مخيم الجليل في عين
العاصفة.. فمن ينقذ أهله العالقين؟!
الأربعاء، 07
كانون الثاني، 2015
عبد الكريم طه، مخيم
الجليل/ لاجئ نت
منذ اعلان قرب وصول
العاصفة «زينة»، بدأ سكان البقاع عموماً وبعلبك خصوصاً بتحضير ما أمكن لمواجهة هذه
العاصفة. لكن إمكانيات المنطقة ضعيفة تجاه ما يحدث الآن. صحيح أن البلديات وقوى الأمن
الداخلي تعمل ما بوسعها، ولكن خصوصية المنطقة من حيث وقوعها بمنطقة عالية وباردة نسبياً
يجعل المعاناة أكبر، وخاصة على اللاجئيين السوريين.
عملياً، وصلت درجة الحرارة
خلال الليل إلى سبعة تحت الصفر. وبلغ ارتفاع الثلوج التي لم يتوقف هطولها منذ
السادسة من مساء الثلاثاء 6-1-2015 حتى كتابة هذه السطور (ظهر الأربعاء) أكثر من
متر. الكهرباء غابت كلياً، إلا من بعض المولدات التي تزود البيوت لبضع ساعات في اليوم،
وحتى المولدات تتوقف أحياناً بسبب قوة العاصفة وقطع كابلات الكهرباء.
ولا يجد مخيم الجليل الذي
يعاني من بنية تحتية مهترئة مصرفاً للثلوج والمياه. وفي الوقت نفسه لا تصل مياه
الاستخدام إلى البيوت، فقط تجمّدت في الأنابيب، وزاد الأزمة غياب الكهرباء، والحاجة
الكبيرة إلى وسائل التدفئة المتنوعة. وما نشهده الآن أيضاً هو تَلَف في أنابيب المياه،
وتكسر في زجاج النوافذ، بل إن بعض البيوت المهترئة أصبحت مهددة بالسقوط.
وكالعادة، يأتي مع الطقس
البارد أمراض الشتاء مثل الأنفلونزا وأمراض الروماتيزم، مما يزيد الحاجة إلى
العيادة الطبية والأدوية وأدوات التسخين للمياه والأطعمة والسوائل المساعدة على
الشفاء.
ولكن الخوف يبقى إذا استمرت
العاصفة على ما هي عليه. فان ذلك يعني المخاطر التالية:
-
قطع
الطرقات بالكامل.
-
سقوط
بعض البيوت.
-
حبس
الناس في البيوت.
-
تلف
أكبر في الانابيب.
-
طوفان
في المياه، وخصوصاً مع ذوبان الثلوج، وعدم قدرة البنية التحتية على استيعاب المياه.
-
نقص
في المواد الأساسية كمواد التغذية والمازوت.
هذه الامور تزداد سوءاً
في الاحياء والمخيمات، وهناك محاولات دائمة لفتح الطرقات بالجرافات، ولكن هذه الجرافات
لا تستطيع الوصول إلى الأزقة داخل مخيم الجليل مثلاً. فمن أجل هذا تحاول الفرق
التطوعية التي شكّلتها حركة حماس تأمينَ بعض الآلات والجرافات الصغيرة لجرف الثلوج
من المخيم وفتح الطرقات، كما تحركى هذه الفرق لتلبية النداءات وسدّ بعض حاجات الناس
ما أمكن.
ويبقى همّ الناس هو تعطّلهم
عن العمل، وهذا يعني عند العمال المياومين خاصة فقدان مصدر الرزق في وقت تزداد فيه
المصاريف، فالكثير من اهالي مخيم الجليل هم من هذه الطبقة.
وتزداد كارثة الموقف على
اللاجئين من سورية، والذين رأيت بأم عيني بعض أطفالهم يتسولون ثمن ربطة خبز من أمام
المساجد، فكيف بهؤلاء الذين يسكنون الخيام؟
الموقف صعب ومقلق، والإمكانيات
ضعيفة!
البلدية تفتح الشوارع الرئيسية
لمدينة بعلبك، وأسمع الآن نداءات استغاثة من قبل المكتب الاجتماعي للجماعة الإسلامية
لنجدة بعض العائلات السورية، ولكن ضمن إمكانيات فردية وضعيفة: ماذا يمكن أن تفعل؟
نحتاج من الجميع
التعاون، فوحدة الموقف الإنساني أهم من الموقف الإعلامي والسياسي.. وهذا مقام
العمل والصبر وتحمّل المسؤولية.. فمن لها؟!