هل من مُخطط لجرّ
مخيّم «عين الحلوة» عبر بوابة صيدا واستدراج «حزب الله» الى الوحل الداخلي

الأربعاء، 14 تشرين الثاني، 2012
اسكندر شاهين،
الديار
طرابلس وصيدا قطبا
البوصلة في لعبة الامن والاستقرار أو النقطتان اللتان تنطلق منهما الحروب الاهلية,
كما تشير الروزنامة اللبنانية منذ ولادة دولة لبنان الكبير فالمدينتان توأمان ولدتا
من رحم واحد وتتشاركان نفس الرغيف من الاسواق الداخلية مروراً بالاحياء الفقيرة وصولاً
الى الجيرة مع المخيمات الفلسطينية، حيث يتداخل مخيم البداوي مع أحياء طرابلس ومخيم
عين الحلوة مع صيدا ناهيك بمنطقة التعمير، التي يشكل سكانها خليطاً متنوعاً من لبنانيين
وفلسطينيين وسنة وشيعة، ما يجعل من المدينتين صاعقين للتفجير من الجنوب الى الشمال
في مرحلة هي الادق عبر تاريخ الوطن الصغير.
الاوساط المواكبة
للاحداث تقول ان ما حصل في صيدا بالامس الاول وأدى الى سقوط 3 قتلى و6 جرحى في اشتباك
بين جماعة الشيخ احمد الاسير وافراد تابعين لـ «حزب الله»، ان دل على شيء فعلى خطورة
الغليان في المرجل الداخلي، بالعودة في الذاكرة الى الحروب العبثية التي احرقت الاخضر
واليابس في لبنان فان شرارتها الاولى انطلقت من صيدا اثر اغتيال المناضل معروف سعد،
لتعم دوائر الحريق كافة المناطق اللبنانية، حيث تلونت حروب العبث بألوان طائفية تارة
ولبنانية فلسطينية تارة أخرى، الا انها لم تعرف اللون المذهبي كما يخشى المسؤولون حصوله
لأن الاحتقان السني الشيعي بلغ منسوباً قياسياً وما عمل الاقطاب على منعه من خلال الصبر
احياناً والتغاضي أحياناً أخرى، الا أنه اذا التقى حامل البندقية بحامل مسدس فالحصيلة
ستكون بداية مسيرة الالف ميل الدموية بخطوتها الاولى.
وتشير الاوساط
الى أن ما جرى في صيدا يتطابق مع الأوضاع في طرابلس، حيث يبرز الاقتتال المذهبي بين
السنة والعلويين لينسحب على الصورة الصيداوية من حيث خطورة الصدام الشيعي السني الذي
اذا حدث سيطغى بمفاعيله وتردداته على الاحداث في سوريا وفي المنطقة بأثرها، لأن الأمر
يعني ترجمة لمخطط اعد في الكواليس الخارجية والهدف منه ان ينضح الفريقان بدمائهما،
فالاحداث في سوريا كانت نسخة طبق الاصل عن الاحداث اللبنانية والاطراف العربية والدولية
التي تقاتلت في لبنان زهاء ربع قرن تقريباً هي نفسها اليوم تمارس اللعبة الدموية على
الساحة السورية، وربما الهدف الاساسي لما حصل في صيدا هو جر «حزب الله» الى الوحل الداخلي
كما حصل في 7 أيار لافراغ المقاومة من مضمونها الحقيقي، ربما الخارج يريد ان يقدم هدية
ثمينة جداً لاسرائيل اذا حدث ذلك.
تضيف الاوساط ان
أخطر ما في الامر ليس فقط الصدام السني الشيعي بل الطروحات التي بدأت تلقى رواجاً في
الشارع السني والتي تقول بوجوب تطهير البيت الداخلي قبل التوجه لقتال الغير، فهل من
رابط بين ما حصل في صيدا واطلاق النار في طرابلس ليلاً على منزل قائد حركة «التوحيد
الاسلامي» الشيخ بلال شعبان ولماذا تم التعرض لزوجة النائب مصطفى سعد والاعتداء على
سائقها وتوجيه الشتائم للنائب السابق اسامة سعد، كون هؤلاء يقفون في مربع التحالف مع
«حزب الله»، ولعل ما يرفع نسبة القلق لدى المسؤولين المعلومات التي تشير الى أن الانفلات
في صيدا اذا حصل سيؤدي الى دخول فلسطيني على مسرح اللعبة لا سيما أن مخيم «عين الحلوة»
يمثل ثقلاً سنياً مسلحاً خصوصاً أن التيارات الاسلامية المتشددة لها وزن لا يستهان
به داخل المخيم ناهيك بحركة حماس التي انقلبت في ولائها على النظام السوري الذي حماها
يوم كانت كافة الانظمة العربية تطالب برأسها وما يزيد من الهواجس أن العامل الفلسطيني
يلعب دوراً ميدانياً وازناً في سوريا حيث يعتبر «مخيم اليرموك» في دمشق ملجأً للـ«جيش
السوري الحر»، حيث تم قصفه بسلاح الطيران السوري وما يحمل الامر من دلالات على قاعدة
أن اللجوء الى الجو يعني استحالة الامساك بأرض المخيم من الجيش السوري النظامي اضافة
الى أن واقع الامر يشير الى أن الكثير من المجموعات الفلسطينية المدربة والمسلحة حتى
الاسنان تقاتل الى جانب الثوار السوريين، فهل تكون صيدا بوابة العبور لاستيراد الفتنة
من سوريا وهل يستطيع العقلاء منع الفتنة أم يتم تكفيرهم بعدما بلغت الامور خط اللاعودة
عند الرؤوس الحامية في التيارات الاسلامية المتشددة وهل بدأنا كتابة المقدمة التمهيدية
لحروب استتباع جديدة على الساحة المحلية، ام أن هناك قراراً دولياً يرفض انتقال الحريق
الى الحديقة الخلفية لسوريا وهل كانت زيارةالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في سبيل التحذير
من ذلك وافهام الافرقاء بأن فرنسا الى جانبهم كما كانت في أيام الرئيس شارل ديغول الذي
هدد بالتدخل بعد الاعتداء على مطار بيروت الدولي عام 1968.