القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

نهر البارد.. بيوت مدمرة تنتظر الإعمار

نهر البارد.. بيوت مدمرة تنتظر الإعمار


الجمعة، 12 تموز، 2013

"هذا منزلي.. منذ ست سنوات وأنا أنتظر.. وعدتني الحكومة والأونروا ومنظمة التحرير الفلسطينية.. وما زلت مشردًا حتى الآن.. ماذا تنتظرون مني أن أفعل بعد ذلك؟.

كلمات خطها فلسطيني من مخيم نهر البارد، بحث عن بعض جدران متهاوية من منزله ليعلقها عليها فلم يجد، بحث عن طوابق بيته الخمسة فوجدها مترامية تعانق التراب، لم يجد إلا ركام بيته ليعلقها عليه، لتكون عنواناً لمئات الفلسطينيين الذين ينتظرون إعمار بيوتهم، ولا مجيب!

هو فلسطينيٌّ من "المخيم الجديد”، يدعى الشيخ عبدالله شرقية، يملك منزلا مؤلفا من خمسة طوابق، انتظر تحقيق وعد الأونروا بمحاولة إعمار البيوت المدمرة كليا ولا إجابة، ونفذ صبره من منظمة التحرير التي وعدت بالتواصل مع المؤسسات (الإيطالية والنروجية) من أجل حل هذه المشكلة الكبيرة فلم تفلح، وترقب المؤسسات – كغيره من الفلسطينيين – فلم تستطع أن تتبنى بيته أو بيت سواه من المندرجين تحت لائحة "الهدم الكلي.

فالمؤسسات الإيطالية والنروجية وغيرهما، تبنوا تكلفة مشاريع البنى التحتية، وترميم البيوت، وتقديم مساعدة لمن يندرجون تحت لائحة "الهدم الجزئي”، أما من بيته هُدم بالكامل، فلا معيل له إلا الله، لأنها تعتبر أن تكلفتها كبيرة جدًا ولا تقدر على تغطية نفقاتها.

ليس شرقية الوحيد الذي هدم بيته ولم يجد من يعيد إعماره، فهناك المئات ممن لا يجدون ذلك، يضمدون جراحهم بالصبر، ويداوون يأسهم بالوعد، الوعد الذي أمات الكثيرين وهم ينتظرون تحققه.. ولا نتيجة!

فلسطينيو نهر البارد – الذين كانوا ضحية معركة ليس لهم فيها ناقة ولا جمل، بل خرجوا من المخيم معلنين أنهم ليسوا جزءا من المعركة – هدمت بيوتهم، واستشهد العشرات منهم داخلها، وهجروا أعوامًا عديدة، لا يزال الكثيرون منهم خارج بيوتهم، يسكنون في بيوت جاهزة (بركسات) حديدية وترابية، أو يسكنون برسم الإيجار الذي ارتفعت أسعاره.

خمس سنوات والفلسطينييون ينتظرون إعمار مخيمهم، فالمخيم القديم لا تزال مسيرة الإعمار فيه سلحفاتية، والمخيم الجديد ينتظر من يتبنى إعمار بيوته التي لا يزال أهلها مشردين، ويطالبون الأونروا ومنظمة التحرير والمؤسسات، فهل من مجيب؟!.

المصدر: القدس للأنباء