مشعل: نعيش انتفاضة حقيقية
وعلى الفصائل دعمها وحماس مستعدة لمعالجة ملفات المصالحة

الثلاثاء، 08 كانون الأول، 2015
نشر
موقع الجزيرة.نت، الدوحة، 6/12/2015، أن خالد مشعل،
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، قال إن ما تعيشه القدس والمناطق الفلسطينية
المختلفة انتفاضة حقيقة، وأكد استعداده للقاء مع حركة فتح لمعالجة كل ملفات
المصالحة الفلسطينية دون انتقاء. وقال مخاطباً القيادة الفلسطينية إن "هذه
لحظة تاريخية ولا بد من سند لانتفاضة القدس"، ودعا فتح وغيرها من التنظيمات
الفلسطينية إلى تبني الانتفاضة اليوم، مشيراً إلى أنها "تشكو من غياب الأبوة
القيادية والسياسية"، ومؤكداً أن هناك تردداً من بعض الجهات في الانخراط
فيها.
وأكد
مشعل، في برنامج لقاء خاص الذي استضافته فيه قناة الجزيرة، أن دماء الشهداء على
الأرض أوقفت مشروع تقسيم الأقصى، موضحاً أن "المشهد اليوم هو مشهد انتفاضة
رغم اختلاف الناس على المصطلح". وأشار إلى أن ما يحدث هو جوهر النضال وجوهر
المقاومة، وأنه انتفاضة توحد عليها الشعب في القدس وفي مدن الضفة ومخيماتها، وحتى
في غزة بالرغم من عدم وجود الاحتلال وكذلك في مناطق الـ 48.
ويرى
مشعل أن نمط هذه الانتفاضة مختلف عن الانتفاضات السابقة، كما كان يتغير النمط مع
كل مرحلة، مضيفاً "هذه انتفاضة حقيقية". وقال إن جيل الشباب اليوم انتفض
عندما رأى الأقصى يهدد بالتقسيم ورأى عربدة المستوطنين ورأى كل الآفاق مسدودة،
ورأى الضفة غاب عنها الفعل النضالي سنوات طويلة، وأدرك بوعيه أنه لا بد من امتلاك
زمام المبادرة.
وقال
إن هذه الانتفاضة أعادت القضية الفلسطينية إلى الأذهان، ودعا الفصائل السياسية
-وخاصة حركة فتح- إلى الانخراط فيها، وأكد أن حماس منخرطة فيها، وقال "قرارنا
في حماس سنمضي في هذه الانتفاضة حتى النهاية". وقال مشعل "أوجه دعوة لكل
القوى أن تساند هذه الانتفاضة التي توجه ضد عربدة المستوطنين"، وأكد أن
الانتفاضة ستستمر ما دام الاحتلال موجوداً.
وقال إن غزة مصرة على أن تكون في معركة القدس على الرغم من
ظروف الحصار وجراح الحروب السابقة، مؤكداً أن التخلي عن خيار المقاومة يضيع القدس.
وأوضح أنه "أمام الأقصى والقدس والاستيطان والاحتلال وتهديد المشروع الوطني
الفلسطيني لا بد أن نضحي بكل شيء"، ويبقى -بحسب رأيه- أن يتكاتف الجميع وأن
تتحمل القيادة الفلسطينية مسؤوليتها ويشعر الجميع أنه قادر.
وقال
إنهم في حماس دعوا إلى لقاء إطار قيادي مؤقت لبحث "كيف ندير الانتفاضة وكيف
نبني استراتيجية وطنية نضالية مشتركة وكيف نعالج ملفات الانقسام"، وما يستتبع
ذلك من تسلم الحكومة الفلسطينية لكل مهامها في الضفة وفي غزة.
وقال
إن حماس مستعدة للقاء مع فتح لمعالجة كل ملفات المصالحة الفلسطينية دون انتقاء،
ودعا حكومة السلطة الفلسطينية لإدارة معبر رفح دون المس بالموظفين.
ونفى مشعل أن تكون حماس قد اصطفت يوماً مع محور في المنطقة
ضدّ آخر، وقال إنها كانت على الدوام تؤمن بمركزية فلسطين وأن قضية فلسطين هي أولى
القضايا التي يمكن أن تجتمع عليها الأمة.
ودعا
القادة العرب والمسلمين إلى "تحمل مسؤوليتهم تجاه القضية الفلسطينية"،
وقال إن استراتيجية حركته هي أن تنفتح على الجميع، وأكد أنهم طرقوا أبواب الجميع
"ومن يفتح الباب نحن ندخل منه".
وقال
إنهم بعد الربيع العربي لم يقطعوا العلاقة مع أحد، وأكد أن علاقتهم كانت قوية مع
قطر وتركيا، وأن هذه العلاقات ليست جديدة، كما كانت قوية مع إيران وسورية.
