مركز الزيتونة يحتفل بإصداره الكتاب الأكاديمي المائة
احتفل مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت بإصدار كتابه المائة ضمن مجموعة كتبه العلمية والأكاديمية، مع صدور كتاب "الوثائق الفلسطينية لسنة 2009"، والذي جاء الخامس على التوالي ضمن سلسلة الوثائق الفلسطينية التي بدأ صدورها منذ سنة 2005.
ويضاف احتفال مركز الزيتونة بإصداره المائة إلى رصيد زاخر بالإنتاج، نوعاً وكمّاً، مكّنه من تحقيق مكانة مرموقة بين مراكز الدراسات في العالم العربي والإسلامي، وفي أوساط الباحثين والأكاديميين، والتقدم إلى موقع ريادي في مجال الدراسات الفلسطينية.
ويتضمن هذا الرصيد الإنتاجي، والممتد على ثمان سنوات، عقد 26 مؤتمراً وحلقة نقاش تميزت على مستوى التنظيم ومستوى الأوراق المقدمة فيها، وإصدار أكثر من 2650 عدداً من نشرة "فلسطين اليوم" الإلكترونية دون انقطاع، وحوالي 80 ترجمة ضمن سلسلة "ترجمات الزيتونة"، ونحو 50 تقديراً استراتيجياً لأبرز القضايا المستجدة على ساحة القضية الفلسطينية، والكثير من الدورات التدريبية والاستشارات العلمية، عدا عن عشرات المقالات، ومئات المقابلات مع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمطبوعة.
وبالعودة إلى كتاب الوثائق الفلسطينية، فهو يحوي 309 وثائق، ترسم -في 862 صفحة من القطع المتوسط- خريطة الأحداث المتنوعة التي ارتبطت بالقضية الفلسطينية في سنة 2009، والتي شهدت تطورات مهمة على كافة المستويات الداخلية والإقليمية والدولية، بحيث تعكس صورة موضوعية وشاملة ومتوازنة عنها.
وقد تنوعت الوثائق التي شملها الكتاب ما بين وثائق مكتوبة وبيانات وتصريحات لوسائل الإعلام ومحاضر اجتماعات وقرارات ومقابلات مع شخصيات مؤثرة في مسار أحداث القضية الفلسطينية، تناولت استمرار حالة الانقسام والشرعية المنقوصة في الساحة الفلسطينية في سنة 2009، بالإضافة إلى استمرار مسلسل الاعتداءات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، من خلال الحرب الشرسة التي شهدها قطاع غزة مطلع سنة 2009، والتي سماها الاحتلال عملية "الرصاص المصبوب" ، وتصدي المقاومة الفلسطينية لها، واستمرار الحصار الإسرائيلي على القطاع، وحملات التنكيل والاعتقال بأهالي الضفة الغربية.
كما تناولت استمرار قيادة منظمة التحرير الفلسطينية في المفاوضات مع "إسرائيل"، في الوقت الذي استمرت فيه عمليات التهويد في القدس وتوسع الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية، واستمرار التنسيق الأمني بين أجهزة السلطة الفلسطينية و"إسرائيل".
ومن جهة أخرى، تطرقت إلى استمرار حالة الضعف والعجز العربي والإسلامي، مع مواصلة الولايات المتحدة قيادة الحراك الدولي المتعلق بالقضية الفلسطينية، بصورة لا تختلف عن دورها المعهود في دعم "إسرائيل" والانحياز لها.
ويضم الكتاب في صفحاته الأخيرة فهارس الأسماء والأماكن والمنظمات والمؤسسات والمؤتمرات والاتفاقيات والمبادرات، بما يسهّل على الباحثين الوصول إلى الوثائق التي تهمهم في إعداد بحوثهم ودراستهم.
ويعد كتاب الوثائق الفلسطينية أحد أهم الكتب الدورية التي يصدرها مركز الزيتونة، معتمداً آلية دقيقة في اختيار الوثائق وتصنيفها وفق أهميتها، ودورها في بيان خريطة الأحداث والتطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية خلال السنة معرض التوثيق، بالإضافة إلى الحرص على مراعاة التوازن للقوى المؤثرة والفاعلة فلسطينياً وعربياً وإسلامياً وإسرائيلياً ودولياً، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة مراعاة الوزن النسبي للقوى والشخصيات الفاعلة، ودرجات تأثيرها وأدوارها، ومدى بعدها وقربها من عملية صناعة أحداث السنة.
وتبرز أهمية الكتاب، الذي استغرق إعداده نحو سنة من العمل المتواصل، في تأمينه مادة مرجعية للقضية بجميع جوانبها وتطوراتها، ليسهم بذلك في إغناء المكتبة الفلسطينية بالكتب المرجعية التي تخدم الباحثين والمهتمين بالدراسات الفلسطينية، فضلاً عن الجامعات ومراكز الأبحاث ومؤسسات الدراسات.
المصدر: مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات