القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

مخيم ضبية: اللبنانيون والفلسطينيون مخالفون

مخيم ضبية: اللبنانيون والفلسطينيون مخالفون


الإثنين، 21 تشرين الأول، 2013

لطالما حسد اللاجئون الفلسطينيون سكان مخيم ضبية. فهو بالنسبة اليهم المخيم الحلم، لانه ببساطة من اكثر الامكنة هدوءا، وترتيباً مقارنة بباقي المخيمات. اول من امس عاد المخيم المنسي الى الواجهة مجدداً، وذلك بعدما حاولت القوى الامنية ازالة بعض المخالفات في البناء. بالطبع يحق للدولة ان تفعل ما تشاء. يحق لها قمع المخالفين، وربما تعتقد انها تملك الحق في تدمير بيوت الفقراء بدون رحمة.

لكن المشكلة الرئيسية مع الدولة ليست في بناء مخالف هنا او هناك، بل هي ابعد من ذلك وتتعلق بحرمان الفلسطينيين من ابسط حقوق الانسان وهو حق التملك. بالطبع اقرار هذا الحق لا يعني في الضرورة تشجيعاً على التوطين، فامتلاك شقة صغيرة لن يدفع مالكها الى التخلي عن فلسطين.

ما جرى يوم السبت الماضي، اعاد تسليط الضوء على ما يواجهه الفلسطينيون ومخيماتهم من مشاكل قانونية. اذ لا يحق للفلسطيني التملك، واذا اراد استصدار تصريح للبناء بشكل شرعي، فهو ممنوع من ذلك، لانه ببساطة لاجئ ممنوع عليه التملك، ما يجبره على مخالفة القانون. لا تنحصر المشكلة برفض اعطاء البلديات تراخيص بناء، اذ إن المشكلة متعلقة بتداخل حدود المخيم مع محيطه، فكما هو معروف لدى البعض، فإن مخيم ضبية ذو وجه لبناني بحت، وعدد سكانه اللبنانيين يعادل الفلسطينيين، حتى ان عدد بعض الفلسطينيين الذين ينتمون الى الاحزاب اللبنانية المسيحية اكثر من اولئك الذين ينتمون الى الفصائل الفلسطينية. هكذا، وبعد اصدار وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال مروان شربل قرارا بحصر ازالة المخالفات بالبلديات «استغل بعض اللبنانيين صداقتهم مع بعض المسؤولين في البلدية للتغاضي عن عملية الاعمار غير الشرعي على حدود المخيم»، كما يقول احد مسؤولي حركة فتح. بالطبع استغل بعض الفلسطينيين ايضاً هذه الفرصة من اجل اعادة ترميم بيوتهم لكن «البعض الاخر بنوا طوابق عدة ومحلات قاموا بتأجيرها، ما اثار غضب الرهبنة المارونية التي تملك ارض المخيم»، كما يقول المسؤول نفسه. بعد ازدياد نسبة العمران غير الشرعي «تحركت القوى الامنية باعداد كبيرة لازالة المخالفات لانه لم يعد بامكانهم التغاضي عن الموضوع».

ويقول مسؤول في الاونروا ان «الجرافات ازالت صباح السبت ثلاث مخالفات، وقد اتفقنا مع القوى الامنية على ايقاف عملية ازالة المخالفات المتبقية الى حين ايجاد حل لها». وقد توجه وفد من ممثلي الفصائل والمدير العام للاونروا في لبنان ان ديسمور الى المخيم للاطلاع على عملية ازالة المخالفات والعمل على ايقافها بالاضافة لزيارة بعض البيوت الايلة للسقوط والتي تحتاج الى ترميم. يذكر انه سيلتقي اليوم وفد من الاونروا والفصائل الفلسطينية مع مسؤولين في الرهبنة المارونية للاتفاق على حل لمشكلة المخالفات.

المصدر: قاسم س. قاسم - الأخبار