مخيم عين الحلوة: انفجار عبوة ناسفة خلال تشييع الضابط في فتح محمد السعدي
الخميس، 05
كانون الأول، 2013
لم يستعد مخيم
عين الحلوة هدوءه الحذر بعد اغتيال الضابط في حركة فتح محمد السعدي يوم الأحد
الفائت، وبقي التوتر سيّد الموقف في المخيم، واستمرت مدارس الاونروا بإقفال أبوابها
وبدت الحركة في الشوارع شبه مشلولة، تخوفاً من إشكالات أمنية.
واللافت أنه
خلال تشييع جثمان السعدي في المخيم بعد ظهر أمس الثلاثاء، تعرض موكب التشييع
لاعتداء، حيث انفجرت عبوة ناسفة على الطريق المؤدي إلى مقبرة درب السيم، ما أدى
إلى إصابة 5 أشخاص، فيما ترددت معلومات عن إصابة محمود عبد الحميد عيسى الملقب
بـ"اللينو" ومرافقه بإصابة طفيفة، وقتل الشاب الذي كان يضع العبوة.
واثر الحادثة،
دارت اشتباكات بين عناصر "فتح" المتمركزين في سوق الخضار وعناصر من جند
الشام بإمرة بلال بدر الموجودين في حي الطيري داخل المخيم.
وأوضح قائد
"كتائب شهداء الأقصى" منير المقدح "ان انفجار العبوة في مخيم عين
الحلوة حصل أثناء تشييع محمد السعدي، وهناك فتى عمره 15 سنة مشوّه، والظاهر انه هو
من وضع العبوة، وقد أرسل إلى المستشفى للتعرف اليه".
واعتبر ان
"هذا العمل الإجرامي يحصل لاول مرة، وهو يستهدف امن المخيم والقضية
الفلسطينية، وهذا عمل اسرائيلي، وكانت كل القيادات الفلسطينية الوطنية والإسلامية
مشاركة في المسيرة"، ولفت إلى ان "هناك من يعمل على توتير الوضع الامني
في المخيم". وإعتبر انه "يمكن ان تكون الجهة التي اغتالت السعدي بالأمس
هي من وضعت العبوة اليوم، وعلى كل القوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية ان تتحمل
مسؤوليتها، وهناك الكثير من الفصائل لا تتصرف بجدية، وفي مثل هذه الحالات يجب
تشكيل لجنة طوارئ، ويجب ان نأخذ اجراء سريعاً ضد اي جهة تتبيّن مسؤوليتها عن
الموضوع".
ودعا إلى
"الضرب بيد من حديد لاعادة الامن والاستقرار إلى المخيم، وامن المخيم من امن
الجوار، لان الجوار معني بأمن المخيم".
وكان عدد
القتلى في مخيم عين الحلوة ارتفع الثلاثاء إلى اثنين، بعد وفاة ابراهيم عبد الغني
متأثراً بجراح كان اصيب بها نتيجة رصاص طائش اطلق في المخيم استنكاراً لاغتيال
السعدي، الذي قبلت عائلته تشييعه عصراً في المخيم بعد وساطات قام بها قائد الأمن
الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب لدى العائلة التي كانت رفضت دفن
ابنها الا بعد الاقتصاص من قاتله.
بدوره، قال
اللواء ابو عرب "هناك من يعمل على ضرب امن المخيم ويعمل على ايقاد نار الفتنة
وهؤلاء مرتبطون بأجندات خارجية. وتعمل لجنة المتابعة ولجنة التحقيق وبدعم من
القيادة السياسية الموحدة على كشف قتلة الشهيد محمد عبد الحميد السعدي واصبح لديها
خيوط وبدأت تتكشف الامور وسنتابع حتى كشف الجاني لتقديمه للعدالة لينال عقابه.
والجريمة البشعة لا تستهدف آل السعدي فقط، بل تستهدف المخيم وامنه واستقراره
وتستهدف القضية الفلسطينية وعائلة ال السعدي عائلة فتحاوية عريقة قدمت الشهداء من
اجل فلسطين".
إلى ذلك، عقدت
قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان إجتماعاً طارئاً لبحث الاوضاع
الأمنية في المخيمات الفلسطينية عموماً وفي مخيمي عين الحلوة وشاتيلا والبداوي
خصوصاً، وأكدت أن "عملية الإغتيال الجبانة التي تعرض لها أحد كوادر
"فتح" في مخيم عين الحلوة هي عملية مشبوهة تستهدف زعزعة الأمن
والإستقرار في المخيم وكذلك الوحدة التي تحققت بين كافة القوى والفصائل الوطنية
والإسلامية الفلسطينية.
وثمّنت القيادة
السياسية جهود اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا ولجنة المتابعة الوطنية
والإسلامية في مخيم عين الحلوة، وأكدت على خطواتها وتوجهاتها لمتابعة التحقيق
للكشف عن منفذي الإغتيال ومن يقف خلفه لتقديمهم للقضاء اللبناني للاقتصاص منهم.
وأكدت القيادة
السياسية أن ما جرى في مخيم شاتيلا، حادث أمني فردي مدان، ليس له أي ارتباطات
سياسية فلسطينية، وبالتالي فإن منظمة التحرير الفلسطينية ترفع الغطاء عن كل من
يعبث بالاستقرار الأمني داخل المخيم وخارجه. وتحرص قيادة المنظمة على تجنيب
المخيمات الفلسطينية عن الحوادث الأليمة والدامية التي تجري في مدينة طرابلس في
شمال لبنان، وتستنكر عمليات القنص التي استهدفت مخيم البداوي، ما أدى إلى سقوط
شهيدين وعدد من الجرحى الابرياء. وأهابت القيادة السياسية "بكافة القوى
الوطنية والإسلامية واللجان الأمنية والشعبية وبجماهير شعبنا في لبنان الوقوف صفاً
واحداً لمواجهة كافة المشاريع المشبوهة التي تستهدف أمن مخيماتنا واستقرارها
وعلاقتها مع الجوار".
المصدر: القدس
العربي