وأضاف
موقع حركة حماس، 6/12/2015، أن خالد مشعل ذكر
أن "ما يجرى في فلسطين المحتلة هو انتفاضة رغم غياب بعض الملامح النمطية
باعتبار أن جوهر المقاومة متحقق وتوحد عليها شعبنا كما لم يتوحد على شيء
آخر". وأضاف "نحن لا نركب موجات غضب بل نصنع موجات نضالية والانتفاضة
حالية جاءت بمبادرة من الجيل الفلسطيني وتراكم لجهد حماس وباقي الفصائل".
ولفت مشعل إلى أن الانتفاضة الحالية "أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة
وأكدت أنه حتى لو انسحبت الأطراف كافة من هذه القضية فإن شعبها لن ينسحب منها".
ووصف مشعل تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بأن
استمرار الانتفاضة سيؤدي إلى انهيار السلطة الفلسطينية بأنه كذب، مؤكداً أن
الانتفاضة فرصة استثنائية على القيادة استغلالها. ونبه إلى أن مسيرة مفاوضات التسوية
لم تحقق أي شيء للشعب الفلسطيني بالرغم من أنها أعطيت كل الفرص "بالتالي لا
يعقل تكرار نفس المنتج الفاشل في ظل المكاسب الاستراتيجية للمقاومة
وبرنامجها".
وطالب
مشعل الحكومة الفلسطينية بإدارة معبر رفح والشريط الحدودي مع مصر على قاعدة
الشراكة وليس الإحلال والإبدال. واستغرب مشعل سياسة الانتقاء في المسؤوليات مشدداً
على أن الحكومة الفلسطينية مسؤولة عن معبر رفح وكذلك هي مسؤولة عن ملفات الحصار
والإعمار وعن 40 ألف موظف لا يتقاضون رواتبهم.
وأكد
خالد مشعل على ضرورة انعقاد الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية
لمناقشة المستجدات على الساحة الفلسطينية متسائلاً، "إذا لم نلتق الآن فمتى
نلتقي؟".
وتابع:
"عُرض علينا أن نجلس معاً في ضيافة ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز
ووافقنا، لكن حركة فتح رفضت". وجدد مشعل استعداد قيادة حماس للالتقاء بفتح في
أي مكان من أجل معالجة ملفات المصالحة الفلسطينية كافةً دون انتقاء.
وأكد
مشعل أن حركة حماس لم تصطف في تاريخها مع محور ضد آخر، ولا زالت تتبنى هذه
الاستراتيجية. لأن حماس تؤمن بمركزية قضية فلسطين.
وخاطب
مشعل القيادة السعودية وخادم الحرمين الشريفين أن تتصدر الموقف العربي والإسلامي في
أن تضع القضية الفلسطينية على الطاولة.
وقال
مشعل أن هناك بوناً شاسعاً بين مقاومة حماس والشعب الفلسطيني للاحتلال وبين
الإرهاب مضيفاً أنه لا يحق للأمريكان ولا للشرق أو الغرب "أن ينصف على
كيفه".
وأوضح
أن المقاومة الفلسطينية انتصرت في الاختبار الأخلاقي "فمقاومونا رفضوا قتل
الأطفال بينما الجنود والمستوطنون حرقوا محمد أبو خضير وعائلة الدوابشة".
وأدان
مشعل أي عملية قتل طائشة مبنية على الخلاف في الدين والعرق والمواقف السياسية،
موضحاً أن قتل الأبرياء لا يصح لا ديناً ولا خلقاً، "لكن إلصاق تهمة الإرهاب
بالإسلام لا يصح لأن كل المجتمعات والأديان تظهر فيها حركات تطرف". وتساءل:
"أيصح أن تقرأ ظاهرة تنظيم الدولة وغيرها بعيداً عن الاحتلال الإسرائيلي،
وبعيداً عن الإقصاء الطائفي في المنطقة وعن الدكتاتوريات التي تمارسها بعض
الأنظمة؟" مؤكداً أنه من الطبيعي أن تظهر حركات خاطئة عندما تحشر الشعوب في
الزاوية.
وطرح
مشعل في حواره تساؤلا آخر: "لماذا العالم يتقاطر من أجل عشرات من الضحايا
الذين ندين قتلهم في باريس أو غيرها، ومئات الشهداء في فلسطين والساحات العربية لا
أحد يسأل عنهم؟".
وجاء
في موقع صحيفة القدس، القدس، 6/12/2015، من رام الله، أن
خالد مشعل دعا السلطة الفلسطينية للانخراط في الانتفاضة والوقوف إلى جانب الشعب
الفلسطيني وحمايته. ودعا الرئيس محمود عباس لاستغلال ما وصفها بـ"اللحظة
التاريخية" وإسناد "الانتفاضة" خاصةً وأن مشروع التسوية السياسية
أثبت فشله على مدار عقود من الزمن. ووصف مشعل، حركة فتح بأنها "صاحبة تاريخ
نضالي كبير وطويل".