القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

«هبّة» المخيمات تحشر «الأونروا»: تراجع جزئي؟

«هبّة» المخيمات تحشر «الأونروا»: تراجع جزئي؟

السبت، 16 كانون الثاني، 2016

واصل الفلسطينيون في مخيمات اللجوء احتجاجاتهم ضد «الأونروا». عمّ الغضب مختلف المخيمات من الشمال مروراً ببعلبك إلى الجنوب، تحت عنوان مطالبة الوكالة بالتراجع عن قراراتها بتقليص خدماتها.

في صيدا (محمد صالح) انتقل الغضب الفلسطيني إلى خارج مخيم عين الحلوة. حيث شهدت عاصمة الجنوب اعتصاماً شعبياً حاشداً أمام مقر «الأونروا» الرئيسي في المدينة (طلعة الهلالية).

المحتجّون رفعوا أعلام فلسطين ولافتات تطالب الوكالة بالعودة عن قراراتها وبتحمّل مسؤولياتها. كما أطلقوا هتافات ضد مدير عام الوكالة في لبنان ماتياس شمالي. ومن أبرز الشعارات التي أطلقوها: «من حقي أن أتعالج»، و «من حقي أن أحظى برعاية صحية كاملة»، و «لتنتصر راية الحق الفلسطيني في الاستشفاء الكامل حتى العودة».

خلال الاعتصام ألقيت كلمات، شدّدت على استمرار التحركات حتى عودة «الأونروا» عن قراراتها «وتحديداً في ما يتعلق بإلغاء حسم الـ 15 في المئة عن المرضى في المخيمات كلها»، بحسب ما أعلن أمين سر حركة «فتح» في صيدا العميد ماهر شبايطة.

وعقدت القيادة السياسية الفلسطينية لمنطقة صيدا اجتماعاً في عين الحلوة أكدت في أثره استمرار التحركات ضد «الأونروا»، داعية أبناء المخيمات إلى المشاركة الكثيفة في الاعتصامات أمام مكاتب ومقار «الأونروا» في صيدا إلى حين تراجعها عن قراراتها الأخيرة.

وكان لافتاً للانتباه قيام السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور بجولة في عين الحلوة، حيث عقد اجتماعاً مع قيادة القوى الإسلامية. وعلمت «السفير» أن دبّور شدّد خلال الاجتماع على ضرورة الحفاظ على أمن المخيم في هذه المرحلة الصعبة التي يمرّ فيها لبنان والمنطقة.

في مخيمَيْ «البارد» و «البدواي» (عمر إبراهيم)، تواصلت التحركات ضد الوكالة، إذ نُفّذ تحركان منفصلان أمام مكاتبها في المخيمين، كما نظّم اعتصامان بعد صلاة الجمعة، في ظل دعوات إلى التصعيد للضغط على الوكالة والدول المانحة للعودة عن قراراتها.

إلى بعلبك (عبد الرحيم شلحة) احتشد أهالي مخيم الجليل، في مسيرة احتجاجية. وبدَت صور شمالي ظاهرة في شوارع المخيم باعتباره شخصاً غير مرغوب فيه، إضافة لشعارات رفعها أطفال المخيم تندّد بإجراءات الوكالة.

بعد الانتهاء من صلاة الجمعة تجمّع أهالي المخيم بكل فئاتهم في مسيرة جابت شوارعه وأمام مكاتب «الأونروا»، حيث كانت كلمات عبّرت عن رفض التخفيضات، كما تمّ رفع مذكرة إلى مدير عام الوكالة في لبنان طالبت بالبحث عن حلول واقعية لمعالجة الأزمة.

بدورهم، زحف مئات الفلسطينيين في مخيمات وقرى البقاع الأوسط إلى أمام مقرّ وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في تعلبايا بحضور ممثلين عن الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية.

«تحت عنوان الصحة والتعليم والإغاثة حق لنا»، احتشد فلسطينيو البقاع في تظاهرة هي الأكبر منذ سنوات. هتفوا، صرخوا، وحذروا من استمرار سياسة تقليص «الأونروا» لخدماتها.

وفي نهاية الاعتصام تمّ تقديم مذكرة إلى المدير العام لـ «الأونروا» بواسطة مدير منطقة البقاع.

في غضون ذلك، لاحت في الأفق بوادر حلول بعودة الوكالة عن بعض قراراتها المتعلقة بالاستشفاء، حيث أبلغت «الأونروا» خلال الساعات الماضية عدداً من المستشفيات الأساسية في صيدا وخارجها عن إعادة التعاقد الاستشفائي معها بعدما كانت قد أبلغتها عن إلغاء عقودها.

وتعليقاً على هذا الأمر، اعتبر عضو اللجان الشعبية الفلسطينية عدنان الرفاعي أن قرار الدائرة الصحية في «الأونروا» بإعادة التعاقد مع المستشفيات الأساسية هو بداية الطريق لعودة الوكالة عن قراراتها، مشيراً إلى «أنه لولا الهبّة الفلسطينية والغضب الشعبي، لما كانت الوكالة لتتراجع ولو جزئياً عن قراراتها، لذا نحن مستمرون في الاعتصامات إلى حين العودة عن القرارات».

وعلمت «السفير» أن شمالي كان سيقوم اليوم السبت بزيارة إلى معهد سبلين، إلا أنه ألغى زيارته بعد علمه بأن حالة من الغضب الفلسطيني ستكون باستقباله احتجاجاً على القرارات.

المصدر: السفير