منسق "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا": القيود والوضع الأمني يصعبان جهود الإغاثة
الإثنين، 08 تشرينالأول، 2012
يرى منسق مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا، أن الجهد الإغاثي المبذول في سوريا كبير جداً، لكنه غير قادر على سد حاجة النازحين المتزايدة، والمؤسسات المحلية لم تتهيأ لمواجهة هكذا ظروف، كما أن هذه المؤسسات مقيدة بقيود كبيرة في عملها، إذ إنها غير قادرة على تلقي مساعدات خارجية من مؤسسات أهلية خارج سوريا بسبب القيود القانونية التي يفرضها القانون السوري من جهة، ومن جهة أخرى بسبب التهديد الأمني الذي يمكن أن يتعرض له متلقو هذه المساعدات، لذلك الوضع يزداد صعوبة وخطورة، ومواجهة المتطلبات المتزايدة للنازحين بات فوق طاقة وقدرة المؤسسات المحلية، خصوصاً مع طول مدة النزوح نتيجة الأعمال العسكرية التي تتعرض لها مناطقهم، ولهذا وجدنا الجهد الإغاثي في مخيمات الفلسطينيين مثلاً لم يقتصر على المؤسسات، وإنما كان هناك تفاعل شعبي معها، وكان جهد الأهالي دعامة مهمة في تعزيز العمل الإغاثي في المخيمات الفلسطينية، وربما نتيجة الخبرة القديمة للعمل الإغاثي والأهلي في الوسط الفلسطيني، فقد كان الوضع في المخيمات أكثر تنظيماً لكنه كان أكثر عبئاً.
تضامن فلسطيني ـ سوري
وفي ما يتعلق بموقف الشعب الفلسطيني في سوريا مما يحدث فيها، أكد حمود أن "الشعب الفلسطيني داخل سوريا بعمومه متضامن مع الشعب السوري ومؤيد لحقوقه المشروعة التي يطالب بها من أجل الحرية والديموقراطية، وقد بذل وسعه في سبيل التخفيف من معاناته في ظل ثورته التي يقوم بها، ولذلك نقول إن الموقف الشعبي العام فلسطينياً لا ينفصم ولا ينفصل عن حاله لدى الشعب السوري الشقيق، وأقل دليل على التضامن الشعبي الفلسطيني مع الشعب السوري أنهم قدموا 482 شهيداً على الأقل حتى اليوم منذ بداية الأحداث"، يضيف: "أما في ما يخص الانشقاقات التي حدثت في صفوف جيش التحرير الفلسطيني فهي قليلة حقيقةً، وكان أبرزها انشقاق العقيد أركان قحطان طباشة الذي قضى في قصف على أحد أحياء درعا أخيراً، والسبب في ذلك يعود إلى أن جيش التحرير لم تكن له مشاركة فعلية في الأحداث، لأن هذه المشاركة مرفوضة من مجنديه ومعظم كوادره، وما حدث أخيراً في ما يتعلق بتحريك قطعات من هذا الجيش كان لأسباب حماية المنشآت المدنية فقط، ورغم أن هذه المشاركة خضعت لجدل كبير في الشارع الفلسطيني، إلا أن الأكثر خطورة لدى الشارع هو المشاركة الفعلية في عمليات النظام ضد المدن والأحياء السورية".
ويتابع حمود "ومن هنا فالقول بمشاركة جيش التحرير لم تكن إلا في سياق محدد كما ذكرنا، وعبر منبركم نوجه نداء لعدم الزج بالفلسطينيين في الصراع المسلح الدائر، لأن هذا لن يخدم القضية الفلسطينية أبداً، وفي ظني أن محاولات كهذه ستبوء بنتائج وخيمة على أصحابها".
تفاعل المنظمات الدولية
يؤكد حمود أن اللاجئين الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان والأردن في وضع غاية في الصعوبة، "لدينا 2370 عائلة في لبنان انتشروا في المخيمات الفلسطينية لدى أقرباء أو أصدقاء، وهذا شكل عبئاً على المضيف الذي يعاني أساساً من وضع إنساني متعثر ومزمن، كما أن هذه العائلات لا تزال تعاني من صعوبات في السكن وحصولها على الخدمات الأساسية الطبية خصوصاً، ومطلوب أن يكون هناك جهد في هذا الخصوص، وفي الأردن العائلات الفلسطينية بلغت 420 عائلة موجودة في مخيمي سايبر سيتي والزعتري في ظروف معيشية صعبة مرتبطة بظروف المخيمين من جهة، ومن جهة أخرى بالقيود المفروضة على الفلسطيني بخلاف السوري.
ويشير إلى أن الفلسطيني "يمنع من التنقل والخروج البتة، وتمنع عنه الزيارات أحياناً وممنوع من نظام التكفيل الذي يتمتع به اللاجئ السوري، وفي ظل غياب واضح للمؤسسات الدولية الراعية، فالمفوضية التي تسجل اللاجئين السوريين تمتنع عن تسجيل الفلسطينيين بحجة ولاية الأونروا عليهم بموجب اتفاقية عام 1951، والأونروا لا تقدم لهم شيء متذرعة بضعف الإمكانيات والموازنات سواء في سوريا أو لبنان، أما السفارة الفلسطينية في عمان، فلدى سؤالها عما يمكن أن تقدمه للاجئين الفلسطينيين قالت إنها مسألة حكومية لا علاقة لنا بها، ولهذا يمثل واقع اللاجئين الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان والأردن واقعاً مأسوياً جديداً يضاف إلى سجل الكارثة الفلسطينية الممتدة منذ ما قبل عام 1948".
مواقف الفصائل
موقف الفصائل الفلسطينية، بحسب حمود، "منقسم بالنسبة للموقف حيال الأوضاع في سوريا، وهذا ينطبق على الفصائل الموجودة داخل سوريا، ولكن الموقف العام سواء لفصائل منظمة التحرير أو حركة حماس والجهاد، يتبنى الحياد تجاه ما يجري، فيما عبرت حماس أخيراً عن موقف واضح يفلسف حيادها ضمن رؤية خاصة تنطلق من وقوفها مع الثورات الشعبية عموماً والسورية واحدة منها، فيما فصائل أخرى أهمها الجبهة الشعبية القيادة العامة، أعلنت وقوفها إلى جانب النظام ضمن ما أسمته الوقوف ضد المؤامرة على سوريا، ولديها وجود مسلح في المخيمات يفتقر للتأييد الشعبي"، ويضيف "بالعموم الثورة في سوريا وصلت مرحلة متناهية من الفرز في المواقف، وربما تعبير خالد مشعل في الفترة الأخيرة حول تأييده الواضح للثورة السورية يأتي في إطار الفرز في الموقف السياسي، وهو ما سبب هجوماً إعلامياً رسمياً في سوريا ضده، وبتقديري الهجوم الذي شنه الإعلام السوري يفتقد للمنطق ويتميز بالهبوط والتدني في مستوى الخطاب، ويشكل دليلاً جديداً على أزمة النظام السوري وإعلامه الذي سجلاً تميزاً في صناعة الأعداء، كما يعبر الهجوم عن حجم الخسارة السياسية التي يُمنى بها النظام وبانكفاء قدرته على الإقناع في موقفه الداعم للقضية الفلسطينية بعد
المصدر: براء الحلبي - المستقبل