مخيمات الشمال: لا مراكز لـ«الجيش الحر»

الأربعاء، 10
نيسان، 2013
عقدت فصــائل المقاومــة واللجــان الشعــبية الفلســطيــنية في الشمال، مؤتمراً
صحافيــاً أمــس، تناولت فيه التــقارير الصحــافــية التي تتحدث عن وجود مراكز لـ«الجــيش
الســوري الحـــر» في مخــيم البداوي.
وأصدرت بياناً أشارت فيه إلى أنّ «تقارير وسائل الإعلام عن وجود عناصر من الجيش
الحر في مخيم البداوي عارية من الصحة تماماً»، مستغربة «عدم نيل البيانين الصادرين،
سابقاً، عن فصائل المقاومة الفلسطينية واللجان الشعبية في الشمال، في هذا الخصوص، الحد
الادنى من الاهتمام في الكثير من وسائل الاعلام».
ودعت وسائل الاعلام إلى «القيام بجولة في مخيمات الشمال، للتأكد من سلامة الوضع
الأمني، والوقوف على المشاكل الاجتماعية والحياتية والظروف الإنسانية البائسة، والتي
تفاقمت مع استقبال النازحين من الاخوة الفلسطينيين والسوريين».
وكانت التطورات الإقليمية والمحلية قد فرضت على الفصائل الفلسطينية بمختلف توجهاتها
وانتماءاتها، التخلي عن الكثير من التحفظات التي كانت تحول سابقاً دون انتقالها إلى
حوار جاد في شأن مستقبل الوضع الفلسطيني في لبنان وكيفية التأقلم مع رياح التغيير في
العالم العربي.
وإذا كانت قيادات الصف الثاني في الفصائل الفلسطينية قد نجحت من مواقعها داخل
المخيمات في إيجاد أرضية للتعاون في ما بينها، لمعالجة الكثير من القضايا الميدانية،
إلا أن البركان السوري المتفجر والخوف من تطاير حممه إلى لبنان، دفعا قيادات الصف الأول
في الفصائل إلى عقد سلسلة لقاءات في السفارة الفلسطينية في لبنان، تخطت خلالها الخلافات
التي كانت تحول دون التوافق على أي رؤية يمكن أن تؤدي إلى تعاون جدي مشترك.
ويبدو أنّ استشعار الخطر المحدق بالحالة الفلسطينية سواء في لبنان أو سوريا،
إضافة إلى ضغط النزوح وما يرتبه من مخاوف من إمكان خروج أي مجموعات متحمسة عن السيطرة،
سواء دعماً للنظام السوري أو المعارضة، والحديث عن إمكان زج المخيمات في فتنة مع مجموعات
دينية لبنانية أو توريطها مع طرف سياسي لبناني، أو إعادة تجربة مخيم نهر البارد، كل
ذلك جعل القيادات تتجاوز تداعيات الانقسام الداخلي وقضية المصالحة الفلسطينية، وترضخ
لحوار قسري يكون أول بنوده الحفاظ على أمن المخيمات من انعكاسات العاصفة أو الخروج
منها بأقل الخسائر الممكنة.
المصدر: السفير