القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

نداء للبابا: بارك ضحايا صبرا وشاتيلا

نداء للبابا: بارك ضحايا صبرا وشاتيلا
 

سوي انغ

عزيزي الأب الأقدس، يصادف ايلول 2012 الذكرى الـ30 للمجزرة التي راح ضحيتها ثلاثة آلاف فلسطيني في مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين في 1982. لقد حفرت الحادثة جرحاً في قلبي، لكن بفضل الله، يتماثل الألم إلى الشفاء ببطء.في حزيران 1982، حين كنت لا أزال أصولية مشيخية مولودة من جديد بالكتاب المقدس، صدمت حين رأيت مشاهد صادمة للبنان وهو يتعرض للتدمير من قبل مقاتلات حربية إسرائيلية. كانت كنيستي مؤيدة تماماً لإسرائيل، لكن الله جعلني أبكي حين رأيت أشخاصاً أبرياء، من بينهم أطفال كثيرون، يُقتلون، وآلاف المنازل تدمَّر. وبعد شهر، تركت مستشفاي وقدمت تطوعاً مهاراتي كجرّاحة للعمل من أجل جرحى الحرب. حين وصلت إلى بيروت، أرسلت للعمل في مستشفى غزة في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين، وكانت المرة الأولى التي ألتقي فيها فلسطينيين، وتعرفت الى الظلم المرتكب في حقهم منذ 1948. وبعد أسابيع قليلة على وصولي، اجتاحت دبابات إسرائيلية بيروت، وطوقت فرقة منها صبرا وشاتيلا في 15 أيلول 1982. ومع إغلاق كل طرق النجاة من المخيمين، أرسل الإسرائيليون إلى داخل المخيمين مجموعة من رجال الميليشيات المسيحيين، الذين ذبحوا نساء وأطفالاً وعجزة، واغتصبوا وشوهوا ضحاياهم، وحفروا صلباناً على أجسادهم. وزاد الطين بلة بأن عرفوا عن أنفسهم بأنهم من الكتائبيين المعروفين بأنهم كاثوليك. وعلى الرغم من وجود عداء تاريخي بين المسيحيين والمسلمين، كانت المجزرة فريدة في وحشيتها. وفي داخلي، وجدت صعوبة في تصديق أن المسيحيين قادرون على ارتكاب ما ارتكب في حق بشر آخرين مخلوقين أيضاً على صورة الله. لأيام بعد المجزرة، وجدت صعوبة في ارتداء الصليب الذي كان البابا يوحنا بولس الثاني باركه وكانت أعطته لي حماتي الراحلة والتي كانت كاثوليكية ملتزمة. وبفضل الله ومن خلال صلواتها والحب الثابت لزوجي الراحل، لم أفقد إيماني، وأنا اليوم أحضر القداس في كنيسة القربان المقدس في «كوفنت غاردن»، في لندن، وأتناول القربان المقدس هناك .فتح الله عينيّ وقلبي لأرى وأفهم أن الجرائم المرتكبة بحق الأبرياء في صبرا وشاتيلا هي جرائمي أيضاً، فحتى ذلك الوقت كنت منحازة وملأى بالكراهية إزاء العرب. انتميت إلى الذين جعلوا جرائم كهذه ممكنة. سألت الله الصفح، وفي توبتي سألته أن يخصص بقية حياتي لمساعدة الفلسطينيين. والله بفضله منحني ذلك وأنا لا أزال أعمل في هذا المجال. وفيما أصلّي لأن تجلب زيارتك لبنان بركة عظيمة للمسيحيين في لبنان، هي تأتي في الذكرى الـ30 للمجزرة المروعة. وسيعني عدم الاعتراف بـ450 ألف لاجئ فلسطيني (250 ألفاً رسمياً و200 ألف غير مسجلين) أن الوكيل الخاص بالمسيح فشل في الاعتراف بهم. هم بالتأكيد الأقل من بيننا جميعاً في أعين العالم. أفهم أنك لأسباب أمنية نُصِحت بألا تزور مخيم شاتيلا حيث يستمر لاجئون في العيش في بؤس. لكنني أتساءل إن أمكنك إرسال ممثل ينضم إلينا في يوم إحياء الذكرى في 18 أيلول مع صلاة او مباركة للضحايا. إن حصل هذا، فسنشعر حقاً بحب الرب يســوع في ذلك اليوم، وسيبارَك حقاً المحرومون والموتى.([)جراحة استشارية في طب العظام، مؤسسة «باترون الطبية للفلسطينيين»، طبيبة متطوعة في مستشفى غزة في صبرا في العام 1982 وشاهدة على المجزرة وتشارك حالياً في فعاليات الذكرى الـ30 في بيروت [email protected]

المصدر: السفير