مطالبة الشباب الفلسطيني بالهجرة:
"عفوي" أم "منظم" لشطب حق العودة؟

الثلاثاء، 11 شباط، 2014
انشغلت الأوساط الفلسطينية في لبنان في متابعة
تفاصيل الاعتصامات الشبابية التي نظمت في مخيمات عين الحلوة، برج البراجنة ونهر
البارد في توقيت واحد، للمطالبة بالهجرة الى الدول الاوروبية كتعبير عن موقف
استيائي لتردي اوضاعهم وانعدام فرص العمل، وقد رفعوا اعلام عدد من الدولة وكتبوا
تحتها "نعم للهجرة".
الاعتصامات الثلاث التي تعتبر سابقة خطيرة في
تاريخ المخيمات، طرحت تساؤلات كبيرة هل هي تحركات "عفوية" أم
"منظمة"، تهدف الى دفع جيل الشباب نحو المزيد من اليأس والاحباط تمهيدا
للهجرة وشطب حق العودة في توقيت تقف فيه القضية الفلسطينية على مفترق طريق خطير
امام التطورات السياسية العالمية الجديدة التي ترسم خارطة جديدة، ومع الربيع
العربي والاحداث الامنية في بعض الدول العربية التي جعلت المخيمات في مهب رياح
التدمير او التهجير.
وجهة نظر الشباب المعتصمين تبرر الامر بانه يأتي
في سياق "الضغط الذي يولد الانفجار" من تردي الاوضاع الامنية
والاجتماعية والمعيشية، في ظل اهمال وتقاعس المسؤولين الفلسطينيين عن تحقيق
مطالبهم في حياة كريمة، وقد زاد "الطين بلة" الامن المفقود في بعض
المخيمات وتحديدا في عين الحلوة بعد عمليات الاغتيال المتنقلة والمتواصلة استهدافا
الى جر المخيمات الى اتون الفتنة وفق ما قال الشاب محمد"، الذي اضاف ناهيك عن
النواحي الاجتماعية والاقتصادية وتأثيراتها على الجوانب الصحية والتعليمية بفعل
قوانين الدولة اللبنانية المضيفة المجحفة اللانسانية وغياب النضال الحقيقي في وجه
هذه القوانين او من خلال التراجع المخيف بسبب نقص التمويل في خدمات وتقديمات وكالة
الاونروا والاداء القاصر لفصائل العمل الوطني والقوى السياسية باطيافها المختلفة
العاجزة عن حماية المخيمات والتصدي الحقيقي للسياسات الاتية من جهات مختلفة ابتداء
من صيانة حق العودة باعتبار عنوان وطني الى تحسين الخدمات مرورا بشكل خاص بالاحداث
والاغتيالات الامنية التي تفتح واقعنا الى افات مجهولة وخطيرة، يلخص
"المطالبة بالهجرة طوعا افضل من التهجير القسري".
بالمقابل، اكد قياديون فلسطينيون، ان الخطوة غير
بريئة، وغريبة عن الثقافة الفلسطينية المقاومة، وتحمل في طياتها مشروع مشبوه
لتصفية حق العودة، متسائلة هل صدفة تنظيم اعتصامات في ثلاث مخيمات في ذات الوقت
ونفس المطالب، وهل صدفة رفع جميع اعلام الدول الاوروبية والغربية باستثناء العلم
الفلسطيني، وهل صدفة ان ترتفع وتيرة الاعتراض الشبابي الان نفي ظل الحديث عن حلول
لقضية العودة، مشيرة انه في ظل الظروف الاصعب من ذلك صمد العنصر الفلسطين وتحديدا
الشبابي في زجه مؤامرة الاحباط ولم يطالب بالهجرة حتى بعد تدمير المخيمات ابان
الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982 وكل الاحداث التي تلت ذلك.
ويؤكد عضو المكتب السياسي لـ "ـجبهة
التحرير الفلسطينية" صلاح اليوسف لـ "النشرة" ان هذه الاعتصامات
مشبوهة" وتحمل في طياتها النيل من عزم الشباب في مواصلة مسيرة النضال الوطني
في ادق مرحلة من تاريخ القضية الفلسطينة والدفاع عن حق العودة ورفض التوطين او التهجير،
فالمخيمات لم تعرف من قبل مثل هذه الدعوات العلنية، وبالتالي فهي مرفوضة واذا كطان
لدى البعض عتب على اهمال او تقصير هنا او هناك فهذا لا يبيح على الاطلاق القيام
بمثل هذه الاعمال الغريبة عن الثقافة الفلسطينية الوطنية التي شكل جيل الشباب
خزانا لها".
بدوره، استغرب ممثل حركة المقاومة الاسلامية
"حماس" في منطقة صيدا ابو احمد فضل عبر "النشرة"، الدعوات
التي تطلق بين الحين والاخر إلى هجرة جماعية والتي يراد منها شطب حق العودة، مشددا
ان كل القوى الفلسطينية ترفض رفضا قاطعا كافة مشاريع التوطين والتهجير، قائلا
"باعتقادي ان الدعوة الى الهجرة هو عنوان والهدف هو تهميش دور القوى
الفلسطينية من خلال انشاء اطر جديدة رموزها جيل الشباب في اطار حملة لاضعاف
الفصائل الفلسطينية لاهداف لا تصب في مصلحة المخيمان وامنها واستقرارها ولا القضية
الفلسطينية ولا حق العودة".
وعلمت "النشرة"، ان القوى الفلسطينية
بدأت بتفيذ خطة لمواجهة مثل هذا الدعوات المشبوهة، منع تفريغ المزيد من
"الاطر الشبابية" التي انتشرت كثيرا في المخيمات مؤخرا، عبر اعادة احياء
الاطر التنظيمة الشبابية لملء الفراغ وبث روح التعبئة الوطنية، وقد بوشر العمل بـ
"الشبيبة الفتحاوية"، وينتظر ان يطلق تجمع "شبابنا" المكونة
من شباب فصائل وطنية واسلامية من اجل اعادة ضخ روح النضال في جيل الشباب وابعاده
عن اليأس والاحباط والتمسك بالقضية المركزية فلسطين والدفاع عن حق العودة.
المصدر: النشرة