مقتل عنصر من «فتح» وجريحان للجيش في اشتباكات مخيّم
المية ومية
بري والحريري وقيادات على خط التهدئة.. واتفاق لوقف
الأحداث الدامية
الجمعة، 26 تشرينالأول، 2018
أثمرت الجهود التي قادها رئيس مجلس النوّاب نبيه
بري مع الأطراف المعنية بالاشتباكات التي اندلعت في مخيّم المية ومية، بين حركة «فتح»
و«أنصار الله»، إلى الاتفاق على وقف فوري لإطلاق النار، بعدما أسفرت الاشتباكات كحصيلة
أولية عن مقتل العنصر في «قوّات الأمن الوطني الفلسطيني» قاسم محمد الحسن، الذي جرى
نقله إلى مستشفى «الهمشري» في المية ومية - صيدا، وجريحين من الجيش اللبناني، إضافة إلى
الأضرار المادية، التي حجب الليل حجم ضخامتها، ونزوح كثيف للأهالي.
وكانت الاشتباكات المسلّحة بين حركة «فتح» و«أنصار
الله» داخل مخيّم المية ومية، قد عادت واندلعت بعد ظهر أمس، واستُخدِمت فيها القذائف
الصاروخية، التي تردّد صداها في أرجاء صيدا.
فبعدما كانت حصيلة الجولة الماضية من اشتباكات مخيّم
المية ومية، 4 قتلى وأكثر من 20 جريحاً، تجدّدت شرارة الاشتباكات إثر إلقاء أحد عناصر
«أنصار الله» قنبلة، إثر مدّ شبكة الكهرباء داخل المخيّم، ما أدّى إلى رد من قِبل حركة
«فتح»، قبل أنْ تتطوّر الاشتباكات، وتُستخدم فيها نيران الرشاشات والأسلحة الثقيلة.
وتدخّل الرئيس بري بشكل مباشر على خط المعالجة،
حيث جرت اتصالات على أعلى المستويات لوقف إطلاق النار فوراً.
وعُقِدَ اجتماع في مكتب حركة «أمل« في حارة صيدا، شارك فيه: مسؤول
الملف الفلسطيني في الحركة محمد الجباوي، عضو
المكتب السياسي بسام كجك، وحضره عن حركة «فتح» منذر حمزة واللواء صبحي أبو عرب والعميد «أبو نادر»
العسوس، وعن «أنصار الله» ماهر عويد، وعن حركة «حماس» أحمد عبد الهادي، وعن «تحالف
القوى الفلسطينية» أمين سرها محمد ياسين.
وتمَّ التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، على أنْ
تُستكمل الاتصالات واللقاءات حينما يبدأ سريان وقف النيران.
ووُضِعَ عناصر الجيش الموجودون عند مداخل المخيّم
في حالة تأهّب، من دون التدخّل في الاشتباكات الداخلية في المية والمية.
فيما نُقِلَ جنديان من الجيش إلى «مركز لبيب الطبي»
- صيدا، نتيجة إصابتهما بجروح جرّاء سقوط قذيفة بالقرب من أحد المراكز المستحدثة للجيش،
عند مدخل المخيّم.
ووزّعت قيادة الجيش مديرية التوجيه بياناً جاء فيه
«بتاريخه حوالى الساعة 19,50، ونتيجة الاشتباكات الدائرة داخل مخيم المية ومية، سقطت
قذيفة صاروخية قرب أحد مراكز الجيش حول المخيم المذكور، ما أدى إلى إصابة عسكريين اثنين
بجروح طفيفة، نقلا على أثرها إلى المستشفى للمعالجة.
وإذ تُشيد قيادة الجيش بالجهود المبذولة لوقف الاشتباكات،
تدعو الطرفين إلى التقيد بوقف إطلاق النار، لما فيه مصلحة أبناء المخيم».
وجرت اتصالات بين قيادات الجيش والقيادات الفلسطينية
في لبنان للعمل على تهدئة الأوضاع داخل المخيّم.
وأُفيد عن احتراق المربّع الأمني لـ«أنصار الله»
في المية ومية، وتقدّم حركة «فتح» إلى داخله.
إلى ذلك، أعلنت كليات الجامعة اللبنانية الموجودة
في منطقة صيدا، «التوقّف عن الدروس اليوم الجمعة، بسبب الأوضاع الأمنية»، وحذا حذوها
وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال مروان حمادة، الذي أصدر قراراً
بتوقف الدارسة في مدارس صيدا بسبب الأوضاع، وهو ما سارت عليه إدارات معظم مدارس المدينة،
التي وجهت رسائل إلى أولياء الأمور بتوقف الدراسة اليوم بسبب الأوضاع الأمنية.
وزاد من تخوّف إدارات المدارس الرصاص الطائش، الذي
انهمر على مدينة صيدا، وصولاً إلى شرقها.
فيما تسبّبت اشتباكات مخيّم المية ومية بشلل شوارع
المدينة وحالة ذعر بين المواطنين.
ردود فعل
وكان الرئيس بري قد تلقى اتصالاً من رئيس المكتب
السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، تناول الاشتباكات، ووعد بري بالتدخّل لدى جميع
الأطراف لوضع حد للاشتباكات الجارية.
