائعات التي استهدفته بخصوص ذهاب بعض الأشخاص من المخيمات الفلسطينية الى سوريا. وقال «انه لا علاقة للشيخ بمن ذهب أو من سيذهب، وقد أبلغ المجلس الفصائل الفلسطينية بعدم رضى المشايخ عن زج المخيمات بالصراع الدائر في سوريا».

وأشار أبو شقير «الى ان المشايخ تعتبر ان من يثير الشائعات انما يعمل على زج العلماء الفلسطينيين والمخيمات في ما لا علاقة لهم به، من أجل خدمة مشاريع لا تخدم القضية الفلسطينية، وهي حملات مسعورة تتصاعد حسب مجريات الأحداث التي تحيط بالمخيمات، وتعمل على صب الزيت على النار والمحاولة بالإخلال بأمن المخيمات وهو مرفوض شرعيا وفلسطينيا».

وأكد ابو شقير رفض منهج التكفير والتفجير والاعتداء على الحرمات وإراقة الدماء بما يتنافى مع مبادئ الاسلام.

وحول ذهاب بعض الشباب الى سوريا ممن كانوا يترددون عليه أو يدرسون عنده، قال ابو شقير «كل إنسان يتحمل مسؤولية فعله ولا يتحمل الشيخ مسؤولية فعل غيره، فهو لم يأمر بذلك، ولم يشر ولم يستشر، وان جميع من ذهب للقتال بمبادرات فردية».

المصدر: عمر إبراهيم - السفير