الأربعاء، 19 كانون الأول، 2012

أكدت مصادر فلسطينية لـ "صدى البلد"، عن حركة نزوح كثيفة من مخيم اليرموك في سوريا الى مخيمي عين الحلوة والمية ومية حيث وصل اليهما اكثر من 250 عائلة نازحة ضمن نحو 600 عائلة وصلت الى لبنان في غضون اليومين الماضيين ليرتفع العدد الى اكثر من 2800 عائلة منهم في منطقة صيدا نحو 800 عائلة ومثلها في منطقة صور. موجة النزوح هذه في ظل ما يتعرض له مخيم اليرموك من حصار عسكري وقصف مدفعي وآخرها جوي من الطيران الحربي السوري اثار القلق الفلسطيني في لبنان من ازدياد اعداد النازحين في الايام القليلة المقبلة وسط مخاوف وتساؤلات بدأت تطرح هل يتحول اليرموك الى "نهر بارد" جديد ويتكرر ذات السيناريو وفق ما نقل النازحون من اخبار ميدانية، حيث تغلغل الجيش السوري الحر في احيائه وازقته بينما يقوم الجيش النظامي بقصفه وحصاره وبينهما تترك العائلات منازلها الى اماكن اكثر أمنا فتتوزع بين الميدان ولبنان.

وعبر اكثر من مسؤول فلسطيني عن هذا القلق في ظل عدم قدرة القوى والفصائل الفلسطينية على تلبية احتياجات النازحين وتأمين المسكن والمأكل ما يطرح مشكلة اغاثة كبرى دعا البعض ازائها الى اعلان حالة الطوارىء الاغاثية وتفكيك اي مشاكل والبعض الآخر الى تصعيد التحرك الاحتجاجي لاجبار وكالة "الاونروا" على تحمل مسؤولياتها على اعتبارها المعنية برعاية شؤون اللاجئين واغاثتهم مرورا بمؤسسات الامم المتحدة وصولا الى الحكومة اللبنانية.

وقد دقت القوى واللجان الشعبية الفلسطينية للقوى الوطنية والاسلامية في عين الحلوة أمس ناقوس الخطر من تفاقم المشكلة ونظمت اعتصاما امام مكتب الاونروا في صيدا شاركت فيه العشرات من العائلات الفلسطينية النازحة رجالا واطفالا ونساء الذين يافطات تؤكد على ضرورة الرعاية ومنها "من حقي ان احصل على مأوى"، "من حقي ان اعيش مثل زملائي" "من المسؤول عن اللاجئين الفلسطينيين في الشتات ـ الاونروا".

وقال المسؤول الاعلامي للجان الشعبية الفلسطينية ابو وائل كليب ان الاونروا مسؤولة عن اغاثة النازحين من سوريا ولا يجوز ان تبقى هكذا تلتزم سياسة الصمت وعدم المبالاة اتجاههم ويطرح هذا التقصير علامات استفهام كبيرة.

ودعا خالد زعيتر باسم اللجان الشعبية في تحالف القوى الفلسطينية الى اوسع حملة للضغط على الاونروا للقيام بواجبها، قائلا اننا ندق نتقوس الخطر امام تزايد عدد العائلات القادمة من سوريا ونقول لوكالة الاونروا كفاك تفرجا على معاناة اللاجئين الفلسطينيين وما خطوة اليوم الا واحدة ستليها خطوات اذا لم تقم الاونروا بواجبها.

وتساءل ابو هاني الموعد باسم اللجان الشعبية في "منظمة التحرير الفلسطينية" الى متى سيبقى الصمت وعدم تحمل المسؤولية بالعمل على ايجاد الموارد المالية اللازمة لدعم ومساعدة النازحين، محذرا من الاستمرار بهذا النهج ما يؤدي الىتصعيد التحركات الجماهيرية.

وقال ابو اسحاق المقدح باسم اللجان الشعبية للقوى الاسلامية ان الصمت لم يعد يطاق ويجب ان نرفع الصوت عاليا وسريعا من اجل تخفيف معاناة اهلنا النازحين من سوريا وإجبار وكالة "الاونروا" على تحمل مسؤولياتها كاملة بالرعاية والاحتضان.

وتلا ممثل "حركة الجهاد الاسلامي" في فلسطين عمار حوران مذكرة باسم المعتصمين تساءل فيها الى متى ستبقى الاونروا تضرب بعرض الحائط نداءات الاستغاثة عبر المذكرات والاعتصامات التي قامت بها اللجان الشعبية والنازحين وعليه ندعو الاونروا الى القيام بواجبها وتدارك هذه الازمة حتى لا نصل واياها الى حائط مسدود اتجاه النازحين الفلسطينيين من سوريا.

مذكرة بالمطالب

ثم سلم امين سر لجنة المتابعة عبد مقدح ابو بسام باسم المعتصمين المذكرة الى مدير "الاونروا" في صيدا محمود السيد ومنه الى مدير "الاونروا" في لبنان ان ديسمور تتضمن مطالبهم تجاه النازحين من مخيمات سوريا وابرزها تأمين السكن الملائم او بدل الايجار، تأمين الفرش والاغطية ومواد التنظيف، توزيع حصص تموينية بشكل منتظم، مساعدة العائلات التي تستضيف عائلات نازحة، العمل على احصاء الحالات المرضية ومتابعتها وتسهيل اجراءات الاستشفاء ومتابعة الطلاب لتحصيلهم العلمي.

المصدر: البلد | محمد دهشة