القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

هل توقف الاعتراضات "جدار عين الحلوة"؟

هل توقف الاعتراضات "جدار عين الحلوة"؟


الخميس، 24 تشرين الثاني، 2016

هل يوقف الجيش اللبناني العمل في الجدار العازل الذي يقوم ببنائه حول مخيم عين الحلوة مع تصاعد وتيرة الاعتراضات على بنائه والتي بلغت ذروتها امس الأربعاء؟.

حتى الآن كل المؤشرات توحي بأرجحية تعليق العمل بهذا الجدار على الأقل في المدى المنظور افساحا في المجال امام المزيد من الحوار بشأنه بين القوى الفلسطينية وبين الجيش توصلا لأفضل الحلول الكفيلة بتوفير الأمن والأمان للمخيم والجوار وبما لا يعتبر عزلاً او تضييقا على المخيم واهله.

ففي الوقت الذي كان فيه العمل في الجدار عند الحدود الغربية للمخيم ينتقل الى مرحلته الثانية بعد انجاز القسم الأول في اطار اجراءات الجيش الأمنية الميدانية حول المخيم منعا لاية اختراقات امنية محتملة عبر سد ثغرات قد يستخدمها مطلوبون للتسلل من والى المخيم، توالت ردود الفعل المعترضة لبنانيا وفلسطينيا تواكبها مروحة اتصالات تركزت حول ضرورة الاستعاضة عن بناء الجدار باجراءات وتدابير أخرى تراعي الاعتبارات الأمنية من دون ان تسيء الى العلاقة اللبنانية الفلسطينية او تتسبب في أي احتقان، فيما يعقد اليوم الخميس اجتماع بين وفد من تحالف القوى الفلسطينية وبين رئيس فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد الركن خضر حمود في ثكنة زغيب في صيدا حيث من المتوقع ان يشغل موضوع الجدار الحيز الأكبر من اللقاء.

وكانت تفاعلات بناء الجدار حول عين الحلوة والذي بدأ قبل اسابيع وسبقه قبل اشهر بناء قسم منه عند الحدود الشرقية للمخيم، تقدمت الى الواجهة مع تقدم الأشغال فيه، علما ان القوى الفلسطينية كانت على علم مسبق باجراءات الجيش هذه. ومؤخراً قام ممثلون عن هذه القوى بجولة ميدانية برفقة ضباط من الجيش وعاينوا بعض النقاط التي يرفع فيها ابراج مراقبة واجرى – بناء لطلبهم- تعديلات على بعضها نظرا لكونها اما قريبة من بيوت في المخيم او تطل عليها ..

وتابع نائبا صيدا الرئيس فؤاد السنيورة وبهية الحريري هذه القضية بالتشاور هاتفيا فيما بينهما فيما اجرت الحريري اتصالات شملت كلا من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام والرئيس المكلف سعد الحريري واثارت معهم قضية الجدار حول عين الحلوة.

وصدر عن الرئيس السنيورة والنائب الحريري بيان جاء فيه: يهم الرئيس فؤاد السنيورة ومعالي النائب بهية الحريري الإعلان بشكل واضح ان الجدار الذي يجري تشييده للفصل بين مخيم عين الحلوة ومحيطه هو مستنكر ومرفوض من قبلهما ومن قبل جميع أهالي مدينة صيدا لأنه يتسبب بحال من التشنج والاحتقان، نعتقد أن لبنان بغنى عنها ولا سيما في هذه الظروف الدقيقة. وقال البيان: هناك خطوات عديدة يمكن القيام بها للمحافظة على الامن والانضباط والتفاهم وتعزيز الاستقرار في محيط المخيم ومعه.

وأضاف البيان: ان العلاقات بين المخيم ومحيطه ليست علاقات عدائية، وبالتالي يجب ان ينصب الجهد من الجميع للحفاظ على الامن والاستقرار دون بناء جدار يفصل بين المخيم ومحيطه بما يوحي الانطباع وكأن الاخوة الفلسطينيين هم أعداء للبنان واللبنانيين.

القوى الفلسطينية في منطقة صيدا واثر اجتماع لها في المخيم دعت الحكومة اللبنانية الى اعادة النظر في بناء الجدار حول مخيم عين الحلوة وقالت انه يحوّل المخيم الى سجن كبير ويزيد من معاناة سكّانه ويسيء للعلاقة الأخوية بين الشعبين الفلسطيني واللبناني.

حركة حماس وعبر مصدر مسؤول فيها اعتبرت ان الجدار خطوة خاطئة في المكان والزمان..لانه يؤكد وجود نظرة امنية لبنانية في التعامل مع قضية اللاجئين وتؤدي الى الحاق الضرر بقضيتهم وتهدد مستقبلهم ومصالحهم وتزيد من معاناتهم الانسانية والمعيشية معلنة رفضها ما وصفته بـ"سياسة العزل الجماعي للمخيمات".

حركة الجهاد الاسلامي اكدت انها ضد اقامة الجدار وانها تعمل الى جانب كافة الفصائل والقوى الفلسطينية وبالتواصل مع الفعاليات اللبنانية والجهات الرسمية لوقف هذا المشروع وحماية الشعب الفلسطيني من تداعيات اية خطوة تؤدي الى سوء فهم او اساءة للعلاقات بين الشعبين.

نائب رئيس المكتب السياسي للجماعة الاسلامية في لبنان الدكتور بسام حمود اعتبر في بيان ان بناء الجدار حول مخيم عين الحلوة لا يخدم العلاقات اللبنانية - الفلسطينية بل ينعكس عليها بشكل سلبي وقال: نحن على يقين من ان الاجهزة الامنية وتحديداً الجيش اللبناني لا تنقصه الحكمة والخبرة في إيجاد العديد من الوسائل التي تحقق الأمن للشعبين اللبناني والفلسطيني دون اللجوء لمثل هذه الإجراءات التي ستكون سلبياتها اكثر بكثير من الايجابيات المتوخاة.

امين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد اعلن في بيان رفضه التام لمشروع بناء جدار حول مخيم عين الحلوة، داعيا السلطات اللبنانية إلى وقف العمل في هذا المشروع بالنظر إلى أضراره البالغة ونتائجه السلبية الخطيرة، متسائلاً عن هوية الجهات التي تقف وراء قرار بناء وتمويل الجدار.

الشيخ ماهر حمود رأى في بيان وزعه مكتبه الاعلامي ان تشبيه جدار عين الحلوة بـ"جدار فصل عنصري" وما الى ذلك، هو تضخيم للموضوع الذي ينحصر بتعزيز الامن في الاماكن التي يتسلل منها (الارهابيون)، معتبرا ان "أي مشكلة يمكن حلها بالحوار والتلاقي".

المصدر: رأفت نعيم ـ المستقبل