من يقف وراء إشاعة توطين اللاجئين الفلسطينيين
في مخيمات الشمال السوري؟

الإثنين، 10 حزيران، 2019
أثار تقرير نشره مركز حقوقي سوري يعمل تحت
مظلة الوحدات الكردية، بشأن عزم تركيا توطين مئات العائلات فلسطينية في منطقة
"عفرين" (شمال غرب سوريا)، ردود أفعال غاضبة لدى الفلسطينيين المهجرين في
مخيمات الشمال السوري.
ونشر ما يسمى بـ "مركز توثيق الانتهاكات"
في شمال سوريا، التابع للإدارة الذاتية التابعة للوحدات الكردية، المناوئة لتركيا،
مؤخرا، تقرير اتهم فيه أنقرة بالعمل على توطين 1500 عائلة فلسطينية في منطقة
"عفرين".
واستند التقرير في اتهاماته حول توطين اللاجئين
الفلسطينيين، إلى "معلومات" وصلته، تشير إلى قيام مركز توثيق اللاجئين الفلسطينيين،
وبالتعاون مع مديرية الشؤون المدنية التابعة للحكومة المؤقتة السورية، إلى اصدار
"البطاقة الأسرية" للاجئين شمال سوريا، في خطوة أولى لتوطينهم.
مركز "توثيق اللاجئين الفلسطينيين"
استنكر بشدة هذه الادعاءات التي نشرها المركز التابع للوحدات الكردية، معتبرا أن ما
جاء في التقرير "لا يستند إلى أي وقائع" وأن معلوماته "مفبركة"
و"مجترأة" من تقارير نشرها مركز "توثيق اللاجئين الفلسطينيين".
"قدس برس" التقت مدير مركز توثيق
اللاجئين "أبو مهند" (الذي تحفظ على اسمه الكامل لأسباب أمنية) للوقوف على
أسباب تلك الاتهامات والجهات التي تقف وراءها.
وقال "أبو مهند" لمراسل الوكالة:
"إنه لا تواصل بيننا وبين ما يسمى (مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا)"،
مستهجنا نشره تقرير التوطين دون الرجوع إلينا كمصدر للمعلومة.
وفي هذا الشأن أوضح "أبو مهند"،
أن "ما يسمى (مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا) يعمل تحت مظلة الإدارة الذاتية
التابعة للوحدات الكردية والتي تعتبر تركيا عدوها الأول، في الوقت الذي تشهد علاقات
الوحدات الكردية مع العدو الصهيوني تطورا ملحوظا وهناك تنسيق كبير بينهما"، وفق
قوله.
ونوه إلى أن توقيت نشر مثل هذه الإدعاءات
"مشبوه"، في إشارة إلى ما يثار حول ما يسمى "صفقة القرن" والتي
تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وإنهاء الأمل بعودة اللاجئين من خلال توطينهم في
أماكن متفرقة من العالم.
وأكد "أبو مهند" لـ "قدس
برس": "عند إنشائنا لمركز توثيق اللاجئين لم نتواصل مع الأتراك، ولا يوجد
أي تواصل معهم، وإنما العلاقة مقتصرة مع الإدارة المدنية التابعة للحكومة السورية المؤقتة
بحكم التواجد في المناطق التي تديرها".
ونوه إلى أن عائلات فلسطينية كثيرة باتت
بدون وثائق وهناك حالات زواج ووفاة وولادة لم يتم توثيقها، لذلك كان لابد إستصدار الهوية
الأسرية التي تسهل على حصول الفلسطيني على الأوراق الثبوتية وتسجيل كل الواقعات.
وأوضح أن "مركز توثيق اللاجئين"
لكل الفلسطينيين في الشمال السوري في عفرين وأعزاز وإدلب، مشددا على حيادية المركز
ووقوفه على مسافة واحدة من الجميع، مشيرا إلى أن الهدف من إنشاء المركز هو الحفاظ على
الهوية الفلسطينية وعلى حقوقهم كلاجئين في الوقت الذي تخلت عنهم منظمة التحرير والأنروا".
واستنكر محاولة بعض الأطراف اللعب بالورقة
الفلسطينية واستغلالها في صراعها مع أطراف أخرى.
وأعرب عن استعداد المركز للتعاون مع جميع
الأطراف في إدلب من أجل مصلحة اللاجئ الفلسطيني بعيدا عن التجاذبات في المنطقة.
الجدير بالذكر أن أكثر من 1500 عائلة فلسطينية
هجرت من مخيماتها وخاصة مخيم اليرموك بدمشق لتجد نفسها مناطق متفرقة شمال سوريا أهمها
مخيم البل قرب أعزاز ومخيم دير بلوط في عفرين في حين استقر البعض في مدن وبلدات الشمال
السوري في ظل أوضاع إنسانية صعبة.