القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الإثنين 29 كانون الأول 2025

من عين الحلوة إلى الميّة وميّة.. مصير المخيمات على خط النار!!

من عين الحلوة إلى الميّة وميّة.. مصير المخيمات على خط النار!!

الخميس، 10 نيسان، 2014

ظهر الاثنين ومن غير سابق إنذار أو تقديم انفجر الوضع الأمني في مخيم المية ومية قرب مدينة صيدا وتحوّلت أزقة المخيم وشوارعه إلى مسرح حرب وقتال بين مجموعات فلسطينية مسلحة، واحدة تدعى «أنصار الله» وهي محسوبة كما يقول أبناء المخيم على «حزب الله» اللبناني، وأخرى تدعى «كتيبة العودة» وهي بحسب أبناء المخيم ايضاً مرتبطة بالقيادي الفتحاوي السابق «محمد دحلان»، وقد استطاع مسلحو «أنصار الله» خلال ساعات حسم الموقف في المخيم لمصلحتهم، في ما وصفه البعض بعملية تصفية لتلك المجموعة التي تضم قرابة 25 إلى 50 عنصراً بقيادة شخص من آل رشيد قتل اثناء الاشتباك، أو خلال بعملية التصفية، مع سبعة آخرين من أفراد مجموعته ومن المجموعة الأخرى. وقد ترك هذا الحادث أثراً كبيراً في مخيم المية ومية، وفي المحيط، بحيث سادت أجواء من التوتر والبلبلة مخيم عين الحلوة المجاور، وخاصة أن «كتيبة العودة» محسوبة بشكل من الاشكال على حركة فتح التي رفعت اليد والغطاء عنها، بالنظر إلى ارتباط أفرادها بالقيادي المفصول من الحركة محمد دحلان على خلفية الخلافات بينه وبين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وقد تضاعفت المخاوف مع الحديث عن علاقة تربط القيادي الفتحاوي السابق محمود عيسى «اللينو» بـ«دحلان» مع ما كان يعنيه ذلك من إمكانية انتقال شرارة القتال والمواجهات إلى مخيم عين الحلوة أيضاً، إلا أن عملية الحسم السريعة لمصلحة «انصار الله» في مخيم المية ومية، ودخول فصائل فلسطينية على خط التهدئة والمصالحة وضعا حداً سريعاً للوضع ودون تمدد الاشتباكات إلى مخيم عين الحلوة، وحالا دون تفاقم الوضع.

وبالعودة إلى الحديث عن أجواء المخيمات فإن الفصائل الفلسطينية أبدت في الآونة الأخيرة قلقها وخوفها من تركيز الانظار على المخيمات الفلسطينية لا سيما «عاصمة الشتات الفلسطيني» «مخيم عين الحلوة» مع كل حديث كان يجري عن عمليات تفجيرية كانت تحصل في الداخل اللبناني، وبالتالي فقد كانت تخشى من إدخال المخيمات الفلسطينية أو مخيم عين الحلوة على وجه التحديد في مواجهة مع محيطه أو مع الجيش اللبناني، أو حتى بين أبنائه، بحيث يجري استنزاف المخيم وتهجير ابنائه من جهة، واستنزاف الوجود الفلسطيني في لبنان من ناحية ثانية، وصولاً إلى مرحلة تهجير جديد وقسري للفلسطينيين من لبنان، وخاصة في ظل ارتفاع أعداد اللاجئين السوريين إلى لبنان، في ظل استمرار الأزمة السورية، مع ما يعنيه ذلك من تغيير ديموغرافي في لبنان يمكن أن يطيح حالة التوازن القائمة، التي من شأن الوجودين الفلسطيني والسوري أن يكون لهما تاثير بالغ في المشهد اللبناني عموماً. وهنا فإن لكثير من القوى السياسية اللبنانية، حتى تلك التي ترفع شعار «الممانعة والمقاومة» مصلحة في استزاف الوجود الفلسطيني، بل حتى في إقصائه عن لبنان وتهجير الفلسطينين خارجه.

على المستوى الاقليمي والدولي يعمل الأمريكيون على الوصول إلى تسوية إسرائيلية فلسطينية تضع حداً لحالة «الصراع» المستمرة، وقد قام وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري برحلات مكوكية إلى المنطقة من أجل انجاز هذه التسوية التي اصطدمت بالتعنت الاسرائيلي، وخاصة في ظل تمسك المفاوض الاسرائيلي بـ«يهودية الدولة»، وهو ما يعني تصفية الوجود الفلسطيني في «فلسطين التاريخية» وكذلك إضعاف الوجود الفلسطيني في دول الجوار الجغرافي للقضاء على أي أمل بحق العودة، ومن هنا يمكن القول إن الشعور الفلسطيني بالقلق على مصير مخيم عين الحلوة وغيره من المخيمات في محله، لأن من شأن إدخال المخيم أو أي مخيم من المخيمات الفلسطينية في لبنان في صدام من أي نوع كان سيعني بالضرورة تدمير المخيم وتهجير أهله إلى خارح لبنان.

أمام هذا القلق والخشية، تحركت الفصائل الفلسطينية قبل مدة في محاولة لقطع الطريق على اي مسعى لضرب المخيمات، أو لاستخدامها بما يجعلها تدفع أثماناً غالية، أو بما يحقق أهدافاً محلية وإقليمية بإضعاف الوجود الفلسطيني وصولاً إلى تصفية الوجود الفلسطيني، ولذلك جاءت المبادرة التي أطلقتها كافة الفصائل الفسلطينية في مخيم عين الحلوة لتجنيب المخيم أي خضة أمنية أو محاولة لاقحامه في مواجهات تجعله أثراً بعد عين. وقد لاقت المبادرة موافقة كل الفصائل وتأييدها، ولعل في محاصرة إشكال مخيم الميّة وميّة ومنع تمدده إلى مخيم عين الحلوة ما يؤكد الحرص الفلسطيني على استقرار المخيم وتالياً استمرار القضية الفلسطينية لقطع الطريق على كل محاولات تصفيتها.

المخيمات الفلسطينية في لبنان باتت اليوم على خط النار، والوعي بالمخاطر المحدقة بها، وحجم التخطيط والمؤامرة التي تستهدفها تحتم على القوى الفلسطينية واللبنانية المخلصة للقضية الفلسطينية العمل لقطع الطريق على كل المحاولات الخبيثة التي تهدف إلى النيل من القضية الفلسطينية التي كانت وستبقى قضية الأمة المقدسة.

المصدر: جريدة الأمان اللبنانية