القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

مرارة النزوح تحرم فلسطينيي سورية من بهجة عيد الفطر

مرارة النزوح تحرم فلسطينيي سورية من بهجة عيد الفطر


توفيق حجير: خاص – لاجئ نت

أجواء التحضيرات لعيد الفطر للاجئين الفلسطينيين من سورية إلى لبنان يختلف طعمها عن أجواء الاحتفالات عما كانوا عليه قبل الأزمة السورية، فحالهم وخصوصاً خلال فترة الأعياد، كحال أي لاجئ يتمنى العودة الآمنة إلى بيته فالغصة هي نفسها في كل عيد، فبدلاً من أن يحتفلوا بقدوم العيد مزينين بالثياب الجديدة، ها هي الأجواء الاحتفالية والتحضيرات للعيد تمر عليهم مرور الكرام، فأجواء الفرحة والبهجة التي تعم في المناسبات والأعياد لم يشعر بها اللاجئون الفلسطينيون من سورية طالما هم لا يشعرون بالأمن والاستقرار في لبنان، وسط ظروف اقتصادية واجتماعية وأمنية صعبة، فيطل عليهم العيد خجولاً وتغيب عنه ملامحه معاني السرور والفرحة لعدم استطاعتهم تلبية الاحتياجات لذويهم.

ويبدو للبعض أن العيد هو نفسه وإن تغيرت الجغرافيا، أو تغير الجيران إلاّ أن التجربة التي يعيشها الإنسان هي الحكم، والمفصل الذي تبلج عنه حقائق المشاعر الإنسانية، والظروف وطبيعتها هي التي تحدد مشاعرنا تجاه الفرح والمناسبة.

شبكة "لاجئ نت الإخبارية" استمعت لأحاديث العديد من فلسطينيي سورية عن العيد وكيف استقبلوه، وأبرزت ألامهم وأمالهم، فالعيد يأتي وتزداد أحوالهم أسى وصعوبة، وإجراءات الأونروا بتقليص المساعدات عن البعض، زادتها مأساوية وصعوبة، حسب ما يروي أحمد علي، وهو النازح الفلسطيني إلى مخيم عين الحلوة قائلاً "استقبل هذا العيد بمرارة اللجوء والحرمان من العمل، وكيف يكون حال من لا عمل له، أنت لا تستطيع تأمين أدنى متطلبات الحياة من طعام وشراب. لقد عجزنا عن إدخال الفرح والسرور لأطفالنا وهذا أكثر شيء ممكن أن يكسر الأب".

ويروي أبو إياد طه ملخصاً معاناته بعد مرور سبع سنوات من اللجوء إلى مخيم عين الحلوة قائلاً " لقد ضقنا ذرعاً بسبب اللجوء القاسي لعدم وجود العمل الذي هو أساس معيشة الإنسان، ومساعدة الأونروا لا تغني ولا تسمن من جوع وهي عبارة عن فتات وذرّ للرماد في العيون"، مضيفاً "طوال سبع سنوات في لبنان عشنا معاناة مركبة وأوضاعاً قاسية وصعبة يعجز عنها التعبير، ولا سيما الاستشفاء وثمن الدواء والغذاء واللباس، وأننا نفتقد إلى أبسط متطلبات الحياة الإنسانية في هذا العيد الذي يمر مثله مثل كل الأيام المرة، حيث لا نستطيع أن نميز بين العيد وغيره من باقي الأيام، بل إن العيد أشدّ مرارة بسبب فقدان المال اللازم لشراء ما يلزم من أكل او لباس جديد او دواء او حلوى او اللحم كباقي الناس".

بدوره اللاجئ الفلسطيني من سوريا أبو معتصم من مدينة صيدا يقول: استقبل العيد وقد حرمت من العمل وتم إغلاق محلي الذي اترزّق من خلاله و تم حجز أوراقي وختم عليها ترحيل، استقبل هذ العيد بتقييد حركتي وثقل إيجار المنزل وانقطاع اشتراك الكهرباء بسبب عدم تسديد الفواتير لمدة 3 أشهر وصاحب الاشتراك لم يمهلنا لنهاية رمضان ليكون سحورنا وافطارنا على الشموع، وأقف عاجزاً أمام أطفالي عن شراء حاجات العيد..

أما أبو عباس من البقاع فيقول مع مرور السنة تلو السنة ونحن في اللجوء ومع اقتراب العيد نحن نفقد فرحة العيد لأننا مثقلون بالهموم، وإذا كانت الأعياد فرصة للاحتفال والفرح فإنها تمر علينا بحرقة وغصة، فالأحوال صعبة والأوضاع المعيشية تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، حتى الأعياد لم يعد لها طعم بعيداً عن أرضنا وأهلنا وأحبابنا، من أين يأتي الفرح ونحن في كل يوم نموت ألف مرة من المعاناة التي نمر بها، ولولا انه عيد رب السماء الذي أمرنا به لمرّ كما يمر أي يوم دون أن نقف عنده..

فيما محمد عوض من منطقة وادي الزينة يقول يكفينا أننا نستقبل العيد بمرارة الغربة والبعد عن جميع الأهل والأصحاب، وزادت معاناتي هذا العيد انني قد خسرت إقامتي في لبنان وتم حجز أوراقي والسبب أنني اعمل لكي أسدّد بعض الاحتياجات اليومية.

أما بهاء الخالدي من منطقة بعلبك يقول: "بعد مرور سبع سنوات على لجوء الفلسطيني السوري إلى لبنان، أيام ونستقبل عيد الفطر المبارك، فالعيد هدية من الله ولكن استقبالنا له هذا العام لا طعم له سوى تجهيز اللباس اللازم لأطفالنا أسوة بغيرهم. كنا نستقبل العيد بسوريا ببهجة وسرور، فكنت أبدأ بمعايدة والدي ووالدتي ومن بعدها أخواتي وإخواني ثم الأصحاب والأقارب والأحباب. أما الآن فأنا لا استطيع معايدة والدي سوى على الجوال ووالدتي توفاها الله في الـ25 من رمضان الماضي وحرمت من رؤيتها، وإخوتي منهم من أصبح في ألمانيا وفي الدنمارك ومنهم بقي في سوريا وأما عن الأصحاب والأحباب فلا يجمعنا اليوم سوى الواتس اب.

وإن تكلمنا عن الأمور المعيشة فمعظم اللاجئين الفلسطينين القادمين من سوريا يعانون من شبه انعدام للعمل في لبنان، وفي بعلبك خاصة بسبب توقف رخص البناء في مدينة بعلبك وأغلب اللاجئين هم من الطبقة العاملة التي تعاني من شحّ العمل وعدم تحصيل الأجور في كثير من الأحيان وأسأل الله الفرج للجميع.