القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 24 كانون الأول 2025

مخيم برج البراجنة: نازحون في البرد

مخيم برج البراجنة: نازحون في البرد

الخميس، 19 كانون الأول، 2013

حل البرد قارساً على الفلسطينيين اللاجئين إلى مخيم برج البراجنة. عاد سامر حربجي (26 سنة) يفكر بالعودة إلى مخيم اليرموك الذي وصل منه قبل أقل من عام. فالغرفة التي يجلس فيها بمساعدة من"اللجان الشعبية" في المخيم والتي كانت مركزاً لـ"فرقة المشعل - مركز الفنون الفلسطينية" عبارة عن جدران وسقف ولمبة لكهرباء لا تصل وثلاثة أو أربعة أغطية وبعض الحاجات الشخصية. يستطيع سامر الذي أصيب في سوريا أن يتحمل برد هذه الغرفة، لكن زوجته وابنته التي ولدت قبل شهرين لا تستطيعان تحمّلها. المياه الساخنة أساسية للطفلة، لذلك تقوم والدتها بتغسيلها لدى صديقة لها داخل المخيم. والتدفئة التي تعتمد على الحرامات لا تكفي طفلة صغيرة في الزمن الذي يموت فيه الأطفال من البرد. لذلك سيحمل سامر زوجته وطفلته ويعود بهما إلى سوريا في أقرب فرصة.

في غرفة ثانية، ليست بعيدة من غرفة سامر الباردة، يتقاسم خمسة شبان فلسطينيين غرفة واحدة استأجروها بالتعاون بين بعضهم البعض. أحمد كيوان (25 سنة) حضر من مخيم النيرب في شباط الماضي ويعمل حالياً في كافيتريا. الشاب الذي حمل شهــــادة في الأدب الإنكليزي يحــــاول أن يجد فرصة في لبنان لمساعدة من بقي من الأهل تحت القصف في سوريا.

الغرفة لا تزيد عن مترين ونصف بثلاثة أمتار، تغيب عنها وسائل التدفئة، وتتسرب مياه الأمطار من شباكها الوحيد. وعندما تنقطع الكهرباء يعتمد الشبان الخمسة الذين تربطهم صداقات وقربى على ضوء القداحات للإنارة لا أكثر. الأكبر سناً بينهم يوسف كيوان (45 سنة) والذي يعمل دهاناً وكان قد وصل قبل خمسة أشهر إلى بيروت يتولى مسألة الطهو للجميع. التدفئة الوحيدة التي يتكل عليها الرجال الخمسة هي الحرامــــات و"النفس" داخل الــــغرفة، ما يعرضهم طوال الوقت لالتقاط أمراض الشتاء من بعضهم البعض. حال هاتين العائلتين يشبه حال نحو 1150 نازحا فلسطينيا لجأوا إلى المخيم، بعضهم سكن لدى أقارب وبعضـــهم استأجر غرفة فيه، بحسب ما يشير عضو"اللجان الشعبية" في المخيم أبو عبد الله العــــطعوط لـ"السفير". ويلفت العطــــعوط إلى أن اللجان تتحرّك ضمن إمكاناتها المحدودة للمســــاعدة قدر الإمكان.

المصدر: السفير