القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

هل دعا الشيخ الرافعي حركة حماس للانتقال من الضاحية الى طرابلس؟

هل دعا الشيخ الرافعي حركة حماس للانتقال من الضاحية الى طرابلس؟


الخميس، 27 حزيران، 2013

لم يكن وصول حركة الاخوان المسلمين الى الحكم في مصر مجرّد حدث عابر في تاريخ حركة المقاومة الاسلامية "حماس"، لا سيما في ظل الارتباط الايديولوجي بينهما اضافة الى موقع قطاع غزة وارتباطه التاريخي بمصر.

من هنا يجب ان نقرأ بداية التحول في مسار السياسة العامة الداخلية والخارجية لحماس، التي تركت الازمة السورية الوقع الأكبر عليها على مستوى البيت الداخلي من جهة حيث تتخبط الحركة بخلافات داخلية على خلفية الموقف من الاحداث الجارية في سوريا. وكانت مواقف القيادي محمود الزهار خير دليل على ذلك وما نتج عنها من إبعاد له عن موقع القرار، وعلى مستوى علاقته بمحور الممانعة وبداية فك الارتباط معه وإعادة التموضع من جديد، الامر الذي بدا واضحا في العلاقة بين الحركة وحزب الله التي تشهد توترا كبيرا، وان كان الخطاب السياسي للجهتين ينفي وجود اي خلاف او قطيعة، الا ان واقع الحال لا يوحي بذلك. وفي هذا السياق، يصف مصدر فلسطيني لـ "ليبانون فايلز" اللقاء الاخير الذي جمعهما الاسبوع الماضي بانه محاولة تنظيم للخلاف وتحييد الحركة عن تداعيات الازمة السورية لأنّ أيّ تموضع جديد للحركة سينعكس حتما على المخيمات الفلسطينية في لبنان الامر الذي يتحاشى حزب الله الوصول اليه تماما كما كل الفصائل الفلسطينية ومن بينها حماس التي تجمع على ضرورة "النأي بالنفس" الفلسطيني.

فحزب الله عاتب على الحركة التي جمعته بها مسيرة طويلة في مقاومة العدو الاسرائيلي، ووصل التعاون بينهما الى اقصى حدوده تحت عباءة سوريا وايران، الا ان مشاركة حزب الله في القتال في سوريا جاءت لتعزز الشرخ بينهما. وافادت معلومات لـ "ليبانون فايلز" ان معارك القصير والقتال الميداني فضح الكثير من المستور، فعلى سبيل المثال تفاجأ حزب الله بعثوره على عبوات ناسفة من صناعته تحمل اسم "شيواز" في حوزة الجيش السوري الحر، كان قد خصّ بها في مرحلة سابقة حركة حماس، الامر الذي ترك انطباعا سيئا لدى الحزب اضافة الى الكثير من الوقائع الميدانية الاخرى.

فالعلاقة بين الفريقين لم تصل بعد الى حدّ القطيعة، لكن العودة الى ما كانت عليه باتت صعبة جدا في الوقت نفسه. وتفيد مصادر مطلعة أنّ حركة حماس تعمل منذ حوالى العام على نقل مكاتبها في الضاحية الجنوبية، لا سيما الى صيدا. واشارت المصادر الى أنّ الشيخ سالم الرافعي دعا ممثل حركة حماس علي بركة الاسبوع الماضي الى الانتقال الى طرابلس اذا ما كانت الحركة تتعرض للاستفزاز في بيروت، الا ان اي فريق لم ينفِ او يؤكد هذه المعلومات.

الا ان الثابت الوحيد هو ان حركة حماس باتت في موقع آخر بانتظار الحدث الكبير في سوريا الذي سيغيّر حتماً وجه المنطقة أيّاً كانت نتيجته. أما بالنسبة الى موقفها الحالي فيبدو واضحاً غياب أيّ قرار حاسم بشأن العلاقة مع حزب الله، وبالتالي فإنّ هذه الحركة لا تزال تترنّح بين تحالفاتها القديمة وارتباطاتها العقائديّة والايديولوجيّة، الامر الذي انعكس على صفوفها الداخليّة وجعلها أكثر حساسيّة تجاه الاحداث والتطورات، ولذلك فهي تسعى قدر الامكان لتحييد نفسها وتحصين البيت الفلسطيني الداخلي الامر الذي انعكس جليّاً بعد احداث صيدا الاخيرة ومحاولة زج المخيمات. وفي هذا السياق كانت لافتة سلسلة الاتصالات التي أجراها خالد مشعل مع المسؤولين اللبنانيّين للتأكيد على الموقف المحايد عن أيّ صراع أو خلاف لبناني داخلي.

المصدر: نادر حجاز- ليبانون فايلز