هل تنجح عرابة تصفية قضية اللاجئين بتفكيك
الأونروا ..؟

الثلاثاء، 09 كانون الثاني، 2018
يخطئ من يعقد أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد
ترمب للسلام المسماة بـ”صفقة القرن” ستتوقف عند إعلانه القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة
بلاده إليها، فهذه البداية المعلنة لتصفية القضية الفلسطينية، وما التلويح بتجميد مساهمتها
"الأكبر” لدعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين” الأونروا "، حال لم تستأنف السلطة
الوطنية الفلسطينية المفاوضات مع إسرائيل؟ ليبرز التساؤل، عن مستقبل 6 مليون لاجئ فلسطيني
مسجلين في سجلات وكالة الغوث؟!
عملية ابتزاز سياسي رخيصة
يقول المدير العام للهيئة 302 للدفاع عن
حقوق اللاجئين الفلسطينيين على هويدي بشأن أسباب تحول موقف الولايات المتحدة من الأونروا
، إن "استهداف الأونروا من جانب الولايات المتحدة ليس بالجديد، وإنما هي محاولة بالتعاون
مع إسرائيل لإزالة العقبة أمام "مشروع التسوية”، بعد قرار ترمب بشأن القدس، عبر عملية
ابتزاز سياسي رخيصة بالاستيلاء على المزيد من الحقوق الفلسطينية، وبخاصة اللاجئين الفلسطينيين.
وشدد على أن التعاون على استهداف وكالة
الغوث وصل إلى حد مطالبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سفيرة الولايات
المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي التي تعد بمثابة "عرابة تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين”،
بالعمل على تفكيك الأونروا وضم خدماتها لـ”المفوضية العليا لشؤون اللاجئين”، وتكللت
بالـ "الضربة الموجعة "بإصدار” وثيقة بعنوان "مبادئ وتوجيهات حول الحماية الدولية رقم
13 لتاريخ كانون الأول/ ديسمبر 2017”.
مهمة تفكيك الأونروا.. الضربة الموجعة
وفيما يتعلق بخطورة الوثيقة آنفة الذكر
على قضية اللاجئين أكد هويدي، أن "الوثيقة صدرت من قبل المفوضية العليا للاجئين، وقد
أسمتها بالـ” الوثيقة القانونية”، بينما هي وثيقة سياسية بامتياز.
وشدد على أن من أعد الوثيقة يحاول إخفاء
مضامينها وعدم إثارتها إعلامياً، وذلك بالتعاون الوثيق مع الأونروا، مستدركاً أنه جرت
العادة بأن أي تنسيق مشرتك فيما بين وكالتين أمميتين بالإشارة للمفوضية السامية لشؤون
اللاجئين والأونروا، يتم ترجمته بإعلان مشترك.
ونوه إلى أن المتصفح للموقع الإلكتروني
للأونروا، لن يجد أثر للوثيقة، وإنما في موقع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، وقد
أودعت كوثيقة من ضمن وثائق الأمم المتحدة وهنا مكمن الخطورة، في محاولات تصفية قضية
اللاجئين الفلسطينيين.
مرحلة التهديدات.. لجس النبض
وفيما يتعلق بإمكانية ذهاب الولايات المتحدة
بعيداً باتجاه تجميد مساهمتها للأونروا فعلياً أكد هويدي، أن "القرار النهائي بالتجميد
لم يتخذ بعد، لكن الآن مرحلة تهديد فقط، وأن المرحلة الحالية جس نبض لمعرفة ردود الفعل
على التهديد”.
وشدد على أن ردود الفعل إذا لم ترتقِ لخطورة
التهديدات على قضية اللاجئين على المستوى السياسي، والإنساني، والأمني، سوف تمرر، مستدركاً
أن هناك خطورة تهدد قضية اللاجئين على مستوى الجمعية العامة بالتعاون بين هيلي ونائب
دولة الاحتلال والذي يشغل منصب نائب رئيس الجمعية العامة لمدة سنة، والذي يملك صلاحية
شطب أي بند من بنود جدول أعمال الجمعية، والذي مكنه من شطب بند خاص بأن تكون ميزانية
"أونروا” مستدامة وتلبى حاجة اللاجئين الفلسطينيين.
ونوه إلى أن مشروع قرار بمناقشة الميزانية
كهذا كان من الممكن أن يحصل على موافقة خاصة أنه مدعومة من الدول المضيفة واللجنة الاستشارية
لـ”أونروا”، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية.
تشكيل لوبيات ضاغطة.. لحماية اللاجئين
وفيما يتعلق بالخطوات التي يجب اتخاذها
لإفشال مخطط إنهاء عمل الأونروا أكد هويدي، أن "المطوب الآن هو التحرك في أكثر من اتجاه
من جامعة الدول العربية، التي يجب أن يكون لها موقف حاسم من الموضوع، ومن منظمة التعاون
الإسلامي، وكذلك حركة عدم الانحياز، والأهم من الدول المضيفة نفسها المعنية بقضية اللاجئين”.
وشدد على أهمية الحراك الشعبي الذي يجب
أن يصل إلى توعية الشارع الفلسطيني عما يجرى لوكالة الأونروا ومستقبل قضية اللاجئين
وحق العودة، وتشكيل لوبيات ضاغطة من الدول الأعضاء إلى أن يتم إفشال المشروع الذي يهدد
مستقبل 6ملوين لاجئ فلسطيني مسجل في سجلات وكالة الأونروا.
ونوه إلى أن عام 2017 كان عام حساس وخطير
بالنسبة للأونروا، فيما العام 2018 يشهد خطورة مضاعفة على مستقبل الأونروا.
المصدر: وكالات