
الإثنين، 20 كانون الثاني، 2025
شهدت مخيمات
اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، يوم الأحد 19 كانون الثاني/يناير، مسيرات حاشدة
احتفاءً بوقف حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة، والتي استمرت
لأكثر من 15 شهراً (471 يومًا)، ارتكب خلالها الاحتلال مجازر وحشية بحق الشعب
الفلسطيني. وانطلقت الاحتفالات مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، حيث
عمت الفرحة مخيمات اللاجئين من الشمال إلى الجنوب.
ففي مخيم نهر البارد شمال لبنان، بدأت الاحتفالات منذ ساعات الصباح، حيث علت
أصوات التكبيرات من المساجد، ووزع الأهالي الحلويات على المارة تعبيراً عن فرحتهم
بصمود أهالي غزة وإفشال مخططات الاحتلال. كما نظمت الفصائل الفلسطينية واللجان
الشعبية مسيرة جماهيرية انطلقت من أمام لفظ الجلالة في المخيم، وجابت شوارعه حاملة
الأعلام الفلسطينية وهتافات التأييد للمقاومة.
وفي كلمة
ألقاها مسؤول العلاقات السياسية في حركة الجهاد الإسلامي بمنطقة الشمال، بسام
موعد، قال: "إن الله عز وجل أعز هذه الأمة بالنصر العظيم، ورغم الجراح والألم
الكبير، إلا أن غزة انتصرت نصراً استراتيجياً رغماً عن العدو." وأضاف موعد أن
"الاحتلال أراد أن يكسر المقاومة في غزة، لكنه فشل بفضل توحدها ورص
صفوفها."
وفي مخيم البداوي، نظمت المؤسسات الكشفية والأندية الرياضية والثقافية مسيرة
تحت عنوان "الطوفان الهادر: نصر يعيد أمل التحرير"، بمشاركة المئات من
أبناء المخيم. حمل المشاركون الأعلام الفلسطينية وصور الشهداء، مرددين الأناشيد
الوطنية والداعمة للمقاومة.
اما مخيم برج البراجنة ببيروت، فقد وزع الأهالي
الحلوى في الشوارع ابتهاجاً بوقف إطلاق النار، بينما شهدت شوارع المخيم الدبكات
الفلسطينية والأناشيد الوطنية، مع عرض صور للشهداء القادة مثل يحيى السنوار وصالح
العاروري.
وشهد مخيم عين الحلوة جنوب لبنان أكبر المسيرات، حيث تجمع الأهالي حول شاشة
كبيرة لبث كلمة الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة. وعبّر المشاركون عن
فرحتهم بالنصر الذي تحقق بفضل صمود المقاومة وأهالي غزة.
وفي مخيم برج الشمالي، احتشد الأهالي في وقفة جماهيرية أمام مدخل المخيم،
مرددين الأناشيد والهتافات الداعمة للمقاومة. وفي كلمة ألقاها المسؤول السياسي
لحركة حماس في المخيم، محمود طه، وجه التحية للشعب الفلسطيني في غزة والمقاومة
التي صمدت حتى آخر نفس، كما ذكر الشهداء والجرحى والأسرى الذين قدموا تضحيات
جسيمة.
كما جابت
مسيرة جماهيرية حاشدة شوارع مخيم الرشيدية جنوب لبنان، بمشاركة الفصائل الفلسطينية
واللجان الشعبية والمؤسسات الكشفية. حمل المشاركون الأعلام الفلسطينية وصور
الشهداء، وسط هتافات التأييد للمقاومة.
وفي مخيم
الجليل ببعلبك، نظم كشافة بيت المقدس "حواجز محبة" عند مدخل المخيم،
ووزعوا الحلوى على المارة. كما جاب الأهالي شوارع المخيم حاملين الأعلام
الفلسطينية، معبرين عن فرحتهم بوقف إطلاق النار.
وعبّر الأهالي
عن مشاعرهم المختلطة بين الفرح بالنصر والألم على خسارة الشهداء. وقالت إحدى
النساء في مخيم الجليل: "فرحتنا كبيرة بالنصر، لكن لا ننسى شهداءنا وجرحانا
الذين دفعوا الثمن." أما الطفلة ليان هدروس، فقالت: "انبسطنا كتير لما
وقف إطلاق النار، الأطفال في غزة تعبوا كثير ونحنا هون كنا ندعي دايما إنو الحرب
توقف."
وجسدت
المسيرات في المخيمات الفلسطينية في لبنان روح التضامن مع أهالي غزة، مع التأكيد
على أن النصر الذي تحقق هو ثمرة تضحيات الشهداء والمقاومة. ودخل اتفاق وقف إطلاق
النار حيز التنفيذ بعد 471 يومًا من الحرب التي أسفرت عن استشهاد 46,913 فلسطينيًا
وإصابة 110,750 آخرين، وفق إحصاءات وزارة الصحة في غزة.