القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

منى تندمج في المجتمع وتعبّر عن رأيها رغم الإعاقة

منى تندمج في المجتمع وتعبّر عن رأيها رغم الإعاقة


الإثنين، 11 أيار، 2015

منى فارس، لاجئة فلسطينية معوقة تعيش في مخيم البص في صور، جنوب لبنان. ماتت والدتها عندما كانت في الرابعة من عمرها، وتبلغ اليوم 33 عاماً.

بالإضافة إلى إعاقتها الحركية، ولدت منى بضمور دماغي، تسبب لها في إعاقة ذهنية جزئية. منعتها الظروف المحيطة والتمييز الذي يطال الأشخاص المعوقين في لبنان، من ممارسة حقها في دخول المدرسة والعمل. لكنّها تجد منذ سنوات مكاناً يبعدها عن الحبس المنزلي، هو مركز وحدة التدخل المبكر في المخيم، حيث تتحدث إلى الآخرين وتلهو مع الأطفال.

تتكلم منى بصعوبة بسبب إعاقتها. لكنّها تتحدث عن أحلامها وأمانيها، فتقول: "أحب الطبيعة كثيراً. وأحبّ أن أتعلم. ذهبت سابقاً إلى معهد لمحو الأمية. وتعلمت القراءة والكتابة. صحيح أنّني معوقة، لكنّي تحديت كلّ الصعاب. أتردد إلى المركز منذ عشر سنوات. وأشعر بأنّ المتواجدين هنا أهلي، فهم من ساعدني على التحلي بالقوة. وحتى الخوف الذي كنت أشعر به سابقاً زال".

تتابع: "أحب أن أثبت نفسي، أنا منى، لكنّي لست أنانية. الجميع كان يسخر مني عندما كنت أحاول تعلم القراءة والكتابة. حتى بعض أقربائي رموا في إحدى المرات كتبي وأوراقي، واستهزأوا مني بقولهم: هل أنت صغيرة؟ بكيت يومها وقلت لهم إنّ كثيراً من الأمور تزعجني، وبقراءة القصص يمكن أن أنساها. تعلمت في كتب الصف الثاني الأساسي، حتى أصبح بإمكاني قراءة سورة البقرة في القرآن الكريم. وعلى الرغم من صعوبتها حفظتها أيضاً، وتمكنت من تلاوتها أمام صديقتي بالرغم من نطقي غير السليم".

تقول: "نقيم نشاطات عديدة في المركز. وأشارك الأطفال نشاطاتهم، فأشعر بأنّ عمري كعمرهم، لأني أحب الأولاد، وأشعر بهم وأحلم أحلامهم". ومع ذلك، تتمنى منى لو تأسس المركز قبل ذلك، عندما كانت صغيرة، لكانت حينها تلقت العلاج الفيزيائي المطلوب لتحسين حالتها.

لكنّ منى لا تطلب مساعدة من أحد، وتقول: "أقوم بكلّ أعمال المنزل، من غسيل وطبخ. كما بإمكاني الأكل بمفردي، وأذهب إلى الطبيب وحدي. ليس لديّ من يساعدني، لكنّ شخصيتي قوية، ولم أكن أسكت عندما كانت العائلة تحاول إسكاتي ومنعي من الكلام. أحاول دائماً التعبير عن رأيي، لكن من دون جدوى. والغريب أنّ من يستمع إلى حديثي ويساعدني في التعبير هم أناس غرباء عني. حتى إنّهم يستمعون إليّ لساعات لو احتاج الأمر".

وتضيف منى: "أحب أن أتعلم كل شيء عن الحياة الاجتماعية للأطفال، وكنت أتمنى دائماً لو تعلمت لأصبح طبيبة نفسية".

المصدر: العربي الجديد