كما اتصل هنية برئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، وذلك في إطار جهود رئيس الحركة المتواصلة من أجل تطويق الأحداث المؤسفة
والدامية في المخيّم. ووعد الحريري ببذل أقصى الجهود العاجلة لأيقاف ما يجري.
كما تواصل هنية مع قيادة الحركة في لبنان للاطمئنان
على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
وكان الحريري قد تلقّى اتصالاً هاتفياً من النائب بهية الحريري، التي أطلعته على تطوّرات
الوضع الأمني في مخيّم المية ومية، في أعقاب تجدّد الاشتباكات وانعكاسها على صيدا وجوارها، والجهود المبذولة
من أجل وقف إطلاق النار.
وطوال يوم أمس، تابعت النائب الحريري تطوّرات الوضع
الأمني المتفجّر داخل المخيّم، بسلسلة اتصالات أجرتها بهذا الخصوص، من أجل التوصّل
إلى وقف عاجل وسريع لإطلاق النار.
وشملت الاتصالات: أمين سر قيادة الساحة اللبنانية
لحركة «فتح» وفصائل «منظّمة التحرير الفلسطينية» فتحي ابو العردات، المسؤول السياسي
لحركة «حماس» في لبنان أحمد عبد الهادي، رئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب
العميد فوزي حمادي ورئيس مكتب مخابرات الجيش في صيدا العميد ممدوح صعب.
من جهته، دعا الأمين العام لـ»التنظيم الشعبي الناصري»
النائب الدكتور أسامة سعد إلى «وضع حدّ نهائي للاشتباكات في مخيم المية ومية»، مطالباً
كلّ المعنيين بـ«تحمّل مسؤوليّاتهم من أجل معالجة جدّية»، مبدياً رفضه لـ«المعالجات
الترقيعية الّتي تفسح في المجال أمام تجدّد الإشتباكات المرّة تلو الأخرى».
وأعرب خلال متابعته للاتصالات والاجتماعات الهادفة
إلى معالجة الإشتباكات في مخيّم المية ومية، عن الحزن لـ«سقوط الضحايا والأضرار المادية
الّتي تصيب سكان المخيم والجوار»، معبّراً عن أسفه لـ»الخسائر المباشرة وغير المباشرة
الّتي تلحق بمنطقة صيدا على مختلف الصعد، فضلاً عن تشريد سكان المخيم، وعن حالة الذعر
والهلع الّتي تصيب الناس».
ورأى سعد أنّ «هذه الاشتباكات العبثية المدمّرة
تلحق الضرر بالأمن والاستقرار في لبنان، وتصبّ في مصلحة المتآمرين على القضية الفلسطينية
والعاملين على تصفيتها، وتدفع الشباب الفلسطيني إلى الإحباط واليأس وإلى البحث عن أي
مكان في العالم يمكنهم اللجوء إليه».
وخلص سعد إلى قول: «كل ذلك يدفعنا للمطالبة بوقف
فوري لإطلاق النار، وبمعالجات جدية تمنع تجددها».
وأجرى سعد اتصالات عدّة، كما تلقى عدداً من الاتصالات.
ومن بين المتصلين: سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، أبو العردات، مسؤول الجبهة
الديمقراطية لتحرير فلسطين في لبنان علي فيصل، قائد «الأمن الوطني الفلسطيني» في لبنان
اللواء صبحي أبو عرب.
كما عُقِدَ في مكتب النائب سعد اجتماع ضمّ ممثّلين
عن حركة «أمل»، «حزب الله»، «تحالف القوى الفلسطينة» و«أنصار الله».
وجرى التشديد خلال هذا الاجتماع، والاتصالات المتعدّدة،
على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وعلى وضع حدّ نهائي لمسلسل للاشتباكات.
كذلك، عُقِدَ اجتماع موسّع في مكتب رئيس «الاتحاد
العالمي لعلماء المقاومة» الشيخ ماهر حمود في صيدا، ضم: الشيخ زيد ضاهر (حزب الله)،
المهندس بسام كجك (حركة أمل)، وعن «تحالف القوى الفلسطينية»: أحمد عبد الهادي (حركة
حماس)، محمد ياسين (جبهة التحرير الفلسطينية)، شكيب العينا (حركة الجهاد الإسلامي)،
أبو كفاح (الجبهة الشعبية - القيادة العامة)، أبو هاني رميض (فتح - الإنتقاضة)، شهدي
سويدان (جبهة النضال)، وماهر عويد (أنصار الله)، وتم الإتفاق على مواصلة الإتصالات:
وسيُعقد صباح اليوم (الجمعة) اجتماع في المجلس السياسي
لـ»حزب الله» لمناقشة النقاط المتفق عليها، وهي:
- وقف فوري لإطلاق النار.
- سحب المسلّحين.
- إعادة الحياة الطبيعية للمخيّم.
- رفع الغطاء عن أي مخل بالأمن.
- التعاون الكامل مع قيادة الجيش اللبناني.
المصدر: اللواء – ثريا حسن زعيتر