القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

مخيمات صور هادئة.. النأي بالنفس أولوية

مخيمات صور هادئة.. النأي بالنفس أولوية


الجمعة، 28 حزيران، 2013

صحيح أنّ الأحداث الأمنية، التي حصلت أخيراً في صيدا ومحيطها، كانت بعيدة جغرافياً عن مخيمات منطقة صور، إلاّ أنّ العين الأمنية في مخيمات، الرشيدية، البص والبرج الشمالي، والتجمعات الأخرى القريبة من المدينة، كانت ساهرة للتصدي لأي تحرك خارج عن إراداة القوى والفصائل الفلسطينية وهيئات المجتمع المدني والأهلي في هذه المخيمات، على الرغم من تأكيد المعنيين عدم وجود احتمالات لمثل تحرك كهذا.

وتتفق فصائل «منظمة التحرير الفلسطينية» و«قوى التحالف الفلسطيني»، اللذين يمثلان غالبية اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات صور الذين يزيد عددهم على الخمسين ألفاً، على أنّ حماية المخيمات وأهلها، لا يمكن أن يكون إلا عبر التنسيق والتواصل مع المحيط بقواه السياسية المختلفة، ومع الجهات الأمنية وفي مقدمّها الجيش اللبناني.

وفي وقت لا يغيب عن أبناء المنطقة وقواها الحرص على تجنيب المخيمات أي ردات فعل، والتعامل معها على أساس أنها جزء لا يتجزأ من نسيج المنطقة ويجمعها بها هدف رئيسي وهو مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.

لذلك رفعت الفصائل والقوى الفلسطينية كلها، من مستوى تحركاتها الأمنية والسياسية لتطويق أي حادث مهما كان حجمه. وهي عملت في هذا الإطار على إجراءين اثنين، أولهما تشكيل لجان تنسيقية فلسطينية - فلسطينية داخل المخيمات، وثانيهما تشكيل لجنة أخرى تضم فصائل المنظمة وقوى التحالف ومهمتها التنسيق والمتابعة مع الجيش من جهة، والقوى والأحزاب السياسية اللبنانية، وفي مقدمها «حزب الله» و«حركة أمل»، من جهة ثانية.

وقد شكل الاجتماع الأخير الذي عقد بين الجانبين اللبناني والفلسطيني في صور، تتمة لمتابعة مجريات الأوضاع الراهنة، والتأكيد على ثابتة نأي المخيمات، لا سيما مخيمات المنطقة، بنفسها عن الأحداث الأمنية، ورفض أي اعتداء على الجيش والسلم الأهلي.

ويشدد قائد منطقة صور في «حركة فتح» وأمين سر فصائل «منظمة التحرير» في المنطقة توفيق عبدالله على أهميّة حماية المخيمات، و«رفض أي شائبة تضر بالعلاقة مع إخواننا اللبنانيين».

ويقول: «خلال الأحداث المؤلمة في صيدا وعبرا بلغ الاستنفار الأمني في مخيمات المنطقة أعلى درجاته حفاظاً على الاستقرار الذي تنشده المخيمات في الداخل ومع محيطها».

يضيف: «إنّ الوضع في المخيمات أكثر من جيد على المستوى الأمني، والجميع متفق على الضرب بيد من حديد كل من قد تسول له نفسه العبث بأمن المخيمات، وتعريض محيطها والجيش لأي اعتداء».

ويشير إلى «قرار حركة فتح الواضح لناحية أن لا تكون المخيمات خنجراً في خاصرة الدولة، وهذا ما يثبت من خلال الأحداث، لا سيما في طرابلس، حيث ينأى الفلسطينيون بأنفسهم عن الصراعات والمعارك».

ويؤكدّ أهمية التنسيق والتواصل مع القوى اللبنانية السياسية كلها، ومع الجيش.

ويصف عضو القيادة السياسية في «حركة حماس» جهاد طه أوضاع مخيمات صور بـ«الهادئة جداً والمضبوطة، لا سيّما في ظل عدم وجود حالات غريبة وشاذة في هذه المخيمات».

ويقول: «هناك توافق في اللجنة الفلسطينية اللبنانية على عنوان رئيسي وهو حماية وحفظ السلم الأهلي الذي يخدم الشعبين».

ويشير طه إلى أن استهداف الجيش هو تجاوز لكل المعايير الأخلاقية والوطنية.

المصدر: السفير