مسيرة القدس العالمية الى قلعة الشقيف لا الحدود الجنوبية: رسالة بلا دماء
الثلاثاء، 27 آذار، 2012
حسم الجيش اللبناني قراره بعدم الموافقة على السماح للمشاركين في "مسيرة يوم القدس" العالمي التي تنوي القوى والفصائل الفلسطينية في لبنان تنظيمها يوم الجمعة في الثلاثين من آذار الجاري لمناسبة يوم الارض تزامنا مع مسيرات مماثلة في دول الطوق.. بالتوجه الى الحدود الجنوبية او الى اي من المناطق اللبنانية جنوب الليطاني.
أبلغت مصادر لبنانية وفلسطينية "صدى البلد"، ان الجيش اتخذ هذا القرار نظرا لدقة الاوضاع السياسية اللبنانية داخليا ومنعا لزج الفلسطينيين في تجاذباتها، والأمنية جنوبيا بعد اعتراض واضح من قوات الطوارىء الدولية المعززة "اليونيفيل" خشية وقوع اشكالات مع جنودها او على الحدود مع تهديد قوات الاحتلال الاسرائيلي باطلاق النار على اي مشارك قد يصل الى الشريط الشائك وبالتالي حرصا على عدم خرق القرار الدولي 1701 وقطع الطريق على تكرار ما حدث في مارون الراس في ذكرى نكبة فلسطين العام الماضي من مواجهات حيث سقط فيها 8 شهداء واكثر من 100 جريحا.
واكدت ان الجيش اللبناني رخص للمسيرة بالتوجه الى "قلعة الشقيف" في محافظة النبطية خلافا لما تردد من امكانية السماح لها بالتوجه الى واحدة من خمس نقاط تجمع هي الشريط الشائك في مارون الراس او بوابة فاطمة، الناقورة او ملعب بنت جبيل او سهل الخيام.. وان اجتماعا امنيا مصغرا عقد في سراي النبطية الحكومي شارك فيه محافظة النبطية محمود المولى ومدير فرع مخابرات الجيش اللبناني في النبطية العقيد شعبان وقائد سرية درك النبطية العقيد علي هزيمة حيث جرى وضع خطة امنية لسير المسيرة وحفظ أمنها.
بالمقابل، لم تعترض القوى الفلسطينية واللجنة المنظمة والمشرفة على المسيرة على هذا القرار، واكد مصدر مسؤول لـ "صدى البلد" ان الهدف منها ايصال رسالة مؤداها التمسك بالارض الفلسطينية وبحق العودة ورفض التوطين وليس افتعال اي مشاكل او خرق القرار الدولي 1701 او احراج اي من القوى اللبنانية السياسية او الامنية طالما اعلن الفلسطينيون بمختلف انتماءاتهم السياسية الوطنية والاسلامية حرصهم على الامن والاستقرار والسلم الاهلي وعدم الدخول في التجاذبات اللبنانية الداخلية.
هذا ونفت حركة المقاومة الاسلامية "حماس" ان تكون قد اتخذت قرارا بعدم المشاركة في المسيرة بعدما رفضت السلطات اللبنانية السماح لها بالتوجه الى الحدود الجنوبية وقال ممثل "حماس" في لبنان علي بركة في اتصال مع "صدى البلد" ان "الحركة" اتخذت قرارا معاكسا تماما بالمشاركة الفاعلة في المسيرة وقد قام وفد من اللجنة المنظمة بزيارتنا واتفقنا على كافة التفاصيل التي تضمن المشاركة الفاعلة والنجاح وايصال الرسالة المطلوبة "ان الشعب الفلسطيني متمسك بالارض وبالعودة ورفض التوطين" ونضيف عليها عنوان اخر انقاذا للاقصى، مشددا ان المسيرة السلمية سترفع صوتها في وجه الاحتلال الاسرائيلي باننا لن نسكت عن الحق ابدا وسنعود ونحرر الارض.
برنامج المسيرة
ومن المقرر ان ينطلق المشاركون من صيدا عند الثامنة صباحا الى قلعة الشقيف، بينما يقوم "مئة مشارك في المسيرة بالتوجه سيراً على الاقدام من مخيم عين الحلوة الى صور لتسليم الامم المتحدة واليونيفيل كتابا يؤكد على حق الشعب الفلسطيني العودة الى ارضه ويشدد على رفض التوطين" وسيتخلل الاحتفال بالقلعة اقامة صلاة الجمعة والقاء ثلاث كلمات لكل من "منظمة التحرير الفلسطينية" وحركة "فتح" والقوى الوطنية والاسلامية اللبنانية وفصائل التحالف الفلسطيني، اضافة الى مهرجان فولكلوري فلسطيني لبناني وقد بدأ تسجيل أسماء المشاركين عند اعضاء اللجنة.
وأكت مصادر امنية لبنانية ان هذا اليوم سيواكبه الجيش والقوى الامنية اللبنانية لتوفير الحماية للمشاركين في المسيرات على الطرقات الممتدة الى قلعة الشقيف كذلك بتمين المهرجان والاحتفالات التي ستقام على ارض القلعة.
المصدر: جريدة البلد – موقع القضية